من منا ينسى الدور الذي لعبه الأرجنتيني آنخيل دي ماريا في الأسابيع الأخيرة من موسمه الأخير في ريال مدريد وبالذات في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام أتلتيكو مدريد عندما صنع الفارق وقاد فريقه للتتويج باللقب العاشر الذي طال انتظاره؟.
صحيح أن راموس هو من أعاد الأمل لريال مدريد حينما كانت الأمور تتجه لتتويج الروخي بلانكوس باللقب، لكن لو أردنا منح لاعب لقب رجل المباراة فهو بالتأكد آنخيل دي ماريا لما قدمه من أداء مميز ومجهود بدني لا يضاهى طوال 120 دقيقة.
دي ماريا كان يلعب دوراً جوهرياً في أيامه الأخيرة في سانتياجو برنابيو، حيث كانت توكل إليه مهام عديدة أهمها الضغط على حامل الكرة بشكل قوي في منقطة الخصم والارتداد السريع إلى منتصف ملعب ريال مدريد حينما تجتاز الكرة خط المنتصف، وهو الدور الذي كان يعجز عن تأديته جميع لاعبي الفريق في ذلك الوقت.
كذلك كان لدي ماريا دور فعال جداً في الربط بين خطي الهجوم والوسط، ومعظم الهجمات المرتدة السريعة كانت تبدأ بأقدامه، باختصار، دي ماريا كان مدافعاً ومهاجماً في الوقت ذاته، ومن السذاجة وصف مركزه بأنه مجرد صانع ألعاب فقط.
السؤال الآن .. من سيعوض دي ماريا ؟
في الحقيقة لا يوجد إجابة شافية لهذا السؤال وذلك يعود إلى اختلاف طريقة لعب الفريق منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا، كما أن هناك اختلافاً كبيراً في الأدوار التي توكل للاعبين مثل كريستيانو رونالدو وغاريث بيل مع زيدان عما كانت عليه مع أنشيلوتي.
ويجب عدم نسيان كاسيميرو الذي كان نقطة التحول في تغيير أسلوب ريال مدريد من الاندفاع نحو الهجوم إلى الواقعية، ويمكننا القول إن النجم البرازيلي يقوم بإحدى مهام دي ماريا وهي خلق التوازن بالفريق.
دي ماريا كان مطالباً بمجهود مضاعف لأن هناك بعض اللاعبين الذين لا يقومون بواجباتهم على أكمل وجه مع المدرب الإيطالي المتسامح، فكان رونالدو وجاريث بيل لا يشاركان في العملية الدفاعية إلا في بعض اللحظات النادرة، لكن الأمر اختلف الآن وأصبحنا نشاهد دوراً دفاعياً فعال من النجم البرتغالي والويلزي وإن كان ليس بكفاءة أدوراهما الهجومية.
ويمكن تلخيص الأمر بأن الأدوار المتعددة للنجم الأرجنتيني أصبحت توزع على جميع اللاعبين، فتواجد كاسيميرو كقاطع كرات رئيسي في منتصف الملعب يفسح المجال لتوني كروس ولوكا مودريتش للتقدم والقيام ببعض التوغلات المشابهة لتوغلات أنخيل وخصوصاً النجم الكرواتي، كذلك أصبحت مهمة الضغط على حامل الكرة في ملعب الخصم موكلة لثلاثي خط الهجوم، كذلك أصبحنا نشاهد فاعلية أكبر من مارسيلو وكارفاخال على الأطراف عما كانت عليه في الماضي، وهذا يسد الثغرة التي تركها دي ماريا بالتوجه إلى الأطراف وتحويل العرضيات المتقنة في كثير من الأحيان.
دي ماريا كان لاعباً مميزاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى في نصف الموسم الأخير، لكن مهما كان حجم اللاعب والأدوار التي يقوم بها يمكن تعويضه بكل سهولة إذا تم تعديل وتطوير مهام ومراكز اللاعبين الآخرين.