استقبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه في قصر الصافرية هذا اليوم المشاركين في المؤتمر الاستراتيجي الخليجي الذي تستضيفه مملكة البحرين بتنظيم من مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة ، وذلك بحضور معالي الدكتور نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية ومعالي الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقد رحب جلالة الملك المفدى بضيوف البلاد ، مشيدا بمشاركة هذه النخبة المتميزة من القيادات والشخصيات السياسية العربية والعالمية المرموقة والمفكرين والأكاديميين والباحثين البارزين في هذا المؤتمر الهام مما يؤكد ما تحظى به مملكة البحرين من مكانة متميزة في الاوساط العربية والدولية وما حققته من نجاحات وانجازات على كافة المستويات .
واكد جلالته ان هذا المؤتمر يشكل فرصة طيبة من اجل تبادل الافكار والرؤى ووجهات النظر حول مختلف الأمور والقضايا والتطورات السياسية خاصة في هذه المرحلة الهامة التي تشهد فيه المنطقة تفاعلات وتحولات كبيرة فيما يتعلق بالقضايا التي تهم الامة العربية وبالأخص أمن منطقة الخليج العربي.
كما اكد جلالته حرص مملكة البحرين وتأييدها لأي جهد يصب في تعزيز الامن والسلام والاستقرار في المنطقة وفي كافة مناطق العالم وانها تسعى دائما الى تعزيز علاقات الصداقة والتعاون مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة تحقيقا للمصالح والمنافع المشتركة.
واشار جلالة الملك المفدى خلال اللقاء الى ان البحرين ومعها دول مجلس التعاون تتحمل مسؤولية التعاون الدولي في حماية الممرات الدولية التي من خلالها تشكل كالشريان الاساسي للاقتصاد العالمي.
وقال جلالته ان مسؤوليتنا تقع في حماية هذه الممرات من عمليات الارهاب والقرصنة ، ونحن في البحرين قد ساهمنا بشكل فعال في تحمل هذه المسؤولية ، ولقد كان شرف كبير لسلاح البحرية الملكي البحريني في قيادة التحالف الدولي في فترتين متتاليتين والمشاركة في حماية البحار في المنطقة.
واضاف جلالته الملك المفدى نحن في البحرين حققنا الكثير من تطلعاتنا وتطلعات شعبنا في التنمية الحضارية بكل اشكالها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وان المواطن في البحرين يتمتع بالحرية والحياة الكريمة ونتطلع الى تحقيق المزيد لشعبنا.
وقال جلالته اننا قد حققنا بتحالفاتنا مع الدول الشقيقة والصديقة في العالم انجازات تصب في صالح المواطن في البحرين وتسهم ايضا في ترسيخ السلام في المنطقة ، مشيرا جلالته حفظه الله الى ايمانه الراسخ في التعاون الدولي لضمان الاستقرار وتحقيق السلام في المنطقة وفي بقية أرجاء العالم .
واضاف جلالته اننا نود ان نؤكد على ضرورة ابعاد المنطقة عن أي توترات خاصة فيما يتعلق بمسألة امتلاك اسلحة الدمار الشامل.
كما اكد جلالته ان سكان الجزيرة العربية ودول مجلس التعاون قد حافظوا على دينهم وتقاليدهم القديمة مدافعين عن مبادئهم وقيمهم التي لا تتزعزع ، كون الجزيرة العربية هي موطن العرب الاصيل.
مشيرا جلالته الى ان مملكة البحرين ودول مجلس التعاون تحرص جميعا على المحافظة على الترابط الاجتماعي والتقاليد العربية الاصيلة وليس من العدل مقارنة ما تشهده دولنا من تنمية وتطور وتقدم بدول تمر بتوترات سياسية وعنف داخلي بعيدا عن مشاريع التنمية والبناء.
منوها جلالة العاهل المفدى الى ان دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية هي جزء مكمل وهام في الامة العربية ، مؤكدا في هذا الصدد على الدور الرائد والمؤثر الذي تضطلع به دول المجلس على الساحة الاقليمية والدولية واسهاماتها البناءة والايجابية في دعم قضايا السلم والامن الدوليين.
كما اعرب جلالته عن تقديره لمركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة على تنظيمه لهذا المؤتمر وعلى مبادراته الرائدة التي يقوم بها في مجال الدراسات والأبحاث على كافة المستويات انطلاقا من دوره في تقديم الخبرة والمشورة وتعميق المشاركة والاستفادة من مختلف الأفكار والآراء والتوجهات المطروحة للنقاش .
منوها كذلك بإسهامات المركز واهتمامه بتحليل ودراسة التطورات الإقليمية والدولية وإقامة الملتقيات والمؤتمرات التي تضم المفكرين والباحثين من مختلف أنحاء العالم.
معربا جلالة الملك المفدى عن تمنياته للمشاركين في هذا التجمع بالتوفيق والسداد والاستفادة من النقاشات ومختلف الآراء والافكار لتحقيق كل الاهداف والتطلعات المنشودة بما يعود بالخير والمنفعة على دول وشعوب المنطقة كافة.