القاهرة - (أ ف ب): بعد 29 يوماً على تحطم طائرة مصر للطيران في البحر المتوسط بين جزيرة كريت اليونانية والسواحل الشمالية المصرية تم انتشال أحد الصندوقين الأسودين للطائرة اللذين يمكنهما المساهمة في كشف ملابسات الكارثة.
وأعلنت لجنة التحقيق المصرية في بيان أن السفينة جون ليثبريدج التي تستأجرها الحكومة المصرية للمشاركة في عمليات البحث في البحر المتوسط تمكنت من العثور على «مسجل محادثات قمرة القيادة». وأضافت أنه «تم انتشال الصندوق على عدة مراحل حيث أنه وجد في حالة تحطم إلا أن أجهزة السفينة تمكنت من انتشال الجزء الذى يحتوى على وحدة الذاكرة والتى تعتبر أهم جزء فى جهاز المسجل». وأوضحت أنه «تجري حالياً ترتيبات عملية نقله من السفينة إلى الإسكندرية» وأن النيابة العامة المصرية أصدرت قراراً بنقله إلى لجنة التحقيق الفني في الكارثة.
ويعمل الصندوق الأسود كجهاز تسجيل ويحوي عادة ساعتين من التسجيلات تتضمن كل ما يقوله قائد الطائرة ومساعده والاتصالات بين قمرة القيادة وأفراد الطاقم كما يحوى كذلك تسجيلات لأصوات تعكس الأجواء العامة داخل الطائرة.
وأعلنت لجنة التحقيق في وقت سابق أنه تم تحديد «عدة مواقع رئيسية» لحطام طائرة مصر للطيران. وأمكن العثور على الصندوق الأسود وانتشاله بفضل السفينة المزودة بروبوت مجهز لتصوير أعماق البحار وانتشال أشياء صغيرة حتى عمق 6 آلاف متر تحت سطح البحر. ولفتت شركة «إيرباص» الفرنسية لصناعة الطائرات إلى أن الصندوقين الأسودين وحدهما «بإمكانهما المساعدة في فهم كامل لتسلسل الأحداث التي أدت إلى الحادث المأساوي».
وتحطمت طائرة «إيرباص إي 320» وهي في طريقها من باريس إلى القاهرة في 19 مايو الماضي أثناء تحليقها بين جزيرة كريت اليونانية وساحل مصر الشمالي وعلى متنها 66 راكباً بينهم 40 مصرياً و15 فرنسياً، بعدما اختفت من شاشات الرادار لسبب لا يزال مجهولاً. وتراجعت فرضية الاعتداء التي طرحتها مصر في البداية أمام فرضية الحادث التقني. فقد أصدرت الطائرة إنذارات أوتوماتيكية قبل دقيقتين من سقوطها، مشيرة إلى دخان في قمرة القيادة وإلى عطل في جهاز الكمبيوتر الذي ينظم الأوامر.