يرفض الكثيرون تناول وجبة من السمك على مائدة الإفطار، إذ يتم التوجه لوجبات رمضان التقليدية مثل «الهريس» و»المضروبة» و»المرقوقة» و»الثريد» وغيرها، ولكن هذا الرفض سرعان ما يختفي أمام رغبة تناول السمك وقت «الغبقة» وهي العادة التراثية التي يحرص عليها الناس خلال الشهر الفضيل، إذ يكون الأرز «العيش المحمر» والسمك المقلي أفضل الأصناف تفضيلاً وقت الغبقة.
فاطمة يوسف «أم عبدالرحمن» وهي ربة منزل تتكون أسرتها من 6 أشخاص تقول: «نذهب جميعنا لتناول الإفطار في «البيت العود»، وكل واحدة تحضر طبقها لكن نساء العائلة لا يحضرن السمك كإفطار أبداً، في حين يتم تخصيص أيام محددة لعمل غبقات عائلية يتم فيها قلي وشواء أنواع السمك، والتفنن في التتبيلة أيضاً.
أما مريم عبدالله وهي أم عاملة تقول: «مائدة رمضان عامرة بأطباق رمضان التقليدية، ومن ضمن تقاليدنا أن السمك يوضع على مائدة الغبقة وليس الإفطار، فالصائم لا يرغب برائحة الزفر أحياناً على مائدة الفطور لأنه يكسر صيامه على أصناف أخرى لا تلقى الرواج إلا في رمضان مثل الهريس والثريد.
محمد عبدالله صاحب مطعم معروف ببيع السمك يقول: «أتلقى الطلبات على السمك مساء، ففي وقت الفطور ثمة أطباق أخرى كالمحشي والأرز وغيرها تكون أكثر رواجاً، ولكن عند المساء يأتي الناس لشراء السمك المقلي والمشوي بأنواعه، ويمكن ملاحظة زيادة الطلب في إجازة نهاية الأسبوع تحديداً حيث يكون الوقت الأنسب لتجمعات الأسر والأصدقاء في ليالي رمضان الجميلة، وبشكل عام يرتفع الطلب على اللحوم والدجاج وقت المغرب للفطور ويتم الإقبال على السمك للغبقات في المساء».
ويعتبر السمك من الأطعمة سريعة الهضم، والمغذية في نفس الوقت لما يحتويه من عناصر غذائية مهمة وتسهم بشكل فعال في وقاية الجسم من الأمراض‏، وتؤكد دراسات علمية كثيرة على أهمية تناول الأسماك وفائدتها، لاحتوائها على الأحماض الدهنية التي تقي من أمرض القلب والشرايين وتوقف زحف الشيخوخة، كما ويعتبر السمك أحد المصادر المهمة للبروتين شأنه في ذلك شأن اللحوم والبيض واللبن ومشتقاته..، وهذا ما تؤكده أحد الدكاترة أستاذة التغذية وعلوم الأطعمة وتضيف أن الأسماك تحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية المهمة لبناء ونمو الجسم وتعويض الأنسجة التالفة في الصحة والمرض على السواء، كما وتحتوي على عدد من الفيتامينات أهمها فيتامين أ و د، بالإضافة إلى غناها بفيتامينات: ب وب6 التي تُدخل العديد من التفاعلات بالجهاز العصبي والجلد.
أثبتت الدراسات العلمية الحديثة في الولايات المتحدة الأمريكية أن تناول وجبتين على الأقل من السمك أسبوعيا يشكل مصدراً صحياً سليماً ومهما على ما يوازي جراماً واحداً من الأحماض الدهنية «أوميجا3» يومياً.
وينصح عادة ربة الأسرة بتقديم السمك بجميع أنواعه وأشكاله «المقلي منه أو المشوي أو المطهي بالفرن» على المائدة الرمضانية نظراً لسهولة هضمه مقارنة باللحوم الحيوانية.. فحتى دهون الأسماك هي في حقيقتها عبارة عن أحماض دهنية غير مشبعة وهذه الأحماض مفيدة جدا كغذاء لجميع أفراد الأسرة.
ثمة بعض النصائح المهمة التي يجب على كل ربة منزل مراعاتها عند شراء الأسماك فبالنسبة للرائحة: يجب أن تكون كرائحة السمك المعروفة وليس بها أي نوع من الروائح الكريهة، أما الجلد والقشور.
فيجب أن تكون القشور غير سهلة الانفصال عن الجلد إذا ما حكت بالأصابع في اتجاه معاكس، وعند الضغط البسيط بأحد الأصابع على جزء اللحم من السمكة فيجب ألا يحدث أي حفرة كبيرة، وإن حدثت فإن السطح يستوي ثانية عند إزالة ضغط الأصابع، أما بالنسبة للعيون فيجب أن تكون براقة زجاجية وألا تكون غائرة للداخل، أما الخيشوم فينبغي أن يكون لونه أحمر طبيعي وألا يكون ذا رائحة غير مستحبة.
ويمكنك التأكد من سلامة السمكة أيضاً إذا قمت بإمساكها من رأسها أفقياً ولاحظت أن ذيلها لا يسقط إلى أسفل، كذلك إذا وضعت كمية من السمك في إناء به ماء فسوف تلاحظين أن الطازج منه يهبط إلى قاع الإناء، بعكس السمك الفاسد فإنه يطفو على سطح الماء لامتلائه بالغازات الناتجة عن التحلل والتي تساعد على الطفو، وكذلك إذا ما قمت بقطع سمكة طازجة لا تشاهدين أي نزف بها، وذلك لتجميد دمها بعكس السمك الفاسد الذي يشاهد به نزيف سائل ملون أحمر داكن ذو رائحة كريهة وذلك لتحلل دماؤه بواسطة بكتريا التحلل.. وهكذا يمكنك بسهولة اختبار السمك لطازج من الفاسد.