مثلما باركت الموسيقى افتتاح ملتقى بغداد الشعري الثاني، عادت لتعطّر أمس الثلاثاء وقائع اختتامه بعد أربعة أيام، حيث عقد في الفترة بين29 – 26 أكتوبر، صدحت خلاله القوافي وتنوعت الأشكال الأدبية بين الإلقاء والمتابعات النقدية.
ستون شاعراً عربياً من مصر وسوريا واليمن والجزائر ولبنان وتونس والمغرب وشعراء مغتربون من بلجيكا والدنمرك وبريطانيا وعراقيون من مختلف المحافظات، احتضنتهم العاصمة العراقية تحت شعار "بغداد.. كناية الشعر العظمى، وسر أسرار القصيدة".
وقال وكيل وزارة الثقافة، طاهر الحمود، في كلمة الافتتاح: "بغداد التي رعت أبا نواس وأبا العتاهية واهتزت طرباً لأنغام زرياب هي التي احتضنت رموز المتصوفة وأساطين الفقه وأئمة الحديث والتفسير".
وأضاف: "لا نريد أن نقول إن الشعر العربي يمر بأزمة، لكننا نقول إن الشعر يواجه تحدياً يشابه ما واجهه عقب التحولات التاريخية والحضارية الكبرى في حياة العرب، من هنا كان الحراك الحي والمتسارع الذي نشهده بخصوص قضية الشعر".
من جانبه، قال رئيس الملتقى، المستشار الثقافي حامد الراوي، لـ"العربية.نت": "أردنا لملتقى بغداد الشعري الثاني أن يكون مميزاً، لأن هذا العام هو عام التثبيت بعد أن كان العام الماضي عام التأسيس".
وأضاف: "مثلما الشعر والشعراء يضيئون ليل بغداد بقصائدهم، أردنا للفرقة السيمفونية العراقية أن تقدم لنا المعزوفات العالمية التي استلهمت تاريخ بغداد وأساطيرها"، مؤكداً "تركنا الحرية الكاملة لضيوفنا في اختيار شكل وطبيعة ونوع ما سيقرؤون، مثلما تركنا للجنة النقد اختيار المحاور التي رأت أنها تهم الشعر العربي وما يمرّ به من متغيرات على صعيد الشكل والمضمون".
شعراء وقصائد
ولم يشأ المشاركون أن يكتبوا لنا انطباعاتهم نثراً فالشعر سيد الموقف، كما يقال، فكتبت لنا الشاعرة الجزائرية حنان عمر عن بغداد:
"حبة لؤلؤ.. كانت معلقة بخيط الروح في قلب
وقد خُلِقتْ من الصدف السماوي المرصع بالدموع!
كان الحنين: البحر في تكوينها
والرمل من نحت الصخور بكف موج ضائع بين القلوع
أما البريق فمن عيون العاشقات ناسجات العمر من خيط انتظار
فالت من ثوبِ ذاكرة الضلوع"
أما عضو اللجنة التحضيرية مروان عادل فكتب:
"كذلك تسهل بغداد على القادمين مهمتهم، تقدم لهم مواضيع وخيالات وما يشاؤون من الكلمات.. بغداد مدينة للذكريات أبوابها الأربعمئة مفتوحة للطلبة والمستعمرين، يأخذ كل منهما درسه ويغادر، لا داعي لأن تكون عميلا لأحد، عليك فقط – إذا أردت أن تكون خائنا – أن تضيع نهار جمعة فيها".
توزعت القراءات الشعرية على أماكن عدة منها المسرح الوطني والجامعة المستنصرية وفي صالة وحدائق فندق المريديان، وقد أثبتت الجلسات وجمهورها النوعي أن الشعر لم يزل يستقطب العشاق والمتابعين حتى وإن كانت السيارات المفخخة تهدد الشوارع الموصلة إليه.