منيانفيل - (وكالات): شهدت فرنسا مجدداً «عملاً إرهابياً» مع مقتل شرطي وصديقته قرب باريس مساء أمس الأول في عمل نفذه شخص ذو ماض متطرف وتبناه تنظيم الدولة «داعش»، في خضم انطلاق مباريات كأس أوروبا 2016 لكرة القدم.
وأكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إثر لقاء عاجل في الإيليزيه أن قتل الشرطي وصديقته في منطقة باريس هو «عمل إرهابي بلا شك» نفذه شخص معروف لدى الشرطة بسبب تطرفه.
يأتي الهجوم بعد يومين من اعتداء أورلاندو في الولايات المتحدة الذي أسفر عن مقتل 49 شخصاً وإصابة 53 داخل مرقص للمثليين، نفذه أمريكي من أصل أفغاني وتبناه تنظيم الدولة أيضاً. كما أنه الاعتداء الدموي الأول الذي يتبناه التنظيم في فرنسا منذ اعتداءات نوفمبر الماضي في باريس. وأعلنت السلطات الفرنسية أن المهاجم العروسي عبالة البالغ 25 عاماً تحصن داخل منزل الضحيتين بعد قتلهما، قبل أن ترديه قوات التدخل السريع. كما أفاد مصدر في الشرطة الفرنسية بأنه تم توقيف شخصين من «أقارب» المهاجم. وفي 2013 حكم على العروسي بالسجن لمشاركته في شبكة متطرفة بين فرنسا وباكستان بحسب مصادر متطابقة. وذكر مصدر قريب من الملف أن الرجل المولود في مانت لاجولي غرب باريس حوكم مع 7 متهمين آخرين وحكم عليه بالسجن 3 سنوات بينها 6 أشهر مع وقف التنفيذ بتهمة المشاركة في «جمعية أشرار بهدف الإعداد لأعمال إرهابية». وأفرج عنه فوراً لإمضائه عامين وأربعة أشهر في التوقيف الاحترازي.
كما ذكرت مصادر قريبة من التحقيق أن اسم المنفذ ورد مؤخراً في تحقيق مرتبط بشبكة متطرفة سورية.
ومساء أمس الأول قتل العروسي عبالة شرطياً يبلغ من العمر 42 عاماً ويرتدي لباساً مدنياً بالسكين أمام منزل الأخير حيث تحصن لاحقاً، في حي سكني في مانيانفيل في منطقة إيفلين غرب باريس.
وداخل المنزل، عثر رجال الشرطة على جثة صديقة الشرطي وبدا عليها جرح في الرقبة، وابنهما الذي يبلغ من العمر 3 أعوام «سالماً لكن في حالة صدمة».
وأفاد النائب العام لباريس بأن المهاجم أرسل يوم الهجوم تسجيل فيديو لتبني الاعتداء من 12 دقيقة إلى 100 جهة ونشر تغريدتي تبن على حساب في «تويتر» فتح في مطلع يونيو.
وبعد ساعات أفادت وكالة أعماق المرتبطة بـ «داعش» بأن «مقاتلاً من التنظيم» قتل الزوجين بالقرب من باريس.
وذكرت مصادر في الشرطة أن الرجل «أكد انتماءه إلى الجماعة المتطرفة» خلال المفاوضات مع القوات الخاصة. وقال شهود عيان للمحققين إنه هتف «الله أكبر» عند مهاجمته الشرطي.
وفتحت نيابة مكافحة الإرهاب تحقيقاً فيما بدأت المداهمات.
وكان الشرطي قائداً في مركز في مجمعات مورو السكنية المضطربة على بعد 40 كلم غرب باريس، فيما عملت صديقته سكرتيرة في إدارة مركز شرطة مانت لا جولي.