مريم الكواري
دعا المخرج البحريني للإذاعة والتلفزيون أحمد الشريان، إلى إنشاء محطات إعلامية وإذاعية خاصة للمساهمة بتنمية المواهب، موضحاً في الوقت نفسه أن اكتشاف المواهب هو أكثر ما يميز الإنسان فكل إنسان لديه موهبة محددة يبدع فيها ويتصدر بها عن غيره.
وأضاف الشريان «لكن الأفضل تميزاً هو جمع المواهب لتشكيل بصمة بالمجتمع ويصبح الإنسان نفسه إنساناً ذا بصمة مهمة وله تاريخه في نمو وطنه».
متى كانت بداية أحمد الشريان؟
بدايتي كانت في العام 1991 توظفت كمنفذ في إذاعة البحرين وكان في تلك الفترة هي الإذاعة الوحيدة إضافة إلى إذاعة البرنامج الثاني من البحرين.
ما هو أول برنامج قمت بأخراجه سواء بالإذاعة أو الراديو؟
أول برنامج وجدت نفسي فيه كان البرنامج الإذاعي «كلمة ونغم» من إعداد وتقديم محمد الشروقي ومن إخراجي مدته ساعة، وهو عبارة عن برنامج منوع يتضمن الأغنية والقصيدة وخبراً فنياً وقصائد مغنية.
في تلك الفترة كانت الإمكانيات محدودة والأجهزة قليلة والكوادر قليلة، لكن ظهر البرنامج بطريقة إخراجية جديدة قمت بالعمل عليها، وأول حلقة بثت لاقت إعجاب زملائي في العمل والخارج وإقبال الجمهور عليها وأشادوا بطريقة الإخراج وطريقة إلقاء محمد الشروقي.
بما أن والدك رحمه الله كان يعمل في الإعلام، فهل كان مؤيدك لدخول هذا المجال؟
والدي رحمه الله كان رئيس الأخبار في هيئة الإذاعة والتلفزيون في تلك الفترة لذا سلكنا هذا المسار كوننا نعمل في وزارة الإعلام ولكني وجدت نفسي في هذا المجال أفضل من أي مكان آخر، فالإذاعة بها مجالات كثيرة يستطيع الفرد سلكها أكثر من التلفزيون وأي مجال آخر إلى جانب أني كنت تلميذاً لوالدي وورثت منه النشاط والحيوية والذكاء وسرعة الإدراك من تحت تعليمه وإخلاصي للعمل جعلني أتميز عن زملائي وترك بصمة لا تنسى.
ما هو أكثر عمل قمت بإخراجه وتفتخر به؟
قمت بالكثير من الأعمال التي أفتخر بها إلى الآن، ولكن برنامج «خلنا على بالك» من إعداد وليد الذوادي وتقديم فايز السادة ونسرين معروف كان يذاع على موجة «بحرين إف إم» في بدايتها لذا لاقى البرنامج إقبالاً جماهيرياً كبيراً.
وكان البرنامج يناقش قضايا اجتماعية لذلك جذب شغف الناس وانتباههم لسماع البرنامج وكان وليد الذوادي من الكوادر التي تفتخر البحرين بهم ويتركون بصمة.
هل الإخراج بالنسبة لك هواية أم مهنة؟
إحساس الفرد بأن وظيفته هواية له أكثر من وظيفة سيبدع فيها، فأنا أباشر العمل لساعات متواصلة تصل إلى 12 ساعة وكنت أجد نفسي في عملي نفسه، فعملي هو من يتكلم، الجماهير يتكلمون ولست أنا.
هل يشغلك عملك عن عائلتك، هل واجهتك صعوبات في بداية عملك؟
حبي وشغفي لعملي يجعلني أشعر بالنقص عندما لا أحضر يوماً واحداً، لذا تتفهم عائلتي هذا الشيء ولكني أيضاً لست مقصراً تجاههم وأقوم بواجباتي نحوهم، ولكن في نفس الوقت أنا أتنفس بعملي.
ولا يوجد شيء في الحياة يأتي بسهولة، فالإنسان دائماً يبحث عن الأفضل والأفضل لا يأتي سريعاً وبسهولة، ويجب أن تتخلله صعوبات تكمن في تقبل الشخص للآخر، ولكن الحمد لله في الإذاعة هنا الجميع على قلب ومودة لأنه الهدف هو إنجاح القناة التي يعمل بها، فبذلك لا أعتقد أني واجهت صعوبات ولكني وجدت من مسؤولي الذين كانوا متواجدين ومازالوا كل التشجيع والاحترام، وبدورنا اليوم نقوم بدعم الشباب بالمثل بكل ما أوتينا من خبرة وقوة ومن أداء وتوجيه مثل ما حصلنا على ذلك.
هل مارست العمل الإخراجي خارج البحرين؟
حاولت أن أخرج للعمل خارج نطاق البحرين وأتتني فرص للعمل وعروض مغرية، ولكن للأسف اعتدت على بلدي ومكاني وعملي وعائلتي فرفضت العمل خارج البحرين.
هل لديك طموح أن تعمل بمجال الإخراج في دول الغرب؟
لا لم أفكر في هذا الشيء كما قلت بسبب تعلقي بمكاني وعائلتي وبحكم أنه برامجنا تتكلم باللغة العربية، فلم أفكر بذلك ولكني قمت بإخراج برنامج حواري باللغة الإنجليزية مدته ساعة.
ما العمل الذي تقوم بتنفيذه الآن؟
العمل هنا لا ينتهي، والجميل أنه تخرج من عمل وتدخل في عمل آخر، ونحن الآن في شهر رمضان الفضيل لدي برنامج لأكثر من 12 سنة كان اسمه «نجوم الظهاري» ثم «ستار كافي» ثم «دربك خضر»، والآن شهرزاد وشهريار وهو عبارة عن برنامج اجتماعي منوع ومسابقات.
بما أنك قمت بأعمال في التلفزيون ولكن ليست بكثيرة، فهل نستطيع القول إن ميولك إذاعية أكثر؟
التلفزيون له مجاله وقمت بعمل برامج عديدة في التلفزيون، ولكن للإذاعة نكهة خاصة بحكم أنها فيها خيال واسع بمجرد أني أغمض عيني وأسمع بأذني وأتخيل الشيء بحسب ما أسمع، فلست ملزماً بديكور معين ولوكيشن
ما الذي ينقص الإذاعة والتلفزيون؟
أنا أؤمن بشيء اسمه الإعلام الحر أو مثل ما يقولون الإعلام التجاري، فالإعلام بشكل عام ليكون له حرية وفي المقابل مدخول ممتاز يجب أن يخرج خارج نطاق الحكومة، فمثلاً أن يكون لي إذاعة خاصة أشعر بأنه سيكون لها إقبال أكثر بحكم أنه معلن تجاري وبرنامج على ذوق المستمع نفسه مع أنه إذاعتنا مسموعة بلا شك، ولكن الخاص له نكهة أكثر وحرية أكثر في هذا المجال، لذا هذا ما ينقصها.
فاكتشاف المواهب هو أكثر ما يميز الإنسان، فكل إنسان لديه موهبة محددة يبدع فيها ويتصدر بها عن غيره، ولكن الأفضل تميزاً هو جمع المواهب لتشكيل بصمة بالمجتمع ويصبح الإنسان نفسه إنساناً ذا بصمة مهمة وله تاريخه في نمو وطنه.