دبي - (العربية نت): وجه المعارض الإيراني والمخرج الشهير، محمد نوري زاد، سؤالاً محرجاً لقائد فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني، يتعلق بما إذا كان سيسمح لهم بالتظاهر أمام منزل زعماء الحركة الخضراء مهدي كروبي ومير حسين موسوي وزوجته زهراء رهنورد، الموضوعين تحت الإقامة الجبرية منذ 5 سنوات بسبب قيادتهم الاحتجاجات التي اندلعت ضد تزوير الانتخابات الرئاسية عام 2009، مثلما تسمح السلطات في البحرين بالتظاهر.
ومن المعروف أن الحرس الثوري قام بقمع الانتفاضة الخضراء بالقوة المفرطة وفتح النار على المتظاهرين، وقتل العشرات وجرح المئات واعتقل عشرات الآلاف منهم، حيث توفي عدد منهم تحت التعذيب، وتم اغتصاب آخرين بينهم شبان وفتيات خلال الاحتجاجات التي استمرت عدة أشهر في صيف 2009.
ووفقاً لموقع «تقاطع»، فقد نشر نوري زاد، صورة لتجمع بحرينيين أمام منزل عيسى قاسم، الذي أسقطت عنه الجنسية البحرينية قبل أيام، متسائلاً: «يا سيد سليماني! هؤلاء أنصار عيسى قاسم الذين تجمعوا أمام منزله في البحرين، هل نستطيع نحن أيضاً أن نتجمع أمام منازل كل من كروبي وموسوي وزوجته رهنورد؟!».
وعلق ناشطون إيرانيون ومستخدمون عبر شبكات التواصل الاجتماعي باستغراب، على الصور المنشورة التي تُظهر تجمع بحرينيين أمام منزل قاسم وهم يتناولون الطعام من «بوفيه مفتوح» بينما لم يتعرض لهم أحد، الأمر الذي جعل الإيرانيين يذمون هذه الحركة التي وصفوها بأنها «تأتي من وراء تحريك المرشد علي خامنئي والحرس الثوري الإيراني بهدف خلق الفتنة والبلبلة في البحرين».
وقال المعلقون الإيرانيون إن «هذه الحركة تبين مدى الحرية التي يتمتع بها الشيعة في البحرين، بينما لو حدث هكذا تجمع في إيران لقامت قوى الأمن والحرس الثوري بالقمع الشديد لها».
يذكر أن تصريحات الإرهابي قاسم سليماني حول البحرين أدت إلى صراع داخل النظام الإيراني حول كيفية إدارة التدخل الإيراني هناك، فبينما تصر الحكومة على حماية حلفائها من المجاميع المتمردة في البحرين بالطرق الأمنية والسياسية، يصر الحرس الثوري على استخدام أدوات إرهابية ويهدد بإشعال مواجهات مسلحة.
وتحول الموقف تجاه البحرين إلى دافع للمزيد من الصراع بين أجنحة النظام. وفي هذا السياق، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية، عن حميد أبوطالبي، المساعد السياسي للرئيس الإيراني، قوله في تغريدة له عبر «تويتر»، إن دخول إيران على مسار التطورات في البحرين يعتبر «فخاً لتوريط إيران في أعمال العنف وتخريب العلاقات في المنطقة»، على حد تعبيره.
ودعا مساعد الرئيس الإيراني المعارضة البحرينية إلى «الحراك السلمي».
أما حسام الدين آشنا، المستشار الثقافي لروحاني، فقال في تغريدة له عبر «تويتر» أيضاً، إن تصريحات سليماني حول البحرين تعتبر «أول تحدٍّ للمساعد الجديد للخارجية الإيرانية للشؤون العربية حسين جابري أنصاري»، وهو المتحدث السابق للخارجية الإيرانية الذي تسلم منصبه الجديد الأحد الماضي، بعد إقالة حسين أمير عبداللهيان، المحسوب على التيار المتشدد. ويرى المراقبون أنه لا خلاف بين أجنحة السلطة للحفاظ على المصالح الإيرانية حتى عبر التدخل في شؤون الدول الأخرى لو اقتضت الضرورة، ولكن الخلاف يدور حول التكتيكات على هذا الصعيد.
من جهة أخرى، رحب المتشددون، خاصة في التيار الأصولي وقادة الحرس الثوري ببيان سليماني التحريضي ضد البحرين، حيث قال العميد يد الله جواني، مستشار المرشد الإيراني في الحرس الثوري إن هذا البيان بمثابة «تحذير» للحكومة البحرينية.
أما الحرس الثوري الإيراني فقد أصدر بياناً، هدد فيه بما سماها « ثورة مدمرة» ضد النظام البحريني، بسبب إسقاط الجنسية عن قاسم، حسب ما جاء في نص البيان الذي تناقلته وكالات إيرانية رسمية.
وبحسب ما جاء في البيان الذي نشرته وكالة «فارس»، فقد هدد الحرس الثوري بـ «إشعال ثورة».
ولم تختلف المراجع المتشددة ودعاة التحريض الطائفي عن ركب حملة التحريض الإيرانية، حيث دعا المرجع الشيعي، كاظم الحائري، في فتوى من مقر إقامته في مدينة قم في إيران، إلى الدفاع عن «الشيعة في البحرين»، في إشارة واضحة إلى تحشيد الرأي العام الشيعي نحو الاقتتال الطائفي.