أنس محمد
دعا إمام الحرم المدني سابقاً الشيخ سعد الغامدي أهل البحرين، لأن يكونوا جميعاً يداً واحدة ولحمة واحدة بين القيادة وبين الشعب وحتى بين الأطياف المختلفة من الناس.
وأضاف «هناك أناس من مشارب مختلفة ولكن نكون يداً واحدة لمصلحة مشتركة وحينما نكون يداً واحدة ونتفق بمصالح واحدة أعتقد أننا لن يستطيع أحد أن يخترق هذه القوة وهذه اللحمة إذا اعتصمنا بحبل الله».
وأكد الغامدي حفظه للقرآن الكريم خلال 5 أعوام، حيث تم إلزامنا في المرحلة الجامعية بالبدء بالحفظ بسورة البقرة، وكان حفظ 8 أجزاء طوال المرحلة الجامعية بمعدل جزء بكل فصل تقريباً.
وكانت البحرين استضافت الشيخ الغامدي بدعوة من إدارة الأوقاف السنية على مدار يومين، واصفاً تجربته بإمامة الحرم المدني وكيفية حفظه للقرآن الكريم وإمامته للمصلين في جامع يوسف بن أحمد كانو بالدمام بالتجربة العظيمة.
-حفظت القرآن وعمرك 25 سنة ، كيف حفظته خصوصاً في هذه مرحلة الشباب وما نصيحتك وتوجيهك؟
أولاً أنا كنت مولعاً بقراءة القرآن منذ الصغر لأن الوالد ربانا على القرآن وترتيله، كان دائماً يجمعنا في البيت بين المغرب والعشاء ويرى أفضل واحد من أبنائه مرتلاً للقرآن، فمرة أنا أفوز ومرة بعض إخواني يفوزون ، فكل الأسرة تشارك البنات و الأولاد، لكني لم أحفظ القرآن في هذا الوقت كان فقط هو تنافس في الترتيل.
حاولت أدخل في سن المتوسط تقريباً الحلقات القرآنية لكن كانت لدي ثورة اللعب فكنت أحب اللعب، فلم أدخل حلقات التحفيظ إلا لمدة أسبوع أو أسبوعين وذلك لأسباب مثل ما تعلم في ذلك الوقت الحرص أو الجو العام لم يكن مهيئاً للحفظ.
لكن في المرحلة الجامعية ألزمونا بالبدء بالحفظ بسورة البقرة، وكان الحفظ 8 أجزاء طوال المرحلة الجامعية بمعدل جزء بكل فصل تقريباً، فقلت هذه فرصة أبدأ ولعل الله ييسرها وأختم القرآن الكريم، فبدأت أخصص وقت الحفظ بكل يوم بين المغرب والعشاء، وبدأت أبحث عن مسجد وأجلس فيه، والله حبب لي هذا الوقت بالذات للتفرغ لحفظ القرآن الكريم، إلى أن أحببت الوقت بين المغرب والعشاء وأحياناً يمتد الوقت من بعد العشاء بساعة أو ساعتين، فكنت سعيداً بالترتيل وسماع صوتي بمكان هادئ واستمريت على هذا الحال 4 سنوات متتالية، ولا أفوت هذا الوقت أبداً وأحياناً أتفنن باختيار المساجد مثلاً مساجد بعيدة مساجد محطات بنزين.
وبعد المرحلة الجامعية استمر الحال تقريباً 10 سنوات على هذا الوضع، لأني أصبحت أتلذذ بالتلاوة ولا أفوتها، لكن بعد الجامعة كانت الأربع سنوات كاستعداد نفسي وصوتي أني بعد التخرج سأقرأ وأنا لم أكن أعرف أني سأقرأ أصلاً، فعندما تخرجت قالوا لابد من إمامة المصلين في مسجد، فكنت أقرأ بالتراويح من حفظي، وبعد الجامعة استمريت سنة وختمت القرآن، فكانت خمس سنوات هي مدة الحفظ ، وكنت أحفظ في السيارة في المسجد في البيت قبل النوم بعد الفجر .. في كل الأوقات تقريباً.
- لهذا لا نقول هناك صعوبة بالحفظ في هذا السن؟
لا ليس هناك صعوبة، لو كان عمرك الآن 50 سنة أو 60 وعندك عزيمة للحفظ ستحفظ لأني أعرف كثيراً من النساء ومنهن الوالدة حفظت القرآن إلى سورة الدخان على الرغم من أنها لا تعرف تقرأ ولا تعرف تكتب فقط بالسماع، وأعرف مثلاً نساء في المدن ختمن القرآن وهن أيضاً لا تعرفن تقرأ ولا تكتب فقط هي النية الصحيحة والعزيمة الصادقة، هذه تحطم كل شيء فإذا كانت عندك عزيمة في هذا الأمر ستحفظ بكل تأكيد.
- جامع يوسف كانو بمدينة حمد يشابه اسمه مع جامع يوسف بن أحمد كانو بالدمام ماذا يعني لك الجامع؟
كان هذا الجامع جل تجاربي مع القرآن ومع الناس ومع الإمامة ومع الخطابة كانت في هذا الجامع 10 سنوات كاملة فكانت 10 سنوات مليئة بالتجارب لكن 10 سنوات قبلها أنا كنت أصلي منذ تاريخ 1991 إلى تقريباً 2000 وأنا أصلي بالناس فقط في شهر رمضان المبارك، لكن في العام 2001 رشحت لإمامة الجامع من قبل الشيخ صلاح البدير - إمام الحرم المكي حالياً - الذي كان هو إمام الجامع كان قبلي بسنة فقال أنت الذي تمسك الجامع وبعد الاستخارة مسكت هذا الجامع.
عشر سنوات مليئة بالتجارب لأني لم أعتد على أني أمسك جامعاً وإمامة المصلين بكل الفروض لكوني كنت فقط أصلي في شهر رمضان، فلكونك تصلي إماماً بالفروض وتقابل الناس وتحضر الخطبة وتحضر الدرس الأسبوعي والكلمات وتستقبل الشيوخ وتستقبل العلماء وتستقبل الأمراء وتستقبل مشاكل الناس، ففيها تجارب كثيرة ومنها الحلو ومنها المر، فلذلك هذه حصيلة تجاربي مع المسجد ومع الناس في خلال هذه العشر سنوات.
- صف لنا تجربتك لإمامة الناس بالحرم المدني؟
كانت هي تشريف وبنفس الوقت تكليف، والشخص يحلم بأنه يصلي في محراب الرسول صلى الله عليه وسلم ولو تقف لمدة ساعة أو دقيقة تصلي بالناس فهو شرف بلا شك، لكن أنا ذهبت في وقت بالنسبة لي صحي لم يكن مناسباً وقدر الله أني أمسك الإمامة في هذا الوقت بأضعف حالاتي ومع ذلك تشرفت أن أصلي بالناس في هذا المسجد وفي هذا المحراب وأصلي بالناس لمدة شهر كامل لكني بعد ذلك اعتذرت عن المواصلة لاتفاق مسبق مع أمير المدينة المنورة أني إذا لم أستطع المواصلة أني أرجع إلى الدمام فلم استطع المواصلة فاستأذنت بالرجوع الدمام ، وكانت الاستفادة كبيرة لمقابلة أئمة الحرم المدني وقابلت علماء ومشايخ المدينة والمسؤولين وغير ذلك.
- ما نصيحتك للشباب لاستغلال شهر رمضان المبارك؟
«شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُْزِلَ فيهِ الْقُرْآنُ هدىً للناسِ وَبيِّناتٍ منَ الهدى والْفُرقَان»، ومعروف أن هذا الشهر شهر القرآن فكان العلماء قديماً يتفرغون عن كل العلوم إلاعلم القرآن فيكتفي المسلم طوال اليوم مع القرآن سواءً قراءة أو تفسيراً لفهم المعنى، أو لمراجعة الذي حفظته بأن تعيش مع القرآن هو شهر في السنة فلو تفرغت في هذا الشهر بالقرآن أعتقد أنه سيزودك بحصيلة عظيمة جداً خلال السنة، شهر في العام لكنه يعدك لبقية الشهور فليتفرغ الإنسان للقرآن والصلاة بما يحفظ ولو لم يكن يحفظ يمسك المصحف ويقرأ منه سواءً كان بعد العشاء أو بعد التراويح أو قبل الفجر فلا يصلي التراويح ويكتفي بل يتزود من الخير ولا ينشغل بما ينشغل به الناس كانشغالهم بالمسلسلات بالاجتماعات واللقاءات، يمكنك الاجتماع صحيح لكن لا تفوت آخر ساعتين من الفجر بالصلاة أو بذكر الله والدعاء، لأنه شهر القرآن ولا تتجاوزه .
- هذه حسب ما أتوقع الزيارة الثانية للبحرين، فهل صحيح؟
نعم وكانت الأولى قبل 10 سنوات بطلب من عائلة كانو وصليت بمسجدهم وكان بدون أي إعلانات لكن هذه المرة بشكل رسمي وأرى أنها تجربة طيبة ولمست حرص الناس على القرآن وعلى سماع القرآن وتفاجأت بالحضور المحبين لم أكن متوقعاً لكن رأيت هذا بالدول الأخرى كالإمارات مثلاً لكن البحرين فاجؤني بحبهم .
- كلمة للبحرين ؟
أتمنى من أهل البحرين أن يكونوا جميعاً يداً واحدة ولحمة واحدة بين القيادة وبين الشعب وحتى بين الأطياف المختلفة من الناس فهناك أناس من مشارب مختلفة ولكن نكون يداً واحدة لمصلحة مشتركة بأن نكون يداً واحدة سواءً كان بالداخل أو بالخارج وهم بالداخل أقل لكن حينما نكون يداً واحدة بإذن الله ونتفق بمصالح واحدة أعتقد أننا لن يستطيع أحد أن يخترق هذه القوة وهذه اللحمة إذا اعتصمنا بحبل الله.