يبدو أن محتوى الأعمال التي تقدمها السينما المصرية في الوقت الحالي، وما وصلت إليه الأزمة التي تعيشها، كان سبباً في هجرة عدد كبير من النجوم إلى الشاشة الصغيرة، مكتفين بتقديم عمل درامي كل عام أو اثنين بعد أن كانوا من أهم علامات السينما في مصر.
فعادل إمام يستعد للعام الثالث على التوالي لدخول الموسم الرمضاني بمسلسل "صاحب السعادة" بعد أن كانت آخر مشاركاته في السينما فيلم "زهايمر" في عام 2010، وكذلك استقرت إلهام شاهين على أحد الأعمال الدرامية رغم امتلاكها لفيلم سينمائي تقوم بإنتاجه على نفقتها الخاصة، ولكنها حتى اللحظة لم تشرع في تصويره، بينما كانت آخر إطلالة لمحمود ياسين في فبراير 2012 بفيلم "جدو حبيبي".
ولم يكن جيل الكبار فقط هو من تأثر بما يجري في السينما المصرية، فجيل الشباب هو الآخر لم يعد يظهر من خلال أعماله، وبعضه اتجه إلى الدراما، حتى أصبح مصطفى شعبان يمتلك مسلسلات تلفزيونية كل عام، واختفى أحمد السقا وأحمد عز وأصبحا يظهران بصورة متقطعة.
انخفاض حاد في معدل الإنتاج
وقال الفنان محمود ياسين حول الأزمة مؤكداً أن مصر لا تمتلك سينما في الوقت الحالي، مشيراً إلى أنه في أيام ازدهارها كانت تنتج من 70 إلى 130 فيلماً في العام الواحد، لكنها هذه الأيام تكتفي بعشرة أفلام في العام الواحد بشقّ الأنفس.
ووصف ما يجري في السينما المصرية بالأزمة القاتلة، وذلك على الرغم من امتلاكنا أكبر أستوديوهات في الشرق الأوسط، مثل "الأهرام" و"النحاس".
ورفض ياسين أن يرجع البعض سبب ما يجري إلى الإهمال، ولكنه أكد أن هناك أجيالاً لا تفهم شيئاً عن السينما ومع ذلك تتحكم فيها، كما اعتبر أن غياب رؤوس الأموال هو أحد الأسباب المهمة، إلى جوار ارتفاع تكلفة الفيلم نفسه بشكل كبير.
الجميع ينتج أعمالاً هابطة
وحول سوء محتوى ما يقدم من أعمال في الوقت الحالي، اعتبر ياسين أن الجميع بما فيهم الولايات المتحدة الأميركية، ينتجون أفلاماً دون المستوى، ولكن المعيار هنا هو نسبة تلك الأعمال، التي تقابلها أيضاً أفلام ذات قيمة فنية عالية.
واعتبر أن هذا كله في يد الدولة متمثلة في القطاع العام، خاصة أن هذه الأستوديوهات تابعة للدولة، ولكنه أشار إلى الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها مصر ووجود أولويات، خاصة أن السينما تحتاج إلى ضخ مليارات من أجل أن ينصلح حالها.
واختتم ياسين تصريحاته بالتأكيد على أنه نال حظه من السينما، ولكنه حزين بسبب الحال الذي وصل إليه الشباب، خاصة مَنْ يدرسون بأكاديمية الفنون، مع تضاءل الفرص المتاحة في الوقت الحالي.