عواصم - (وكالات): احتدمت المعارك المستمرة في ريف حلب الجنوبي بين جيش الفتح وقوات النظام السوري والميليشيات الموالية له بعد تقدم سريع لكتائب المعارضة المسلحة وتكبيد القوات خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، كما دمرت المعارضة غرفة عمليات النظام بمنطقة الشيخ يوسف شرق حلب وقتلت قائدها.
وفي أحدث التطورات، أعلنت عمليات فتح حلب تدمير غرفة العمليات التابعة للنظام في تلة الشيخ يوسف بشكل كامل ومقتل قائد الغرفة ومن معه من الضباط، رداً على «المجازر» التي ترتكبها الثكنة بقصفها المدنيين أثناء عبورهم طريق الكاستيلو، الذي يعد طريق الإمداد الأخير لمناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب.
في سياق متصل، قالت وسائل إعلام إيرانية إن أحد قادة القوات الخاصة في فيلق القدس التابع للحرس الثوري في سوريا قتل في مواجهات مسلحة جنوب حلب، كما أعلنت مصرع عسكري آخر، دون ذكر رتبته، ليرتفع بذلك عدد القتلى العسكريين الإيرانيين في سوريا منذ أكتوبر الماضي إلى 273. وأشارت وسائل الإعلام الإيرانية إلى أن القيادي القتيل في الحرس الثوري يدعى «جهانغير جعفري نيا»، كما ذكرت مقتل عسكري إيراني آخر يدعى محمد زلفي جنوب حلب.
وفي تطور آخر، دخلت قوات النظام السوري بدعم جوي روسي ولأول مرة منذ نحو عامين محافظة الرقة، المعقل الأبرز لتنظيم الدولة «داعش» الذي يتصدى في الوقت ذاته لهجومين آخرين تشنهما قوات سوريا الديمقراطية بغطاء أمريكي شمال البلاد.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن «قوات النظام بالتعاون مع مقاتلين موالين لها دربتهم موسكو يعرفون باسم قوات «صقور الصحراء» وبغطاء جوي روسي تمكنوا من دخول الحدود الإدارية لمحافظة الرقة» شمال البلاد.
وبدأت قوات النظام هجوماً من منطقة أثريا في ريف حماة الشمالي وتسببت الاشتباكات بين الطرفين منذ بدء العملية بمقتل 26 عنصراً من تنظيم الدولة و9 عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وفق المرصد.
ويهدف الهجوم بالدرجة الأولى وفق المرصد، إلى استعادة السيطرة على مدينة الطبقة الواقعة على بحيرة الفرات غرب مدينة الرقة، والتي يجاورها مطار عسكري وسجن تحت سيطرة تنظيم الدولة.
ويأتي هجوم قوات النظام بدعم جوي روسي في الرقة بعد بدء قوات سوريا الديمقراطية التي تضم مقاتلين أكراداً وعرباً وبدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة أمريكية هجوماً مماثلاً في 24 مايو لطرد التنظيم من شمال محافظة الرقة، انطلاقاً من محاور عدة أحدها باتجاه الطبقة ولكن من ناحية الشمال. في موازاة ذلك، تسبب سقوط قذائف مصدرها الفصائل المقاتلة على أحياء تحت سيطرة قوات النظام في مدينة حلب، بمقتل 24 مدنياً بينهم 6 أطفال.
وأفادت حصيلة سابقة للإعلام السوري الرسمي بمقتل 16 شخصاً وإصابة أكثر من 40. كما تسببت الغارات الكثيفة لقوات النظام على الأحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل المعارضة، بمقتل 11 مدنياً، وفق المرصد، بينهم مسعف في الدفاع المدني قتل في حي الصاخور.
وجددت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطراف واسعة في المعارضة السورية مطالبة الأمم المتحدة بإلزام النظام السوري بالتقيد بهدنة خلال شهر رمضان تستثني مناطق سيطرة «داعش» وبتسريع إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة.
وأعلن مكتب العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة أن السلطات السورية وافقت على إيصال مساعدات إنسانية براً إلى 12 منطقة محاصرة خلال يونيو، وسمحت بإيصال مساعدات محدودة إلى مدن المعضمية وداريا ودوما في ريف دمشق. ورفضت دمشق في المقابل إيصال مساعدات إلى حي الوعر في مدينة حمص ومدينة الزبداني في ريف دمشق.