باريس - (وكالات): أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في باريس أن المبادرة العربية التي تنص على الاعتراف بإسرائيل مقابل تسوية شاملة، تضم «جميع العناصر التي تتيح التوصل إلى السلام» في الشرق الأوسط، فيما جدد المجتمع الدولي تأكيده دعم حل الدولتين، فلسطينية وإسرائيلية، وتعهد السعي إلى إقناع الطرفين باستئناف مفاوضات السلام رغم رفض إسرائيل العلني لأي تدخل غير أمريكي في الملف.
وفي تصريحات صحافية في ختام اجتماع نظمته فرنسا لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، نفى الوزير أي تعديل لهذه المبادرة التي تعود إلى عام 2002.
وقال الجبير «نعتبر أن هذه المبادرة هي الفرصة الأفضل»، من أجل تسوية «ونأمل أن تسود الحكمة في إسرائيل وأن يوافق عليها الإسرائيليون».
وذكر بأن المبادرة تلحظ بالخصوص «اتفاق سلام بين إسرائيل والبلدان العربية» و»علاقات طبيعية» بين الجانبين «مقابل الانسحاب من الأراضي التي تم احتلالها عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية».
وأعلن المشاركون في الاجتماع الذي عقد في باريس «تأييدهم عرض فرنسا» تنسيق جهود السلام في الشرق الأوسط، وكذلك «إمكان عقد مؤتمر دولي قبل نهاية العام». وفي ختام اجتماع دولي في باريس حول النزاع في الشرق الأوسط حذر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت من «خطر جدي» يهدد الحل القائم على مبدأ الدولتين لافتاً إلى أن الوضع يقترب من «نقطة اللاعودة».
وأضاف ايرولت «يجب التحرك بشكل عاجل للحفاظ على حل الدولتين وإحيائه قبل فوات الأوان»، مكرراً عزم فرنسا على تنظيم مؤتمر بمشاركة الإسرائيليين والفلسطينيين قبل نهاية العام.
وسارعت منظمة التحرير الفلسطينية بلسان أمين سرها صائب عريقات إلى الترحيب بالاجتماع معتبرة أنه «مرحلة بالغة الأهمية».
في هذه الأثناء اعتبرت الخارجية الإسرائيلية اجتماع باريس «فرصة فائتة» لم تؤد إلا إلى «إبعاد احتمالات السلام».
وقال المتحدث باسم الوزارة ايمانويل نحشون في بيان «سيسجل التاريخ أن اجتماع باريس لم يؤد سوى إلى تشدد في المواقف الفلسطينية وإبعاد احتمالات السلام». كذلك نددت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة وحركة الجهاد الإسلامي والجبهتان الشعبية والديمقراطية بالمبادرة الفرنسية في بيان مشترك، مستنكرة «محاولات فرض مبادرات جديدة لما يسمى تسوية الصراع مع الاحتلال». كما شجبت الفصائل «مبادرات تضرب في العمق وتحت الحزام ثوابت الشعب الفلسطيني وخصوصاً حق العودة والتنازل عن بقية الأرض الفلسطينية» معتبرة اجتماع باريس «مبادرة تدعو إلى التطبيع مع العدو».
وشارك وزراء أو مندوبين عن نحو 30 دولة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في اجتماع باريس الذي لم يدع إليه طرفا النزاع، فيما المفاوضات المباشرة بينهما ما زالت منقطعة منذ 2014.
في ختام اللقاء أصدر المجتمعون بياناً يؤكد أن «الوضع القائم حالياً» لا يمكن أن يستمر، معربين عن «القلق» حيال الوضع الميداني وسط «استمرار أعمال العنف والأنشطة الاستيطانية».
من جانبه، اتهم وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي «لاعبين كبار» دون أن يسميهم، بخفض مستوى التوقعات في البيان الختامي.
وهناك تساؤلات حول رغبة واشنطن اللاعب الحتمي في الملف، في الانخراط في المبادرة الفرنسية، علماً أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الوسيط في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في 2013-2014، شارك في اجتماع باريس.