أكد مسؤولون في محلات عطور بالمملكة ارتفاع مبيعات العطور خلال شهر رمضان بنسبة تتراوح بين 30% إلى 35% مقارنة بالمبيعات في الأيام العادية، وأرجعوا ذلك إلى حب التطيب والتعطر لمقابلة أهاليهم وأصدقائهم في المجالس والغبقات، وأن أكثر الطلبات تتركز على العطور العربية وخصوصاً عطور العود والمسك والعنبر والورد لكونهم مناسبين أكثر لشهر رمضان.
ولفتوا إلى أهمية تشديد الجهات المعنية الرقابة على المحلات التي تبيع منتجات العطور المقلدة في السواق المحلية، باعتبار أن العطور المقلدة تسبب مضار صحية للزبائن، مثل الحساسية الجلدية وغيرها، في الوقت الذي تخضع فيه البضائع الأصلية لاختبارات صحية ولا تضر المستخدمين.
وأكد مدير مبيعات التجزئة بشركة يوسف عبدالوهاب الحواج وأولاده حسين الحواج أن مبيعات العطور ومستحضرات التجميل ترتفع إلى 35% خلال الشهر الكريم مقارنة بالمبيعات في الأيام العادية.
وقال الحواج «نحن في محلات الحواج نأخذ بعين الاعتبار طرح العطورات المناسبة لكل موسم، ففي شهر رمضان يرتفع الطلب على عطر العود والمسك والعنبر والورد، كون هذه العطور مناسبة للشهر الكريم، ويطلبها البعض مخصوصة للمجالس الرمضانية والغبقات لتعطير الأجواء، إضافة إلى أن أغلب الشركات العالمية المصنعة للعطور وأدوات التجميل تأخذ بعين الاعتبار مناسبات العالم الإسلامي مثل رمضان والأعياد، لطرح منتجات مخصصة لها».
وأضاف «أصبحت العطور مطلوبة في كل وقت، خصوصاً مع تعدد المناسبات، بل أصبحت جزء يومي من الأفراد، فغالبية المواطنين لا يخرجون من منازلهم غير متعطرين، لذا يكون الإقبال على العطور مستمر طوال العام».
وبخصوص تأثير مبيعات عطور التقليد على مبيعاتهم قال الحواج «لا أقول أن مبيعات البضائع المقلدة لا تؤثر على مبيعاتنا، بل تعرقل مسيرة مبيعات المنتجات الأصلية، خصوصاً أن بعض الزبائن لا تستطيع التفريق بين المنتج الأصلي والتقليد، وأما الزبائن الذين لا يستطيعون دفع ثمن المنتج الأصلي يتم غشهم بالبضائع المقلدة». وتابع «يتم غش الناس والاحتيال عليهم باستخدام العلامات التجارية الأصلية التي تدفع عليها الشركات ملايين الدولارات لتثبيتها عالمياً، وذلك بطباعتها على زجاجات العطور المقلدة، وهذا يشكل ضرراً على مبيعات العطور الصلية». وأوضح الحواج أن هنالك «أكشاك» في مجمعات تجارية رئيسة في المملكة تبيع ساعات وعطور وأدوات تجميل مقلدة، وتؤثر بطبيعة الحال على المبيعات الأصلية في نفس هذه المجمعات، داعياً إدارات المجمعات إلى الالتفات إلى المشكلة وحلها، فلا يعقل أن يتضرر محل كبير جداً داخل المجمع بسبب «كشك» صغير، مع الأخذ بعين الاعتبار فارق مبلغ الإيجار الذي يدفعه المحلان.
وحذر الحواج الزبائن من شراء منتجات التقليد لأنها مضرة بالصحة، خصوصاً عند استخدامها بالقرب من العين، وتسبب حساسيات عند استخدامها على الجسم، أما منتجات العطور الأصلية لا تسبب هذه المخاطر على مستخدميها، لأنها خاضعة إلى اختبارات صحية على أيدي متخصصين في هذه المجالات، فعند إحدى زياراتنا إلى أحد مصانع العطور في برشلونة، تم إطلاعنا على المختبر الطبي الخاص باختبارات العطور.
ودعا الحواج الجهات المعنية إلى تشديد الرقابة على الأسواق لحماية المستهلكين من عمليات الغش التي تتبعها بعض المحلات في السوق، وكذلك حماية العلامات التجارية العريقة في الأسواق، وذلك حفاظاً على استقرار السوق.
من جهتها قالت مسؤولة العلاقات العامة في سيد جنيد عالم للعطور سهام الشمري أن مبيعات العطور في شهر رمضان ترتفع مقارنة بمبيعات الأيام العادية 30%، وذلك يعود إلى حب الناس إلى التعطر والتطيب في هذا الشهر الكريم للالتقاء بالأهالي.
وأضاف «أن هناك ازدياد في الإنفاق على العطور ومواد التجميل، خصوصاً أن رمضان موسماً مهماً لمحلات العطور ومستحضرات التجميل»، مشيرة إلى أن منتجاتهم لا تتعرض إلى منافسة من قبل منتجات التقليد المباعة في الأسواق، إذ إن فرعهم الكائن في مدينة حمد – سوق واقف بمقابلة محل لبيع العطور، ويبيع نفس المنتجات ولكن تقليد، بيد أن الزبائن يدركون هذه النقطة، مع ذلك أكدت الشمري أهمية مراقبة الأسواق من هذه المحلات وعدم التساهل مع مروجي تلك العطور التي تضر الناس، ويسيئوا كذلك إلى سمعة تجارة العطور الشرقية وكذلك العطور الخاصة.
كما إن الملفت حالياً هو زيادة إقبال الشباب أكثر من إقبال النساء على العطور، وكذلك للبحث عن التميز من خلال إيجاد عطور خاصة لا يوجد لها مماثل في السوق، وكذلك طلب تركيبات جديدة خاصة على حسب ذوق العميل من خلال توفير خلطات مميزة.