أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، أن تسارع التطورات في المنطقة وخطورتها تفرض ضرورة البحث والتشاور في كيفية اتخاذ خطوات ضرورية وعاجلة ووضع آليات عملية وفاعلة للتعامل مع التحديات التي تواجه الدول العربية والقضايا التي تؤثر على مستقبل شعوبها.
وترأس الشيخ خالد بن أحمد، رئيس المجلس الوزاري للدورة «145» لمجلس جامعة الدول العربية اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية، الذي عقد أمس في القاهرة، بحضور رئيس دولة فلسطين الشقيقة محمود عباس، ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي الرئيس فايز السراج.
وأوضح وزير الخارجية أن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته الـ27 والمقرر عقده في يوليو القادم بالجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة، يتطلب العمل الدؤوب والإعداد السليم ويفرض مناقشة كل ما يهمنا من قضايا وخاصة ما يتعلق بتطوير العمل فيما بيننا ويضمن زيادة تلاحمنا ووحدتنا وصلابة مواقفنا، ووضع حد لكل من يحاول التدخل في شؤوننا أو يسعى لإثارة الفرقة والفوضى في منطقتنا، كما يفرض أيضاً الخروج بنتائج تعزز المصالح العربية وترتقي بآليات ومسيرة العمل العربي المشترك، والذي سيظل الركيزة الأساسية لمواجهة كافة التحديات التي تواجه دولنا وتعزيز أمننا واستقرارنا.
وأشار إلى أنه رغم ما تمر به القضية الفلسطينية اليوم من مرحلة بالغة الصعوبة، إلا أننا لم ولن نفقد الأمل في إحلال السلام الشامل والعادل الذي يعيد الحقوق لأصحابها ويكفل الأمن والاستقرار لجميع دول المنطقة، ليعم السلام وتستقر الأوطان وتنعم الشعوب بالتنمية والرخاء.
وأكد الوزير، أن تحقيق ذلك لن يكون عبر الأماني والتطلعات، بل من خلال تحمل الجميع لمسؤولياته والالتزام بالقوانين الدولية وتنفيذ المبادرات الرامية إلى حل النزاع العربي الإسرائيلي وفي مقدمتها مبادرة السلام العربية، والتي مازالت توفر فرصة تاريخية لإنهاء هذا النزاع، وتضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتوفر لإسرائيل الأمن والعيش بسلام مع الدول العربية والإسلامية كافة.
ونوه الشيخ خالد بن أحمد بالمبادرة الفرنسية لحل القضية الفلسطينية، مثمناً الجهود التي تبذلها الجمهورية الفرنسية الصديقة ورغبتها الجادة في وضع حل عادل لهذه القضية.
وأكد وزير الخارجية أن ذلك يشجع على ضرورة بذل المزيد من الجهد وأن نتطلع إلى عملية السلام بتفاؤل في إيجاد حل دائم ينهي معاناة أبناء الشعب الفلسطيني الأبي، متمنياً أن تجد تلك المبادرة طريقاً للتنفيذ وأن تلقى الدعم اللازم من قبل كافة الأطراف المعنية لكي نمضي قدماً في مسار السلام ونوفر واقعاً جديداً في المنطقة يساهم في استقرارها ويفتح صفحة جديدة في تاريخها . ورحب الوزير بوقف الأعمال القتالية في الجمهورية اليمنية الشقيقة، مطالباً الجميع باستغلال هذه الفرصة السانحة والتمسك بها واستثمارها للتوصل لتسوية سياسية شاملة وفق المحددات والركائز الثابتة والتي تتمثل في قرار مجلس الأمن رقم 2216 لعام 2015 والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، مع ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني الشقيق. وشدد وزير الخارجية على أن العودة إلى الوراء أمر غير مقبول في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخ اليمن الشقيق، وهو ما يستوجب إعلاء صالح اليمن وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه، والسعي بكل قوة لإنجاح المحادثات الجارية برعاية الأمم المتحدة في دولة الكويت الشقيقة، في ظل الجهود الكبيرة التي يبذلها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد لكي نصل بالنهاية إلى تحقيق ما يصبو إليه الشعب اليمني الشقيق من استقرار وتنمية وازدهار. وجدد دعم مملكة البحرين لكل ما فيه خير وصالح اليمن، حتى يتحقق الأمن ويعود السلم وبما يمكن الحكومة الشرعية بقيادة رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي، في بسط نفوذ الدولة وسيادتها على كافة أرجاء اليمن، ومن خلال المساهمة في كل الجهود الإنسانية الرامية إلى تخفيف معاناة الشعب اليمني. وأكد الشيخ خالد بن أحمد أن دولة ليبيا الشقيقة تمر بمرحلة دقيقة تفرض علينا موقفاً موحداً متماسكاً لمساعدة الأشقاء في ليبيا لتجاوز هذه المرحلة بما يحفظ لليبيا وحدتها واستقرارها، من خلال تقديم كامل الدعم للعملية السياسية وللمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني برئاسة دولة الرئيس فايز السراج، لتتمكن من أداء مهامها والنهوض بدورها في تحديد مسؤوليات كافة الأطراف في المستقبل ولتكون قادرة على مواجهة مختلف التحديات وفي مقدمتها التطرف والعنف والإرهاب وترسيخ مؤسسات الدولة ووحدتها.
ودعا وزير الخارجية، المجلس الرئاسي بالتنسيق الكامل مع جميع الأطراف السياسية الليبية الشرعية لنيل الثقة بما يضمن الأرضية الصلبة لبناء دولة المؤسسات التي ينشدها الشعب الليبي حيث إن ذلك يعد خطوة مهمة تصب في مصلحة استقرار ليبيا، وتوفر الدعم اللازم للحكومة بتمكينها من قيادة البلاد في هذه المرحلة الدقيقة والصعبة. فيما ألقى رئيس دولة فلسطين الشقيقة، كلمة استعرض فيها آخر التطورات إزاء القضية الفلسطينية والمبادرة الفرنسية لحل القضية الفلسطينية، كما تحدث كل من رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي فايز السراج، حول مستجدات الوضع في دولة ليبيا الشقيقة، والأمين العام لجامعة الدول العربية د.نبيل العربي حول الجهود التي تبذلها الجامعة لدعم العمل العربي المشترك ومعالجة قضايا المنطقة. وبحث الاجتماع التحركات الدبلوماسية القادمة بشأن القضية الفلسطينية، وإعداد مشروع جدول أعمال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة والمقرر عقده في العاصمة الموريتانية نواكشوط خلال يوليو المقبل، وتطورات الوضع في دولة ليبيا وتطورات الأوضاع في اليمن.