أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، أن البحرين تبقى دولة القانون والمؤسسات، وموطناً للتعايش والتآخي، ومنبعاً للاعتدال والانفتاح المرن والمتزن على العالم من حولنا، بفضل يقظة أهل البحرين وإدراكهم لخطورة التدخلات الأجنبية في شؤون بلادنا ومحاولات الإخلال بالسلم الأهلي وإحلال الفوضى بدلاً من الاستقرار، الذي فقدته للأسف الشديد عدد من دول الشرق الأوسط.
وأشار عاهل البلاد المفدى، خلال استقبال جلالته في قصر الصخير مساء أمس المهنئين من أهالي محافظة العاصمة، في إطار حرص جلالته على التواصل والالتقاء مع المواطنين بمناسبة شهر رمضان المبارك، إلى الاهتمام والسعي الجاد للدفع بمسيرة العمل الوطنية وتطوير محاورها السياسية والاقتصادية والاجتماعية انطلاقاً من مشروع الإصلاح والتحديث كركيزة أساسية لنهضتنا الشاملة. مؤكداً جلالته أن الإصلاح سيظل هدفاً لمسيرتنا المباركة ونبراساً يضيء طريق نماء الوطن، بما يعزز أمننا واستقرارنا لمزيد من الازدهار واستعداداً لمرحلة جديدة نستكمل فيها تحقيق رؤية البحرين، عشرين ثلاثين (2030)، وبما يوفي حق أهل البحرين الكرام.
وقال جلالته «لا يسعنا بهذه المناسبة الكريمة، إلا التعبير الصادق عن تقديرنا العميق لما يبذله شعبنا الوفي من مساعٍ مخلصة للحفاظ على ما حبانا الله به من نعم وبركات كثيرة، تجعل من البحرين وجهة للاستقرار ولطلب العلم والعمل والراحة».
وتشرف الأهالي بالسلام على جلالة الملك المفدى، مُعربين عن أصدق التهاني وأطيب الأمنيات إلى المقام السامي لصاحب الجلالة بهذا الشهر الفضيل، متوجهين بالدعاء إلى المولى العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة العطرة على جلالته بوافر الصحة والسعادة، وأن يحفظ جلالته ويرعاه ويسدد خطاه وأن يبقيه ذخراً وفخراً وعزاً لمملكة البحرين وشعبها العزيز.
مشيدين بالرعاية والاهتمام اللذين يوليهما جلالة الملك المفدى لمحافظة العاصمة وأهاليها كافة، وبقضايا المواطنين ومصالحهم وتأمين الحياة الكريمة لهم على مختلف المستويات، مجددين وقوفهم خلف قيادة صاحب الجلالة رعاه الله ودعمهم وتأييدهم للخطوات المباركة لجلالته ونهجه الحكيم تحقيقا لكل ما فيه خير وتقدم وازدهار مملكة البحرين ورفاه شعبها الكريم.
ورحب جلالة الملك المفدى بالجميع، وتبادل معهم التهاني بهذه المناسبة المباركة، شاكراً جلالته لهم هذه المشاعر النبيلة والمواقف الوطنية المشرفة تجاه وطنهم، مشيداً جلالته بعطاء أهالي محافظة العاصمة في خدمة المملكة وإسهاماتهم في نهضتها مع إخوانهم أبناء البحرين الكرام الذين لم يتوانوا في بذل الجهد والعطاء من أجل رفعة الوطن و نمائه.
منوهاً حفظه الله بما لشهر رمضان الكريم من فضائل خصه الله تعالى بها، تتعزز من خلالها قيم التواصل والمحبة والتآلف وتبادل الزيارات الأخوية من خلال المجالس الرمضانية التي امتاز بها أهل البحرين عبر تاريخهم العريق.
وقد استهلت المقابلة بتلاوة عطرة من القرآن الكريم.
بعدها تفضل صاحب الجلالة العاهل المفدى بإلقاء كلمة سامية هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
يسعدنا جرياً على عادتنا السنوية، أن نلتقي بكم بمناسبة شهر رمضان وأن نبارك لكم قدومه برحمته وفضله، داعين المولى عز وجل أن يعوده على البحرين وأهلها بالخير والسعادة، وأن يتقبل منا جميعاً حسن سعينا فيه، فهو شهر المغفرة بما يحمله من قيم رفيعة تحفظ سبل تكافلنا وتراحمنا واستمرار تواصلنا الإنساني بين أبناء مجتمعنا الواحد، حفظاً لعاداتنا الأصيلة في التقارب والتواصل، والتي أعتز بها وأحرص على استمرارها لما تجلبه من محبة وألفة بين الجميع.
ويطيب لنا في سياق لقائنا بكم، أن نشير إلى اهتمامنا وسعينا الجاد للدفع بمسيرة العمل الوطنية وتطوير محاورها السياسية والاقتصادية والاجتماعية انطلاقاً من مشروع الإصلاح والتحديث كركيزة أساسية لنهضتنا الشاملة، وسيظل الإصلاح هدفاً لمسيرتنا المباركة ونبراساً يضيء طريق نماء الوطن، بما يعزز أمننا واستقرارنا لمزيد من الازدهار واستعداداً لمرحلة جديدة نستكمل فيها تحقيق رؤية البحرين، عشرين ثلاثين (2030)، وبما يوفي حق أهل البحرين الكرام.
ولا يسعنا بهذه المناسبة الكريمة، إلا التعبير الصادق عن تقديرنا العميق لما يبذله شعبنا الوفي من مساعٍ مخلصة للحفاظ على ما حبانا الله به من نعم وبركات كثيرة، تجعل من البحرين وجهة للاستقرار ولطلب العلم والعمل والراحة، إذ بفضل يقظة أهلها وادراكهم لخطورة التدخلات الأجنبية في شؤون بلادنا ومحاولات الإخلال بالسلم الأهلي وإحلال الفوضى بدلاً من الاستقرار الذي فقدته للأسف الشديد عدد من دول الشرق الأوسط، تبقى البحرين دولة القانون والمؤسسات، وموطناً للتعايش والتآخي، ومنبعاً للاعتدال والانفتاح المرن والمتزن على العالم من حولنا، كل عام وانتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ثم ألقى يوسف صلاح الدين كلمة نيابة عن أهالي محافظة العاصمة قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظكم الله ورعاكم
أصحاب السمو والمعالي والسعادة
الإخوة والأخوات الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي صاحب الجلالة،،،
يشرفني بالأصالة عن نفسي ونيابة عن أهالي محافظة العاصمة أن أرفع إلى مقامكم السامي خالص التهنئة وأحر التبريكات بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، أعاده الله على جلالتكم وعلى حكومتكم الرشيدة وشعب مملكة البحرين الوفي، وعلى الأمتين العربية والإسلامية باليمن والخير والبركات.
صاحب الجلالة،،،
أمام هذا الجمع المبارك، وفي هذه اللحظات التاريخية المليئة بالمشاعر الصادقة والفرحة العارمة بلقاء جلالتكم يجدد أهالي محافظة العاصمة لمقامكم السامي البيعة والولاء والطاعة، وفاءً وإخلاصاً لجلالتكم ولحكومتكم الرشيدة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر وبدعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، مؤكدين لجلالتكم السير على نهج آبائنا وأجدادنا بالتأييد والوفاء والطاعة لقيادتنا الرشيدة.
صاحب الجلالة، إنه لشرف عظيم أن يلتقي أهالي العاصمة بقائد الوطن وربان السفينة، لنزف إلى جلالتكم التهاني في يوم من أيام الوطن الخالدة، فجلالتكم عودتمونا على العطاء والبذل لبناء هذا الوطن الغالي، ما أوجب علينا الشكر والتقدير والإشادة بهذا اللقاء المبارك الذي يجمع القائد بأبناء محافظة العاصمة في هذا الشهر الفضيل الذي تحفه الطمأنينة والخشوع، وتصدح فيه المآذن بقراءة القرآن الكريم، ويبتهل فيه العباد إلى الله بالرحمة والمغفرة والسلام، وترتفع فيه الأكف بالدعاء متضرعة إلى الباري عز وجل أن يحفظ مليكنا المفدى ووطننا الغالي من كل مكروه وسوء، وأن يديم على العباد والبلاد نعمة الأمن والأمان في ظل حكمكم الرشيد.
صاحب الجلالة، إن الحكمة التي تميز شخصيتكم الفذة، وأسلوبكم في الحكم والإدارة نهج يحتذى به حقق مجمل الإنجازات التي ننعم بها اليوم، في عصر النهضة المباركة التي أرسيتم دعائمها بكل تمكن واقتدار على أسس العدل والمساواة وحقوق الإنسان، في وطن فطر أهله على المحبة والتعايش والتسامح، وأعليتم بفضل ذلك بروج الحضارة لتصبح مملكة البحرين منارة للفكر والعلم.
وإذ نثمن عالياً يا صاحب الجلالة توجيهاتكم السامية بتطوير وتحديث مختلف مناطق المملكة، وتوفير كافة احتياجات أبناء وطننا الغالي، ليحدونا الأمل أن تشهد محافظة العاصمة مزيداً من المشاريع التنموية تحقيقاً لتطلعات جلالتكم، ففي ظل التوزيع الجديد للمحافظات والذي شهدت على ضوئه محافظة العاصمة بلوغ عدد السكان إلى 517 ألف نسمة لتكون العاصمة أكبر محافظات المملكة سكناً، وبالتالي يتطلّع الأهالي إلى زيادة نصيبهم من المشاريع الإسكانية لتوفير المسكن اللائق بهم، وتطوير الواجهة البحرية للعاصمة المنامة لتكون مقصداً للسواح ومتنفساً للأهالي من خلال إقامة وتطوير مشروع ساحل الفاتح، والحديقة المائية التاريخية.
وفي الختام يا صاحب الجلالة، لا يسعنا ونحن نعيش العهد الزاهر في ظل مشروع جلالتكم الإصلاحي، إلا أن نستذكر بكل الفخر إجماع شعب البحرين على قيادتكم في ميثاق العمل الوطني، لما جسده مشروعكم الجامع من معاني الترابط واللحمة والتآخي، ووضعه الحقوق والحريات العامة على رأس بنوده، وترسيخ معنى المشاركة في القرار بأجلى صوره، وما التفاف أبنائكم، أبناء هذا الوطن حولكم حفظكم الله إلا مؤازرة لجهود جلالتكم في الإصلاح ورد لجميلكم على الوطن والمواطنين.
نسأل المولى عز وجل أن يديم على جلالتكم حفظكم الله موفور الصحة والسعادة وطول العمر، وأن يتقبل صيامكم وطاعتكم ودعائكم وأن يحفظكم ذخراً وسنداً لمملكتنا الغالية وشعبها الوفي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وبمناسبة استقبال جلالة الملك المفدى لأهالي محافظة العاصمة أشاد محافظ العاصمة الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة بمضامين اللقاء التاريخي الذي جمع بين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى مع أبناء محافظة العاصمة في قصر الصخير العامر.
وهنأ المحافظ جلالته والأسرة الكريمة، وحكومة وشعب مملكة البحرين بشهر رمضان المبارك، داعياً المولى العزيز الحميد أن يعيده على جلالته وعلى الأمتين العربية والإسلامية باليمن والخير والبركات.
وقال «تشرفنا مع أبناء محافظة العاصمة بلقاء القائد عاهل البلاد المفدى، في حدث يرسخ معنى الترابط والتراحم والتواصل بين القائد وشعبه باعتبار ذلك من الثوابت التاريخية في هذا البلد العريق، فأبواب ومجالس حكام وأمراء هذا البلد من آل خليفة الكرام كانت مفتوحة للجميع لرعاية مصالح شعبهم وتفقد أحواله عن كثب، فلا عجب ولا غرابة أن يلتف أهالي محافظة العاصمة حول مليكهم يبادلونه حبا بحب ووفاء بوفاء ويجددون في كل مرة معاني الولاء والإخلاص».
وأضاف «بفضل توجيهات جلالتكم السديدة عرفت المملكة حركة النمو والتطور والتقدم السريع وإطلاق المشاريع الكبرى كوضع حجر الأساس لأكبر مشروع إسكاني في تاريخ العاصمة، ممثلاً بمدينة شرق سترة التي يجري العمل فيها حالياً على بناء الوحدات الإسكانية على الأرض، والتي من المؤمل أن يستفيد منها أكثر من خمسة آلاف أسرة بحرينية، لتحظى العاصمة بمزيد من التطوير والتحديث وتشهد الحركة التنموية والعمرانية من التخطيط والتوسيع».
واختتم محافظ العاصمة «نجدد لجلالتكم حفظكم الله صادق العهد والولاء، مؤكدين وقوفنا الدائم وتأييدنا الصادق لكل خطوات جلالتكم ومساعيكم الرامية لرفعة هذا الوطن الغالي، عازمين بذلك على بذل المزيد من الجهود للارتقاء إلى مستوى تطلعاتكم وطموحاتكم لمستقبل مشرق ومضيء لمملكتنا الغالية وشعبها الوفي».