عواصم - (وكالات): أكد عدد من الشهود أن عمر متين الأمريكي من أصل أفغاني ومنفذ هجوم أورلاندو ارتاد بالفعل مراراً النادي الليلي للمثليين في المدينة الأمريكية قبل أن يشن هجومه على رواده فجر الأحد الماضي، ما يضيف عنصراً إضافياً للمحققين الذين لا يزالون ييحثون في صلاته المحتملة مع منظمات متطرفة، فيما دان خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الهجوم، وذلك في برقية إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بحسب ما أفاد الإعلام الرسمي السعودي.
وجاء في البرقية «بلغنا وبأسف شديد شديد نبأ وقوع حادث الهجوم الإرهابي المسلح في ولاية فلوريدا، وما نتج عنه من ضحايا وإصابات»، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس». أضاف الملك سلمان «وإننا إذ ندين ونستنكر هذا العمل الإجرامي المشين، الذي لا تقره الأديان السماوية والأعراف والمواثيق الدولية، لأعرب لفخامتكم ولأسر الضحايا ولشعب الولايات المتحدة الأمريكية الصديق باسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية، وباسمنا عن بالغ التعازي». ودانت الهجوم دول خليجية أخرى بينها البحرين والإمارات وقطر. وكان عمر متين «29 عاماً» شن هجوماً ببندقية رشاشة ومسدس على نادي بالس الليلي في ساعات الفجر الأولى من يوم الأحد قبل أن تقتله الشرطة. وأسفر الهجوم عن 49 قتيلاً و53 جريحاً. وأعلن متين الذي كان استجوب مراراً في أوقات سابقة من قبل الشرطة الفيدرالية بسبب علاقاته المفترضة مع المتطرفين، ولاءه لتنظيم الدولة «داعش» أثناء الهجوم. ورجح المحققون في البداية أن يكون الجاني قد تحرك بمفرده وأصبح متطرفاً عبر متابعته مواقع جهادية على الانترنت، من دون أن تكون صدرت أوامر له بالتحرك من أي جهة.
وروى والده أن ابنه أصيب بصدمة في إحدى المرات حين رأى رجلين يقبلان بعضهما البعض في أحد شوارع ميامي، أمام أنظار زوجته وابنه. وتطرقت عدة وسائل إعلام إلى فرضية مثلية المهاجم. ونقلت صحيفة «اورلاندو سانتينيل» عن عدة شهود قولهم أنه كان يتردد على ملهى «ذي بالس» حيث قام بهجومه. ويبدو أنه أبدى مرات عدة سلوكاً عدوانياً مرتبطاً بإفراطه في شرب الكحول. وفي الوقت نفسه أكد أحد زبائن الملهى لصحيفة «لوس انجليس تايمز» إن متين كان يستخدم شبكة التواصل الاجتماعي للمثليين «غاي جاكد». ونقلت صحيفة «بالم بيتش بوست» شهادة أخرى عن طالب سابق في أكاديمية الشرطة في معهد «انديان ريفر كومينيتي كوليدج» حيث درس متين في 2006، أن منفذ الهجوم حاول استمالته جنسياً.
ويتوجه باراك أوباما غداً الخميس إلى اورلاندو لتكريم ضحايا أسوأ حادث إطلاق نار شهدته الولايات المتحدة، وأكبر عملية إرهابية منذ هجمات 11 سبتمبر 2001.
وقال أوباما بعد اجتماع في المكتب البيضاوي مع مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي ووزير الأمن الداخلي جيه جونسون «يبدو أن مطلق النار تصرف بوحي من مختلف مصادر معلومات متطرفة على الإنترنت». وأضاف أنه ليس هناك حتى الآن «ادلة واضحة» توحي بان الرجل «كان يدار من الخارج» أو «يشكل جزءاً من مؤامرة اوسع». وشدد اوباما على أن متين «أعلن ولاءه لـ «داعش» في اللحظة الأخيرة لكن لا دليل في هذه المرحلة على انه خضع لقيادتها».
وتحدثت زوجته الأولى عن ماضيه مشيرة إلى أنه كان يمارس العنف ضدها. وقالت إنها لم تسمعه أبداً يبدي دعما للارهاب. وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي لاحق عمر متين الذي استجوب 3 مرات في 2013 و2014 «لارتباطات محتملة مع إرهابيين». لكن هذه التحقيقات أغلقت. وإذا تأكدت فرضية المثلية، فإنها يمكن أن تخفف من الوضع الصعب الذي يجد الـ «اف بي آي» نفسه فيه لأنه تابع تطرف عمر متين بدون أن يتمكن من منع انتقاله إلى الهجوم. لكنها لا تؤثر على الجدل حول حيازة الأسلحة النارية الذي أحياه هذا الهجوم. ودعت الأمم المتحدة الولايات المتحدة لتبني «تدابير صارمة في قضية حيازة الأسلحة تفادياً لوقوع مجازر أخرى». وقال الرئيس الأمريكي إن تنظيم «داعش» يفقد سيطرته على أراض في العراق وسوريا وإن أعداد المقاتلين الأجانب الذين ينضمون إليه انخفض بشكل كبير، كما كشف أن التحالف قضى حتى الآن على أكثر من 120 من قادة التنظيم المتطرف.
وقال أوباما بعد اجتماع مع مجلس الأمن القومي لمناقشة القتال ضد التنظيم المتطرف «لقد خسر تنظيم داعش نحو نصف المناطق المأهولة التي كان يسيطر عليها في العراق، وسيخسر المزيد. ويواصل «داعش» خسارة الأراضي في سوريا كذلك»، مضيفاً: «باختصار، فإن تحالفنا يواصل حالة الهجوم، بينما داعش في حالة دفاع».