عواصم - (وكالات): أعلنت السلطات العراقية أنها أجرت عدداً من الاعتقالات في إطار تحقيق بشأن تقارير أكدت قيام جماعات شيعية مسلحة تساعد الجيش في انتزاع السيطرة على الفلوجة بإعدام عشرات السنة الفارين من المدينة الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة «داعش»، فيما أكدت مصادر أن الميليشيات الشيعية قامت بعملية تصفية طائفية للسنة في المدينة.
وقال المتحدث باسم الحكومة سعد الحديثي إثر إعلان محافظ الأنبار صهيب الراوي عن إعدام 49 رجلاً سنياً بعد أن استسلموا لجماعة شيعية «تتم متابعة الخروقات وتم إيقاف عدد من المشتبه بهم».
وقال محافظ الأنبار في وقت سابق إن الانتهاكات التي قامت بها فصائل الحشد الشعبي في إطار عملية تحرير الفلوجة تسببت في مقتل 49 مدنياً وفقدان 643 آخرين . وأضاف الراوي «تعرض جميع المحتجزين الناجين إلى تعذيب جماعي شديد بمختلف الوسائل».
وأثارت مشاركة جماعات مسلحة في معركة الفلوجة إلى الغرب مباشرة من بغداد مع الجيش العراقي مخاوف بالفعل من حوادث قتل طائفية. وقال وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي إن 4 عسكريين اعتقلوا بعدما ظهروا في مقاطع فيديو وهم يسيئون لنازحين من الفلوجة وتعهد بإحالة أي عسكري يثبت تورطه بالإساءة للنازحين إلى القضاء. وأضاف «الإساءة للنازحين هي خيانة لتضحيات قواتنا البطلة في عملياتها لطرد «داعش» من العراق».
في غضون ذلك، يبذل سكان مدينة غرب بغداد أقصى جهودهم للهرب من قبضة المتطرفين الذين اتخذوا مدينتهم معقلاً وذلك عبر ممر آمن فتحته قوات الجيش ساعد في إخلاء 4 آلاف مدني نهاية الأسبوع. وقالت الحكومة العراقية إن أعداد النازحين في عموم البلاد ارتفعت إلى 3.6 ملايين نازح، في وقت حذر فيه مسؤولون عراقيون من «كارثة إنسانية» تواجه النازحين جراء نفاد الأموال المخصصة لدعمهم، مناشداً العالم مد يد العون.
وبدأت القوات العراقية بمساندة التحالف الدولي فجر 23 مايو الماضي، عملية استعادة السيطرة على الفلوجة التي حققت تقدماً خصوصاً في المحور الجنوبي للمدينة. ودفع ذلك بالمتطرفين إلى تضييق الخناق على عشرات آلاف المدنيين من الأهالي لاستخدامهم كدروع بشرية.
بدورها، قامت القوات الأمنية بفتح ممرات لمساعدة السكان على الخروج من المدينة التي باتت ساحة قتال، وتمكن الجيش من تأمين ممر ساعد في خروج 4 آلاف شخص خلال اليومين الماضيين، حسبما أفاد المجلس النرويجي للاجئين .
ومن المتوقع أن يتم إجلاء الآلاف من الأهالي خلال الساعات المقبلة، رغم رحلتهم المحفوفة بالمخاطر وتهديدات المتطرفين الذين يحاولون منعهم بجميع الأشكال، إضافة إلى انتهاكات ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية. وتمكنت أكثر من 4500 عائلة، أي نحو 27 ألف و580 شخصاً، من الهروب من المدينة والوصول إلى مخيمات للنازحين منذ انطلاق العملية العسكرية. وفي حادث يعد الأسوأ حتى الآن، قتل 18 شخصاً برصاص مسلحي التنظيم المتطرف لدى وصولهم إلى تقاطع السلام، جنوب غرب الفلوجة، الجمعة الماضي.
من جهته، أعلن قائد شرطة محافظة الأنبار اللواء هادي رزيج أن قواته أوقفت أكثر من 500 شخص يشتبه بانتمائهم إلى «داعش» أثناء محاولتهم الفرار من الفلوجة بين المدنيين. في الوقت ذاته، تخوض القوات العراقية حرب شوارع مع مقاتلي «داعش» في أحياء الفلوجة، حيث تتصاعد أعمدة الدخان من مختلف مناطقها وتسمع أصوات الانفجارات والاشتباكات بشكل مستمر. من جهة أخرى، أعلنت مصادر عسكرية عراقية مقتل 5 جنود وإصابة آخرين في هجوم انتحاري استهدف مقراً للقوات الأمنية شمال مدينة الرمادي، غرب العراق.