عواصم - وكالات - بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، انهار الجنيه الإسترليني من قمة قيمته التي كان عليها الأربعاء الماضي، والمعادلة 1.50 دولار، وأصبح 1.35 عند الخامسة صباح أمس الجمعة بتوقيت غرينيتش، بحسب مؤشر قيمته على شاشات تلفزيون بريطانية، كانت تتنقل بينها لمتابعة فرز الأصوات.
ولحقت الخسارة بالإسترليني ومن راهنوا عليه، أملا بارتفاع قيمته فيما لو فاز معسكر الراغبين ببقاء بريطانيا بعضوية الاتحاد الأوروبي، وبالانهيار الجديد خسر الإسترليني 10% من قيمته حتى صباح أمس، لذلك فمن كان يملك مليوناً واحداً، أي مليون و500 ألف دولار مساء الأربعاء، استيقظ الجمعة مالكاً لمليون و350 ألفاً بين ليلة وضحاها.
وكان الإسترليني قفز إلى أعلى مستوى هذا العام أمام الدولار في آخر تعاملات الأربعاء الماضي بعد أن أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «يوغوف» لحساب صحيفة «التايمز» البريطانية، وبثت نتائجه الوكالات، بأن معسكر البقاء في الاتحاد متقدم نقطتين مئويتين على «الخوارج» أي 51 %مقابل 49 % لذلك صعد الإسترليني إلى 1.50 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ آخر يوم من العام الماضي، إلا أن الجنيه تعرض لسلسلة انهيارات متتالية مع كل ارتفاع مساء الخميس بإمكانية فوز «الخوارج» على الراغبين في البقاء، إلى أن فازوا وأخرجوا بريطانيا من اتحاد انضمت إليه في أول يناير 1973 وسبقتها إليه في 1957 أول 6 دول: فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ.
وشهدت أهم البورصات الأوروبية تراجعاً كبيراً عند الافتتاح صباح أمس الجمعة، متأثرة بنتائج التصويت على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي التي أفضت إلى خروجها.
وتلونت مؤشرات الأسهم في بورصات باريس ولندن وفرانكفورت بالأحمر عند الافتتاح، فيما انخفاض أسهم كبرى المصارف البريطانية بنسبة 30% عند افتتاح بورصة لندن. وفي لندن، خسرت البورصة أكثر من 7% عند الافتتاح، بينما تراجعت قيم بعض المصارف الكبرى مثل «رويال بنك أوف سكوتلاند» و»باركليز» و»لويدز بانكينغ غروب» بأكثر من 30%.
وهبط مؤشر «فايننشال تايمز 100» البريطاني أكثر من 8% عند فتح السوق اليوم الجمعة، بما قلص القيمة السوقية للأسهم القيادية الكبرى في بريطانيا بأكثر من 100 مليار جنيه إسترليني (136.7 مليار دولار).
ونزل مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني للأسهم القيادية نحو 7% في أوائل التعاملات مسجلاً أكبر خسارة يومية بالنسبة المئوية منذ أكتوبر 2008 حين هبطت الأسواق العالمية في أعقاب انهيار «ليمان براذرز».
وهوى مؤشر «فايننشال تايمز 205» لأسهم الشركات المتوسطة والذي تهيمن عليه الشركات المنكشفة على الاقتصاد البريطاني 11.4%.
وكانت أسهم البنوك وشركات بناء المنازل والشركات العقارية من بين الأسهم الأكثر تضرراً في السوق. وفي باريس، خسر مؤشر «كاك 40» 10,05% ليسجل 4,017,18 نقطة. وخسر مؤشر بنك «بي إن بي باريبا» 17% ومصرف «كريدي اغريكول» 17,7% و»سوسييته جنرال» 21%.
وكان المؤشر قد سجل تقدماً قوياً في الأيام الأخيرة إذ توقع المستثمرون خطأ أن تظل بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
وفي فرانكفورت وبعد تراجع بـ 9,94% عند الافتتاح، خسر مؤشر «داك» لأسهم الشركات الكبرى 9,60% ليسجل 9,272,19 نقطة.
وكانت الأسهم اليابانية قد تكبدت أكبر خسائرها اليومية في أكثر من خمس سنوات أمس الجمعة، بعدما صوت البريطانيون لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، الذي أثر سلباً على الأسواق المالية، وأثار مخاوف من حدوث صدمة للاقتصاد العالمي الهش بالفعل.
وهوى مؤشر نيكاي القياسي 7.9% ليغلق عند 14952.02 نقطة، بعدما نزل إلى 14864.01 نقطة أثناء الجلسة ليسجل أدنى مستوى له منذ أكتوبر 2014.