عواصم - (وكالات): أوقفت الشرطة التركية 13 مشبوهاً، بينهم 3 أجانب، غداة التفجيرات الانتحارية الثلاثة التي أودت بحياة 43 شخصاً في مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول والتي بدأت تتضح بعض خيوطها أمس، فيما أكدت مصادر أمنية أن «مهاجمي مطار إسطنبول هم من روسيا وأوزبكستان وقرغيزيستان».
وأعلنت السلطات ارتفاع حصيلة الاعتداء إلى 43 قتيلاً بينهم 19 أجنبياً نتيجة التفجيرات التي قام بها الثلاثاء الماضي 3 انتحاريين تقول أنقرة إنهم يدورون على الأرجح في فلك تنظيم الدولة «داعش»، وقد أطلقوا النار بغزارة في قاعة المسافرين ثم عمدوا إلى تفجير أنفسهم الواحد تلو الآخر. واعتقلت الشرطة التركية 13 شخصاً منهم 3 أجانب، بعد عمليات دهم متزامنة في 16 موقعاً في إسطنبول، كما ذكرت وكالة أنباء الأناضول القريبة من الحكومة. وأعلن مسؤول تركي أن الانتحاريين الثلاثة هم روسي وأوزبكي وقرغيزي. وقال المسؤول «نستطيع أن نؤكد أن مهاجمي مطار إسطنبول هم من روسيا وأوزبكستان وقرغيزيستان».
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الاعتداء، لكن الحكومة تقول إن المؤشرات تدل على تنظيم الدولة «داعش».
وبدأت تتضح ملامح العملية الدامية في جناح الرحلات الدولية في مطار أتاتورك الكبير والحديث، والذي يعد المطار الثالث في أوروبا.
وأوضح رئيس الوزراء بن علي يلديريم أن «الإرهابيين، الذين أرادوا أولا اجتياز أولى عمليات المراقبة الأمنية» على مدخل المطار، غيروا آراءهم و»عادوا مع بنادق رشاشة أخرجوها من حقائبهم قبل أن يجتازوا الرقابة وبدؤوا إطلاق النار على الناس من دون تمييز».
وأضاف أن «واحداً منهم فجر نفسه في الخارج» وأن «الاثنين الآخرين قد استفادا من الذعر والهلع ودخلا المطار وفجرا نفسيهما فيه».
وقدم مسؤول تركي كبير قريب من الرئاسة رواية مختلفة. وقال إن انفجاراً أول وقع عندما دخل أحد الانتحاريين قاعة الوصول وفجر نفسه قبل آلات الأشعة أكس.
وقد استفاد انتحاري ثان من الذعر الناجم عن الانفجار وسط المسافرين وموظفي المطار، ودخل إلى قاعة الوصول الكائنة فوق قاعة المغادرة وفجر نفسه هو أيضاً.
أما الانتحاري الثالث فانتظر في خارج المطار وكان آخر من فجر نفسه.
وأعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي إيه» جون برينان في واشنطن أن اعتداء إسطنبول يحمل «بصمات» «داعش»، معرباً عن «قلقه الشديد للحيوية الكبيرة أيضاً للآلة الإرهابية التي أوجدها «داعش»».
وهذا الاعتداء الجديد في إسطنبول، وهو الرابع والأكثر دموية خلال سنة في أكبر مدن البلاد، قد صدم تركيا، ودانه عدد كبير من العواصم الأجنبية.
وأوضح رئيس الوزراء أن «وجود الموظفين المدربين سيتزايد» في مطارات البلاد. وقتلت القوات التركية على الحدود السورية شخصين يسود الاعتقاد أنهما ينتميان إلى تنظيم الدولة، وكان أحدهما يخطط لاعتداء انتحاري في تركيا، كما ذكرت وكالة أنباء الأناضول.
وقد هاجمت صحيفة «الجمهورية» المعارضة الحكومة وتساءلت «هل سيستقيل أحد؟». وذكرت بأن وزراء قدموا استقالاتهم بعد الاعتداءات في المطار والمترو في مارس الماضي.
وتساءل محمد يلمظ كاتب الافتتاحية في صحيفة «حرييت» «إذا لم تكن هناك ثغرات أمنية كما أكد رئيس الوزراء فلماذا سقط قتلى؟».
وتذكر طريقة الاعتداء في مطار أتاتورك بالاعتداءات الإرهابية التي استهدفت باريس في نوفمبر 2015 «130 قتيلاً» وبروكسل «32 قتيلاً».
وأظهرت صور وأشرطة فيديو صادمة بثتها شبكات التواصل الاجتماعي كتلة نار كبيرة على مدخل قاعة الرحلات الدولية ومسافرين غارقين بالدماء.
وشهدت إسطنبول وأنقرة العام الماضي مجموعة من الاعتداءات التي أسفرت عن 260 قتيلاً وأوجدت أجواء من الخوف وعدم الأمان. واستهدفت قوات الأمن التركية والأماكن الرمزية، وأدت إلى تراجع السياحة، ونسبت إما إلى «داعش» وإما إلى المتمردين الأكراد.
من ناحية أخرى، خطا الاتحاد الاوروبي وتركيا خطوة جديدة على طريق التقارب بينهما بفتح فصل جديد في مفاوضات انضمام أنقرة إلى الكتلة الأوروبية، لكن دون التوصل إلى تبديد المآخذ المتبادلة بينهما حول مسائل مثل حرية الصحافة ومكافحة متمردي حزب العمال الكردستاني.
وقال وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز الذي ترأس الاجتماع، أمام الصحافيين بأن هذه الخطوة جاءت بناء على الوعد الذي قطعه الاتحاد الأوروبي «بإحياء عملية انضمام» تركيا في ظل التقارب الجاري منذ نهاية 2015 لمحاولة تطويق أزمة الهجرة.
وفتح الاتحاد الأوروبي وتركيا فصلاً جديداً من مفاوضاتهما لانضمام أنقرة إلى الاتحاد، يتعلق بقضايا الميزانية، وهو ما كان يشكل شرطاً للاتفاق المثير للجدل حول الهجرة الذي وقع في مارس الماضي بين تركيا والأوروبيين. ومنذ ذلك الوقت توقف تدفق المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر بحر إيجه من السواحل التركية.