عواصم - (وكالات): أعلن وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني علي جنتي، «منع الحجاج الإيرانيين من الذهاب إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج هذا العام»، وذلك لدى إعلانه عدم توصل المباحثات بين الجانبين الإيراني والسعودي إلى اتفاق، بسبب تعنت ورفض بعثة منظمة الحج والزيارة الإيرانية، التوقيع على محضر إنهاء ترتيبات الحج، في خروج عن الإجماع الإسلامي، فيما شدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على أن «بعض الإجراءات التي طلبتها إيران خلال موسم الحج غير مقبولة، موضحاً أنه «كل سنة يتم التفاهم والتشاور مع الدول ويتم توقيع مذكرات تفاهم بهذا الشأن (...) لضمان أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام»، مشيراً إلى أن «إيران رفضت أن توقع المذكرة، وكانت تطالب بحق إجراء شبه مظاهرات وكانت تطالب بأن يكون لها مزايا تخرج عن إطار التنظيم العادي، ما كان سيتسبب بفوضى خلال فترة الحج، وهذا أمر غير مقبول».
وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا»، فقد ألقى جنتي في تصريحات صحافية، بالمسؤولية على الجانب السعودي، بينما أكدت وزارة الحج والعمرة السعودية، أمس الأول، أن الجانب الإيراني هو من رفض التوقيع على الترتيبات وقالت في بيان إن الوفد الإيراني قرّر وبشكل مفاجئ مغادرة المملكة قبل التوقيع على محضر ترتيبات شؤون الحجاج الإيرانيين».
وزعم الوزير الإيراني في تصريحاته أنه «من غير الممكن أداء مناسك الحج هذا العام بالنسبة للحجاج الإيرانيين بسبب حديث المسؤولين السعوديين مع الوفد الإيراني ووضع العقبات أمام الحجاج الإيرانيين».
وأصدرت وزارة الحج والعمرة، في المملكة العربية السعودية، بياناً الجمعة الماضي، حول امتناع بعثة منظمة الحج والزيارة الإيرانية، التوقيع على محضر إنهاء ترتيبات حج الإيرانيين، وأكدت فيه أن «بعثة منظمة الحج والزيارة الإيرانية بامتناعها عن توقيع محضر إنهاء ترتيبات الحج تتحمل أمام الله ثم أمام شعبها، مسؤولية عدم قدرة مواطنيها من أداء الحج لهذا العام، كما توضح رفض المملكة القاطع لتسييس شعيرة الحج أو المتاجرة بالدين»، حسبما جاء في نص البيان.
وكانت الرياض وطهران قد اتفقتا على إصدار التأشيرات بشكل إلكتروني من داخل إيران، بموجب آلية اتفق عليها مع وزارة الخارجية السعودية، ومناصفة نقل الحجاج بين الناقل الوطني السعودي والناقل الوطني الإيراني، وكذلك الموافقة على طلب الوفد الإيراني السماح لهم بتمثيل دبلوماسي عبر السفارة السويسرية لرعاية مصالح حجاجهم.
من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني فيليب هاموند في جدة أن «الإيرانيين طلبوا أن تمنح التأشيرات من إيران وليس من خارج إيران (...) حلينا الموضوع عبر منح تأشيرات للإيرانيين عبر الإنترنت. كانوا يطالبون بأن يتم نقل نصف الحجاج الإيرانيين عبر ناقل إيراني، ووافقت المملكة».
كما وافقت الرياض على أن يكون لطهران «تمثيل في جدة عن طريق السفارة السويسرية للتعامل مع أي ظروف تحصل للحجاج الإيرانيين»، وأن المملكة وافقت على ذلك رغم قطع العلاقات «من حرصنا على أن يستطيع كل مسلم بما فيهم كل إيراني، أن يأتي للمملكة لفريضة الحج».
وأضاف أن الإيرانيين «رفضوا أن يوقعوا مذكرة التفاهم ورجعوا لبلادهم».
وقال الجبير «إذا كانت إيران نيتها من البداية المراوغة وإيجاد حجج لعدم تمكين مواطنيها من أداء فريضة الحج فهذا أمر سلبي جداً. إذا كان الموضوع يتعلق بإجراءات وتنظيمات فنعتقد أننا قمنا بالواجب وأكثر لتلبية هذه الاحتياجات وأن الإيرانيين هم الذين رفضوا». وكرر الوزير السعودي موقف بلاده بضرورة «ألا يكون هناك أي تسييس للحج»، وأن الرياض «لا تمنع أحداً من أداء هذه الفريضة».
وتابع الجبير أن «بلاده لا تمنع أحداً عن أداء مناسك الحج»، لافتاً إلى أن «المملكة تقوم بتوقيع اتفاقيات مع أكثر من 70 دولة في سبيل تنظيم شؤون الحج وضمان الأمن والسلامة للحجاج سنوياً».
والمحادثات التي جرت بين البلدين هي المحاولة الثانية بهدف التوصل إلى اتفاق حول تنظيم الحج للإيرانيين هذا العام بعد فشل جولة محادثات أولى جرت في السعودية في أبريل الماضي.
يذكر أن إيران كانت تصر على شروط لا تقع ضمن شعائر الحج المتعارف عليها، حيث ضمّنت فقرات في محضر ترتيبات الحج طقوساً مذهبية محددة مثل «إقامة دعاء كميل ومراسم البراءة ونشرة زائر»، حيث اعتبرت السعودية أن هذه التجمعات تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي.
ويقول مراقبون إن إيران تصر على تسييس الحج، من خلال القيام بشعائر وتصرفات وتجمعات غير مألوفة تهدد أمن الحج وتخلق مشاكل كما حدث بحادثة تدافع منى في سبتمبر الماضي، الأمر الذي تصدت له الرياض بحزم.
وستكون المرة الأولى منذ 30 عاماً لا يشارك الإيرانيون في الحج.
ففي عام 1987 قطعت العلاقات بين البلدين لنحو 4 سنوات بعد سقوط قتلى في مكة المكرمة خلال اشتباكات بين الحجاج الإيرانيين وقوات الأمن السعودية.
وفي يناير الماضي قطعت الرياض علاقاتها مع طهران بعد أعمال شغب قام بها غوغائيون أدت إلى إحراق السفارة السعودية في طهران وقنصلية الرياض في مشهد، إثر احتجاج إيران على إعدام السعودية الإرهابي نمر النمر.