عواصم - (وكالات): تواصل القوات العراقية والميليشيات الشيعية التابعة لها خطتها في معركة تحرير الفلوجة غرب بغداد من سيطرة تنظيم الدولة «داعش»، وفيما أعلنت البدء بالصفحة الثانية من المعركة، تمكنت من تطويق المدينة من 3 محاور، في انتظار ساعة الصفر، وسط مخاوف على مصير آلاف المدنيين في البلدين. في الوقت نفسه، يتعرض المتطرفون لهجوم من قوات البشمركة الكردية بمساندة طيران التحالف الدولي لاستعادة السيطرة على مناطق شرق مدينة الموصل شمال العراق. وباتت القوات العراقية على مشارف الفلوجة، أحد أهم معاقل «داعش» في العراق، استعداداً لاقتحامها بعد أسبوع من هجوم بدأته بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وكان قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق عبد الوهاب الساعدي قال إن اقتحام مدينة الفلوجة من قبل جهاز مكافحة الإرهاب بات وشيكاً. لكن هادي العامري أحد أبرز قادة الحشد الشعبي الذي يشارك في الهجوم قال في تصريح تلفزيوني: «لا أريد أن أقول إن اقتحام الفلوجة سيتم خلال ساعات لكني أؤكد أنه سيجري قريباً جداً». وقال عضو مجلس محافظة الأنبار عذّال الفهداوي إنّ «المعارك مستمرّة خصوصاً في جنوب الفلوجة، وأصبحت القوات على مقربة من النهر الفاصل بين عامرية الفلوجة والفلوجة، كذلك من الجهتين الشرقية الشمالية»، مبينا أنّ «الفلوجة أصبحت مطوقة من ثلاثة محاور بشكل كامل». وأضاف أنّ «القطعات العراقية أصبحت على مشارف المدينة، من المحاور الثلاثة، عدا الجهة الغربية التي تمتد إلى جزيرة الخالدية لم تطوق، فيما تم قطعها من منطقة البوشجل باتجاه جزيرة الخالدية»، مبيناً أنّ «المشكلة الرئيسية التي تواجهها القوات العراقية في اقتحام الفلوجة هي وجود العوائل داخل المدينة». في غضون ذلك، أعلنت منظمة نرويجية تعنى بشؤون اللاجئين، «فرار 99 عائلة من مدينة الفلوجة»، وذكر بيان للمجلس النرويجي للاجئين «نعتقد أنّ أكثر من 50 ألف مدني ما زالوا عالقين في الفلوجة، وتم تسجيل جميع العائلات التي استطاعت الفرار من ضواحي الفلوجة وهي 99 عائلة». إلى ذلك، يتعرض المتشددون لضغوط كبيرة من مقاتلي قوات البشمركة الكردية شرق الموصل التي تعتبر معقلاً رئيسياً لهم في العراق.
وشنت البشمركة فجر أمس هجوماً برياً لاستعادة السيطرة على مناطق شرق مدينة الموصل شمال العراق. وأفاد بيان رسمي صادر بمجلس أمن إقليم كردستان بأن «قوات البشمركة مدعومة بطائرات التحالف الدولي شنت هجوماً برياً لاستعادة قرى من سيطرة «داعش» في محيط منطقة الخازر الواقعة شرق الموصل» ضمن منطقة سهل نينوى. وأضاف البيان أن «الهجوم واحد من العديد من العمليات المتوقعة لزيادة الضغط على التنظيم المتطرف داخل الموصل وحولها استعداداً للهجوم الحاسم على المدينة» لتحريرها. في المقابل، أحبطت القوات العراقية هجوماً مضاداً شنه المتطرفون على مدينة هيت غرب البلاد والتي كانت استعادت السيطرة عليها قبل شهر.