عواصم - (وكالات): اقتحمت القوات العراقية وميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية التابعة لها أمس مدينة الفلوجة غرب العراق من 3 محاور ما يشكل بداية لمرحلة جديدة من عملية استعادة السيطرة على المدينة التي تعد أحد معقلي تنظيم الدولة «داعش» الرئيسين في العراق، وسط مخاوف على مصير عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين في المدينة، فيما أدان بيان لهيئة علماء المسلمين في العراق جريمة إعدام 17 مواطناً مدنياً في منطقة الكرمة من قبل إحدى فصائل ميليشيات الحشد الشعبي، واتهم النظام الإيراني بالإشراف على ما سماه المعارك الطائفية بالمدن العراقية. وأضاف البيان أن الجريمة وقعت على أبرياء بزعم دعمهم للإرهاب بعد اعتقال 73 مواطناً من منطقة الرشاد في الكرمة الواقعة شمال شرق الفلوجة.
وفي تطور آخر، فيما حققت القوات الكردية انتصاراً ضد التنظيم المتطرف شمال العراق واستعادت 9 قرى من المتطرفين. وتأتي عمليات تحرير أول مدينة خرجت عن سيطرة القوات العراقية عام 2014، بالتزامن مع عمليات تنفذ في سوريا، ويخشى أن تتعرض فيها حياة عدد كبير من المدنيين للخطر.
وشاركت في عمليات الاقتحام التي انطلقت فجر أمس قوات مكافحة الإرهاب أكثر القوات العراقية تدريباً وخبرة قتالية.
وقال قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي إن «قوات جهاز مكافحة الإرهاب والجيش والشرطة بدأت فجر أمس بغطاء من طيران التحالف الدولي، اقتحام مدينة الفلوجة من 3 محاور». وتتقدم القوات من محور السجر شمال شرق المدينة وتقاطع جسر الموظفين شرقاً والنعيمية وجسر التفاحة جنوباً، وفقاً للساعدي الذي أشار إلى وجود مقاومة من التنظيم. وأكد المتحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب صباح النعمان انطلاق العملية. وقال «بدأنا عملياتنا في ساعة مبكرة من صباح أمس لاقتحام الفلوجة». ويعني إشراك قوات مكافحة الإرهاب في هذه المرحلة من العملية، توقع على الأرجح وقوع معارك شوارع داخل المدينة التي شهدت قتالاً شرساً ضد القوات الأمريكية في 2004، وصف بالأعنف منذ حرب فيتنام.
وكانت عملية استعادة الفلوجة التي بدأت قبل أسبوع بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ركزت في البدء على استعادة السيطرة على القرى والبلدات المحيطة بالمدينة التي تبعد 50 كيلومتراً إلى الغرب من بغداد. وتشارك قوات الحشد الشعبي، ممثلة بفصائل شيعية مدعومة من إيران، في عمليات تحرير الفلوجة.
وقبل بدء العملية العسكرية، تمكنت بضع مئات فقط من العائلات من الفرار من المدينة التي يقدر عدد السكان العالقين فيها حالياً بنحو 90 ألف شخص، مما يثير مخاوف من أن يستخدمهم المتشددون دروعاً بشرية. ولم تتمكن سوى العائلات التي تسكن أطراف الفلوجة من الفرار، والتوجه إلى مخيمات اجتمعت فيها أعداد كبيرة أخرى من النازحين. وقال مدير المجلس النروجي للاجئين في العراق ناصر موفلاحي «نتوقع موجات أكبر من النزوح مع تزايد ضراوة القتال»، ونبه قائلاً إن «مواردنا في المخيم مضغوطة وقد لا تكفي لتوفير المياه الصالحة للشرب بما يغطي حاجة الجميع». وتمكن عدد من المدنيين من الفرار سيراً على الأقدام عبر مناطق ريفية خلال ساعات لتجنب المتطرفين، باتجاه مناطق تواجد القوات العراقية التي انتشرت في الأطراف الجنوبية من المدينة. ويسيطر التنظيم حالياً على 14 % من أراضي العراق، مقابل 40% من هذه الأراضي في 2014، وفق أرقام حكومية.
لكن التنظيم المتطرف الذي أعلن «دولة خلافة» في الأراضي التي سيطر عليها في سوريا والعراق، واصل القيام بتفجيرات وهجمات دموية استهدف معظمها مدنيين. وقتل 11 شخصاً وأصيب أكثر من 40 في 3 تفجيرات إحداها سيارة مفخخة يقودها انتحاري، استهدفت مناطق متفرقة في بغداد وشمالها.
من جهة أخرى، حققت القوات الكردية انتصاراً ضد «داعش» شمال العراق واستعادت 9 قرى من المتطرفين. وقال مجلس الأمن في منطقة كردستان العراق إن العملية في شرق الموصل «حققت أهدافها الاستراتيجية» مشيراً إلى استعادة 9 قرى كان التنظيم المتطرف يسيطر عليها منذ يونيو 2014. وشارك في العملية 5500 عنصر من البشمركة يدعمهم طيران التحالف بقيادة أمريكية. ونجحوا في الاستيلاء على منطقة مساحتها 120 كلم مربعا قرب الطريق الرئيسة بين الموصل معقل «داعش» في العراق وأربيل عاصمة كردستان العراق.