لندن - (وكالات): ذكرت قناة «سكاي نيوز» البريطانية إن الحملة المؤيدة لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي تبدو متقدمة في الاستفتاء، وفقاً لمؤسسة «يوجوف» لاستطلاعات الرأي التي اعتمدت على آراء أناس أدلوا بأصواتهم.
وقال جو توايمان المسؤول في مؤسسة «يوجوف» لمحطة سكاي نيوز إنه وفقاً لاستطلاع على الإنترنت قال 52 % إنهم صوتوا بالبقاء في الاتحاد وقال 48 % إنهم أيدوا الخروج. في الوقت ذاته، أعلن زعيم حزب الاستقلال البريطاني المناهض للاتحاد الأوروبي نايجل فاراج أن معسكر تأييد بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي سيفوز على ما يبدو في الاستفتاء.
وفي وقت سابق، توافد الناخبون البريطانيون بكثافة أمس على مكاتب الاستفتاء التاريخي الذي سيقررون فيه البقاء أو مغادرة الاتحاد الأوروبي وبالتالي مصيرهم ومصير باقي أوروبا حيث يتابع الاستفتاء البريطاني بترقب. والمنافسة بدت محتدمة بين معسكري البقاء والمغادرة، لكن استطلاعاً نشر أمس في أوج الاستفتاء طمأن نسبياً الأسواق المالية حيث منح الفوز لأنصار «البقاء». وعدد الناخبين المسجلين في بريطانيا 46.5 مليون. وبعد حملة كثيفة تمحورت حول الهجرة وانعكاساتها السلبية بالنسبة إلى مؤيدي الخروج، والازدهار الاقتصادي توافد الناخبون منذ الصباح الباكر في كامل أنحاء البلاد رغم تساقط المطر في بعض المناطق ومنها لندن للإدلاء بأصواتهم.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها السابعة صباحاً وأغلقت الساعة 10:00 مساء ويفترض أن تعلن النتيجة النهائية فجر اليوم وعندها يمكن أن تصبح المملكة المتحدة أول دولة كبرى تغادر الاتحاد الأوروبي منذ تأسيسه قبل 60 عاماً.
وأظهر استطلاع نشر أمس وأنجز قبل بدء التصويت أن معسكر البقاء «52 %» يتقدم بأربع نقاط على معسكر المغادرة «48 %»، لكن مع وجود نسبة 12 % من المترددين.
وأدى نشر نتيجة الاستفتاء فوراً إلى تحسن الجنيه الإسترليني أمام الدولار واليورو في حين ارتفعت بورصة باريس بنحو 2 % عند منتصف النهار في مؤشر على أن الأسواق تراهن أكثر على استمرار الوضع الراهن.
وفي مراكز الاقتراع كان الناخبون منقسمين وأقوالهم تدل على القلق من تبعات الخروج أو على العكس تعبر عن الفرح لفكرة الخروج. وشمال غرب البلاد، في غلاسكو المؤيدة لأوروبا كسائر إسكتلندا عبر العديد من الناخبين عن تأييدهم لبقاء البلاد.
وأدلى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي راهن بمصداقيته على الاستفتاء وخاض حملة من أجل البقاء بصوته في لندن برفقة زوجته سامانثا، دون الإدلاء بتعليق. وصوت نيجال فاراج زعيم حزب يوكيب المناهض لأوروبا وللمهاجرين، جنوب شرق إنجلترا وقال إنه يتوقع أن معسكر المغادرة لديه «حظوظ وافرة» للفوز. وبحسب محللين فإن نسبة المشاركة ستكون العامل الحاسم. وكلما زادت نسبة المشاركة تحسنت حظوظ معسكر البقاء في الفوز. وعلى المستفتين أن يجيبوا على سؤال «هل يجب أن تبقى المملكة المتحدة عضواً في الاتحاد الأوروبي أو أن تغادر الاتحاد الأوروبي؟».
وشددت الصحف البريطانية على الطابع التاريخي للاستفتاء. وعنونت «ذي صن» الشعبية المؤيدة للخروج «يوم الاستقلال»، بينما كان عنوان صحيفة «التايمز» المؤيدة للبقاء «يوم الحساب». وقد تدخل جميع القادة الأوروبيين لدعوة البريطانيين إلى البقاء لأن خروج بلادهم يمكن أن يؤدي إلى تفكك الاتحاد الأوروبي. وحذرت كل المؤسسات الدولية من صندوق النقد الدولي إلى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية من أن خروج بريطانيا سيؤدي إلى عواقب سلبية على الأمد البعيد علاوة على التبعات الاقتصادية الفورية على البلاد مثل التقلبات القوية في الأسواق واحتمال انهيار الجنيه الإسترليني.
كما أن خروج البلاد يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات سياسية مع رحيل محتمل لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي دعا إلى الاستفتاء وخاض حملة من أجل البقاء في أوروبا. كما يمكن أن يؤدي خروج البلاد إلى تفكك المملكة المتحدة إذا قررت إستكلندا المؤيدة للاتحاد الأوروبي تنظيم استفتاء جديد حول استقلالها. وحث كاميرون حتى اللحظة الأخيرة على البقاء، مشدداً على أن البلاد «ستكون أكثر ازدهاراً وقوة وأمناً»، ومحذراً من «القفز في المجهول... الذي لا رجعة فيه». ويؤيد حزب العمال المعارض والقوميون الإسكتلنديون البقاء في أوروبا، وكذلك حي الأعمال «ذي سيتي» في لندن الذي يريد الاحتفاظ بمكانته كمدخل للشركات الأجنبية إلى الاتحاد الأوروبي.
وفي المعسكر المنافس، يقود رئيس بلدية لندن السابق بوريس جونسون المحافظين المشككين بأوروبا، وقد بشر البريطانيين بأيام أفضل بعد استعادة «الاستقلال» والتحرر من توجيهات الاتحاد الأوروبي. وفي هذه الأجواء المشحونة، أثار مقتل النائبة جو كوكس قبل أسبوع على موعد الاستفتاء بيد رجل يطالب بـ «الحرية لبريطانيا»، صدمة عارمة في البلاد التي لا تزال تبحث عن أجوبة حول دوافع المأساة.