شهدت محلات خياطة العبايات حركة نشاط قبل حلول شهر رمضان المبارك، إذ تحرص النساء والفتيات على تفصيل عباءة جديدة تسمى (بعباءة رمضان)، فلا تحلو ليالي رمضان وزيارات الأهل والصديقات إلا بارتداء عباءة جديدة تتنافس فيها صاحبات الذوق الرفيع والموديلات الجديدة في حين ترضى أخريات بعباءة بسيطة غير متكلفة.
هذا وتتميز الأجواء الرمضانية بطابع خاص بداية من الأفعال التي نقوم بها وحتى الأزياء التي نرتديها، ولأزياء رمضان طابع خاص حيث يسعى الناس لأن تكون الأزياء الرمضانية مناسبة لكل الاحتياجات والاستخدامات المختلفة كما يجب أن تكون ملائمة للجو الرمضاني وحرارة الجو المرتفعة في نفس الوقت، بما في ذلك العباءة التقليدية، فأكثر ما يناسب المرأة خلال الشهر الكريم هي العباءة الفضفاضة والناعمة المريحة أي أنها تناسب الاحتشام المطلوب في هذه الأيام المباركة وتتناسب مع حرارة الجو المرتفعة والحركة الكثيرة.
البحث عن الجديد
صاحب أحد محلات العبايات في منطقة الرفاع أحمد عبدالله يقول: «زبوناتنا يردن الجديد، بل ما إن تدخل السيدة إلا وتسأل عن الجديد لرمضان، لذا نعد أنفسنا بتجهيز نماذج من الموديلات الجديدة لاستقبال شهر رمضان، كما نفكر منذ الآن بتجهيز موديلات العيد لأننا سرعان ما سنبدأ في أخذ طلبات العيد». ويضيف أحمد: «تتراوح أسعارنا بين 35-80 ديناراً، فلدينا موديلات تناسب جميع الأذواق والميزانيات، كما نقترح على الزبونة تغيير بعض التفاصيل لإظهار العباءة بشكل مختلف».
عباءة رمضان مختلفة
أما فاطمة محمد وهي صاحبة محل عباءات في منطقة المحرق فتقول: «تشهد أسواق العبايات في البحرين حركة انتعاش، ففي كل مناسبة تهتم المرأة بتفصيل عباءة جديدة، وبالطبع شهر رمضان أحد هذه المناسبات، فالعقبات والتجمعات على الفطور لابد أن تتم بإطلالة جديدة تليق باحتفاء الناس بالشهر الكريم.. لهذا تحرص النسوة على البحث عن الجديد والتمييز».
وتضيف فاطمة: «نتجه حالياً إلى خلط أنواع القماش مع بعضها، فبالإضافة إلى الألوان الفاتحة في العبايات مثل البيج والبني والرصاصي الفاتح، نهتم بتصميم عباءات مختلفة القطع فنجد خامة الجزء العلوي تختلف عن السفلي، وهكذا نحقق التنوع في الشكل.. أيضاً ندخل الشيفون والدانتيل في العباءة لإظهارها بالشكل الجميل».
العباءة من خارج منطقة السكن
سناء عبدالله إحدى المتسوقات تقول: «أحرص أنا وأخواتي على تفصيل عباءة رمضان، فسرعان ما نتبادل الآراء في ذوق كل واحدة (من وين عبايتج؟ أو وين فصلتي عبايتج الحلوه ذي؟)، وهكذا نتناقل خبراتنا عن العباءة والمحلات من خلال تجارب بعضنا». وتضيف سناء: «الملفت أن أهل المحرق مثلاً يفصلون في الرفاع وأهل الرفاع يفصلون في المحرق.. وهكذا تسعد النساء بالذهاب إلى مناطق غير مناطقهم لتفصيل العباءة فيها لكي تشعر بأنها أنجزت ما لم تنجزه قريناتها في المنطقة».
يذكر أن في شهر رمضان تهتم النساء بارتداء العباءة حتى وإن كن من غير المرتديات إليها خلال أيام السنة، فطقوس الشهر الكريم وروحانيته تحفز الجميع على ارتداء العباءة من أجل الستر والحشمة، وقد عرف عن العباءة الخليجية البساطة، وتتنوع الخامات المستخدمة بين الكريب والفوسكوز، والحرير، والشيفون والساتان وغيرها، فكلها أقمشة تسهم في إضفاء مظهر أنيق ومتميز على العباءة.