عواصم - (وكالات): أحرزت قوات سوريا الديموقراطية والنظام السوري تقدماً ضد تنظيم الدولة «داعش» في أبرز معاقله شمال سوريا على محاور عدة، ما يعكس تشتت قدرات المتشددين وعجزهم عن التصدي للهجمات. وتمكنت قوات النظام من التقدم مجدداً داخل محافظة الرقة، المعقل الأبرز للتنظيم المتطرف في حين باتت قوات سوريا الديمقراطية التي تضم فصائل كردية وعربية، وتشن هجوماً في المنطقة ذاتها، على مشارف مدينة منبج، أبرز معاقل المتطرفين في محافظة حلب شمالاً. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن «الاشتباكات في محيط منبج والتقدم السريع لقوات النظام في الرقة تظهر أن التنظيم غير قادر على صد الهجمات حتى اللحظة رغم استعداداته لها». وباتت قوات النظام السوري ومقاتلون من «صقور الصحراء» الموالون لها الذين تدربهم موسكو، وفق المرصد «على بعد أقل من 30 كلم من مطار الطبقة العسكري جنوب غرب الرقة ونحو 25 كلم من بحيرة الفرات». واعتبر عبد الرحمن أن هذا التقدم هو الأبرز «في عمق محافظة الرقة» التي دخلتها قوات النظام للمرة الأولى منذ نحو عامين. والطبقة الواقعة على بحيرة الفرات من المدن الاأكثر أهمية بالنسبة للمتطرفين، إذ إنها تقع عند سد الفرات وفيها أحد أهم سجون تنظيم الدولة «داعش»، وفق المرصد، وإلى جنوبها الغربي حقول نفطية. وفي صيف 2014 وبعد سيطرته عليها، قام التنظيم بأكبر عملية إعدام في سوريا حين قتل 160 جندياً. وللروس أيضاً علاقة رمزية مع هذه المنطقة إذ إنهم ساهموا ببناء سد الفرات بين عامي 1968 و1974 كما مدينة الطبقة ليعيش فيها موظفو وعمال السد. وبدأت قوات النظام هجوما على جنوب الطبقة الواقعة على بعد 50 كلم غرب الرقة، بعد أيام على هجوم آخر كانت شنته قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن من جهة الشمال في إطار عملية واسعة لطرد التنظيم من ريف الرقة الشمالي. وتتواجد قوات سوريا الديمقراطية حالياً على بعد 60 كلم شمال شرق الطبقة دون إحراز أي تقدم، كون «معركتها الأساسية هي تحرير منبج» في ريف حلب الشمالي الشرقي، وفق عبد الرحمن.وفي إطار هجوم بدأته قبل أسبوع، تخوض قوات سوريا الديمقراطية بدعم من غارات جوية التحالف الدولي اشتباكات عنيفة ضد المتطرفين عند المدخل الجنوبي الشرقي لمدينة منبج، غداة وصولها إلى مسافة 5 كلم عن المدينة.من ناحية أخرى، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو «ستدعم بقوة» الجيش السوري إذا تعرض لتهديدات في حلب ومحيطها.