عواصم - (وكالات): زادت الأمم المتحدة بشكل كبير تقديرها لعدد المدنيين المحاصرين في مدينة الفلوجة العراقية التي يسيطر عليها تنظيم الدولة «داعش» وقالت إنهم نحو 90 ألفاً مقابل تقدير سابق حدد عددهم بنحو 50 ألف شخص. وحذرت ليز جراند منسقة العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في العراق من أن المدنيين قد يواجهون موقفاً «مروعاً» في المدينة المحاصرة التي تبعد نحو 50 كيلومتراً إلى الغرب من بغداد. من جانبه، دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم إلى تشكيل لجنة تحقيق للتقصي والبت في تقارير تحدثت عن ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق النازحين المدنيين من مدينة الفلوجة والمناطق المجاورة لها، من قبل ميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية.
في غضون ذلك، أحرزت القوات العراقية تقدماً جديداً جنوب المدينة بعدما تمكنت من السيطرة على حي بكامله انتزعته من تنظيم الدولة، بحسب ما أكد متحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب. وبدأت القوات العراقية بمساندة التحالف الدولي بقيادة واشنطن من الجو، وقوات الحشد الشعبي، الفصائل الشيعية المدعومة من ايران على الأرض، فجر 23 مايو الماضي عمليات لاستعادة الفلوجة من قبضة المتطرفين الذين يسيطرون عليها منذ يناير 2014. واقتحمت القوات الحكومية المدينة في 31 مايو الماضي، لكن تقدمها تباطأ بعد ذلك، وأعلنت أن قوات الحشد الشعبي لن تشارك في الهجوم على مركز المدينة.
وفي 3 يونيو الحالي، تمكنت القوات من دخول حي الشهداء الذي استعادته بكامله اليوم.
وقال صباح النعمان، المتحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب، أبرز القوات المشاركة في العمليات العسكرية في الفلوجة، إن «قوات مكافحة الإرهاب حررت منطقة الشهداء الثانية بالكامل من سيطرة «داعش» ورفعت العلم العراقي على مباني الحي» الواقع في جنوب الفلوجة.
من ناحية أخرى، قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال إن «فرنسا قلقة إزاء وضع المدنيين في الفلوجة الذين يتعرضون لحصار وأصبحوا رهائن بحكم الأمر الواقع لداعش التي تستهدف عمداً المدنيين الذين يفرون من المدينة». وأضاف الناطق رداً على أسئلة حول الاتهامات التي سيقت ضد قوات الحشد الشعبي الشيعية المشاركة في الحملة العسكرية لاستعادة الفلوجة، بارتكاب تجاوزات، «ندين كل أشكال انتهاكات حقوق الإنسان وندعو كل الأطراف إلى الاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي».
وتشارك في عمليات تحرير الفلوجة قوات النخبة وأخرى من الجيش والشرطة والحشد الشعبي ومقاتلون من أبناء عشائر الأنبار. وعلى الرغم من مطالبة مجلس محافظة الأنبار القائد العام للقوات المسلحة بإقصاء ميليشيات الحشد الشعبي عن معارك المحافظة عموماً والفلوجة خصوصاً، جاء الرد من هادي العامري القيادي في ميليشيا بدر الذي لوح باقتحام المدينة مطالباً الأهالي بمغادرتها فوراً. ففي بيان وجهه العامري إلى أهالي الفلوجة، طالب أيضاً شرطة الأنبار والحشد العشائري بالمشاركة في عمليات استعادة المدينة. كما دعا رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى إعطاء أولوية خاصة لمعركة الفلوجة وعدم فتح أي معركة أخرى.
يذكر أن العامري انتقد خطة الحكومة العسكرية الخاصة باستعادة الفلوجة، معتبراً أنها تفتقر إلى تحقيق تقدم محكم. وكانت القوات العراقية أعلنت في وقت سابق أنها تتقدم ببطء باتجاه وسط الفلوجة في محافظة الأنبار من الجهة الجنوبية للمدينة.
وعزت القوات العراقية تقدمها البطيء يرجع إلى قيامها بإبطال مفعول العبوات الناسفة التي زرعها داعش على مداخل المدينة.