عواصم - (وكالات): اتهم قائد جماعة شيعية عراقية القوات الحكومية «بالخيانة» في وقت ظهر فيه انقسام بين الجماعات الشيعية العراقية المسلحة المدعومة من إيران والجيش حول أساليب قتال تنظيم الدولة «داعش»، فيما يواجه السكان الذين يحاولون الفرار من مناطق الفلوجة وضواحيها خطر القتل على يد المتطرفين الذين يسعون الى الاحتفاظ بهم كـ «دروع بشرية» مع اقتراب القوات العراقية. في الوقت ذاته، أفادت مصادر باستلام أعضاء من مجلس محافظة الأنبار لعدد من المعتقلين الذين بدت عليهم آثار تعذيب. والمعتقلون المفرج عنهم أكدوا أنهم تلقوا أشد أنواع التعذيب على يد ميليشيات ترافق القوات الأمنية بالعراق.
وكان 605 من هؤلاء المعتقلين وصلوا إلى ناحية العامرية شرق الفلوجة. جميع المفرج عنهم تم اعتقالهم في ناحية الصقلاوية شمال الفلوجة. وبدا على المعتقلين آثار التعذيب، حيث أكدوا أنهم تعرضوا لأشد أنواع التعذيب.
وطالب عدد من أعضاء مجلس المحافظة رئيس الوزراء حيدر العبادي بفتح تحقيق عاجل لمعرفة الجناة وتقديمهم إلى العدالة.
وانتقد هادي العامري قائد أكبر الجماعات الشيعية العراقية المسلحة الجيش لأنه حرك فرقة مدرعة إلى منطقة مخمور قرب الموصل أكبر معقل لـ «داعش» شمال العراق بينما لا تزال معركة طرد مقاتلي التنظيم من الفلوجة أهم معقل له قرب بغداد مستمرة.
وقال العامري الذي يقود منظمة بدر «المؤسف المحزن عدم وجود تخطيط دقيق للعمليات العسكرية.» وأضاف في مقابلة مع تلفزيون السومرية «أنا أعتقد أن إرسال جزء كبير من المدرعات والإمكانيات إلى مخمور بحجة معركة الموصل. أنا بعتبرها خيانة لمعركة الفلوجة.»
ومنظمة بدر التي يقودها العامري أكبر مكون في قوات الحشد الشعبي وهي تحالف من جماعات شيعية مسلحة يقاتل «داعش» إلى جانب الجيش الذي يتلقى أيضا دعما جويا من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
واتهم العامري أيضاً السلطات العراقية بتحريك الجيش إلى مخمور التي تبعد نحو 60 كيلومتراً جنوبي الموصل استجابة لضغط من الولايات المتحدة.
ونفى متحدث باسم الجيش أن يكون لتحريك قوات من الجيش نحو الموصل أثر على معركة الفلوجة التي تبعد نحو 350 كيلومتراً إلى الجنوب من الموصل والتي يحاول الجيش وقوات الحشد الشعبي استعادتها من سيطرة تنظيم «داعش» الذي استولى عليها قبل عامين.
ويشير الخلاف إلى تفاوت الأولويات بين رئيس الوزراء حيدر العبادي - وهو شيعي انتخب في 2014 متعهداً بإصلاح الخلافات مع السنة - والجماعات الشيعية المسلحة المدعومة من إيران.
والفلوجة التي تبعد 50 كيلومتراً غرب بغداد معقل تاريخي للمقاومة السنية للاحتلال الأمريكي ثم ضد السلطات التي يقودها الشيعة والتي حكمت العراق بعد الإطاحة بصدام حسين في 2003.
ويخشى السياسيون السنة من أن يؤدي اشتراك قوات الحشد الشعبي في معركة الفلوجة إلى زيادة التوترات الطائفية في العراق.
والعامري هو ثاني زعيم لفصيل شيعي مسلح يعبر عن عدم رضائه عن هجوم الفلوجة. وقال المتحدث باسم عصائب أهل الحق جواد الطليباوي إن العمليات أوشكت على الوصول لمرحلة التوقف التام وطالب العبادي بأن يأمر باستئناف الهجمات.
وقال العبادي في الأول من الشهر الحالي إن الجيش أبطأ عملياته بسبب مخاوف على سلامة عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين في المدينة التي تعاني من نقص في المياه والأغذية والرعاية الطبية.
وأكد ضباط في الجيش العراقي وصول فرقة مدرعة ليل أمس الأحد إلى مخمور. ويعد هذا جزءا من استعدادات الجيش لهجوم للسيطرة على مهبط جوي يعتزم الجيش استعماله في هجمات قادمة.
وقال الضباط إن جسورا وزوارق جئ بها أيضا لتسهيل عبور نهر دجلة من مخمور إلى القيارة التي يوجد بها المهبط الجوي ولم يشيروا إلى وقت بدء المعركة.
وقلل العميد يحيى رسول المتحدث باسم الجيش العراقي من شأن تأثير التعبئة لاستعادة الموصل على معركة الفلوجة. وقال إنه لا يعتقد أنها ستؤثر على معركة الفلوجة.
وأضاف أن القوات التي تقاتل في الفلوجة تحقق انتصارات وأنها بدأت في التحرك إلى وسط المدينة.
والفلوجة أول مدينة يسيطر عليها «داعش» في العراق وكان ذلك في يناير 2014 قبل 6 أشهر من إعلان التنظيم قيام خلافة في الأراضي التي استولى عليها العراق وسوريا. وعبر العبادي عن أمله في أن يكون 2016 عام النصر النهائي على «داعش» باستعادة الموصل.??
وأمر العبادي ببدء عملية الفلوجة بعد سلسلة تفجيرات في أحياء شيعية في بغداد أعلنت جماعة «داعش» مسؤوليتها عنها وتسببت في سقوط أكبر عدد من القتلى هذا العام.
ويبدو أن قراره الأولي في هذا الشأن تضارب مع خطط حلفائه الأمريكيين الذين كانوا يفضلون أن تركز الحكومة على الموصل لا أن تخاطر بالانغماس في معركة طويلة في منطقة سنية يمكن أن تكون في أغلبها مناوئة للحكومة.
واستعادت الحكومة من قبل السيطرة على مدينتي تكريت - مسقط رأس صدام حسين - والرمادي عاصمة محافظة الأنبار غرب البلاد.
في غضون ذلك، يواجه السكان الذين يحاولون الفرار من مناطق الفلوجة وضواحيها خطر القتل على يد المتطرفين الذين يسعون الى الاحتفاظ بهم كـ «دروع بشرية» مع اقتراب القوات العراقية.
واكد بعض الذين تمكنوا من الهرب كيف كان مقاتلو «داعش» يطلقون الرصاص عليهم أثناء عبورهم نهر الفرات في قوارب أو قطع عائمة.