أكد أئمة وشيوخ دين، أن عيد الفطر السعيد جُعل للفرح والسرور ولم يُجعل لتجديد الهموم والكرب، حيث تظهر من خلال فعالياته روح الوحدة الإسلامية والأخوة الإنسانية وفيها تبرز أهمية وحدة الصف والكلمة.
وشددوا على أن قافلة الوطن ستستمر في المسير قدماً بإذن الله تحت ظل القيادة الرشيدة، داعين المواطنين إلى أخذ العبر من العيد وما يتسم به من مظاهر السلم والانسجام ووحدة المجتمع وترابطه.
وتقدم خطيب جامع الخير بقلالي الشيخ صلاح الجودر، إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وإلى شعب البحرين الوفي، باسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، داعيا المولى عز وجل أن يعيد هذه المناسبة على الجميع بالخير والبركات، وأن يتقبل الله من الجميع الصيام والقيام وصالح الأعمال، وسائلاً الله أن يحفظ البحرين وسائر بلاد العالم من كل مكروه وسوء.
وأوضح الجودر أن عيد الفطر تجتمع فيه أسباب الفرح والسرور لما تجسده هذه المناسبة من صور التسامح والتعايش والتراحم والتزاور بين الناس، وهي التي ألفها المجتمع البحريني حتى أصبح كالجسد الواحد، وكانت الزيارات في شهر رمضان أكبر شاهد على صور الحب والوفاء بين القيادة والشعب، داعياً الله أن تتضافر الجهود لمكافحة الإرهاب واستئصال جذوره وتجفيف منابعه.
وانتهز خطيب جامع الخير المناسبة وتقدم بالشكر والعرفان للقيادة على المكرمة الملكية بتوزيع وحدات الإسكان على المواطنين في أواخر شهر رمضان الكريم، قائلاً إن تلك المكرمة أدخلت الفرح والسرور في قلوب أبناء البحرين كافة حيث تم توزيع 3000 وحدة سكنية في مختلف مناطق البحرين.
وشدد على أهمية وحدة الصف والكلمة، قائلاً: «لا يخفى على أحد بالمنطقة اليوم ما تواجهه أمتنا العربية والإسلامية من أنواع التدخلات السافرة، والحشود الإرهابية المدمرة، التي تسعى للتخريب والتدمير وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وما وقع من تفجيرات في الأيام الماضية إلا دليل صارخ على تلك الأعمال الوحشية والمشروع التدمير بالمنطقة».
وقال الجودر «لذا لا بد من التذكير بأهمية الوحدة والاتحاد لقطع الطريق على تلك الأعمال، حتى تصبح الوحدة واقعاً ملموساً لدى فئات المجتمع تتصدى لكل أنواع التدخلات والعصابات الإجرامية، وصدق المولى تبارك وتعالى: الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَـاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا للَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ[آل عمران:173].
وأكد صلاح الجودر أن قافلة الوطن يجب أن تسير قدماً تحت ظل قيادتنا السياسية، وأن تتمسك بمشروعها الوطني الذي توافقنا عليه جميعاً في فبراير العام 2001.
وأضاف: «من هذا المنطلق فإن المسؤولية على الجميع لتعزيز الوحدة ورص الصفوف، فالعلماء والحكماء والمثقفون ومحبو السلام وغيرهم عليهم مسؤولية تعزيز الوحدة والتواصل بين فئات المجتمع، وعليهم في ذات الوقت التحذير من الفرقة والخلاف والشقاق فإن هذا ما يتمناه العدو المتربص بالأمة، قال تعالى: وَلاَ تَنَـازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ واصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصّاَبِرِين [الأنفال:46].
وبمناسبة عيد الفطر المبارك رفع الشيخ د.عبدالله المقابي أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وإلى شعب البحرين.
ونوه بمباهج العيد وقال إن فرحة يجتمع فيها سرور الصائم بسرور المغفرة وفيها يكتسي المسلم حلة الجمال والكمال، وينبغي أن يشعر الفرد في يوم العيد بروح الإخاء والألفة، فصلاته جمع للوحدة وزكاته زرع للمحبة.
وأضاف المقابي «ومن خلال المظاهر السعيدة التي يجتمع عليها العالم كله في بهجة عيد الصائم، فيحتذي المسلم فيه بالسنة النبوية والواجب المجتمعي من تقديم الهدايا وإفشاء السلام واطعام الطعام وإشاعة التعايش ونبذ الفرقة والتوحد خلف الجهود الإنسانية لبناء السلام».
وأكد أن العيد يجمعنا ويوحدنا ويسعدنا لأنه عيد من الله هدية لعباده ومكافأة على صون الصيام وإتمامه، وللمسلم فيه مظاهر أهمها عدم إبداء الحزن وكراهة الخصام فيه، وفيه يتوحد المسلمون معاً لإبداء روح الوحدة الإسلامية والأخوة الإنسانية، وأشار إلى أن أية مظاهر لا تنسجم ومظاهر السلم تعد خارجة عن وحدة المجتمع وترابطه، ومن شأنها الإخلال بالوحدة المجتمعية وتفكيك السلم وزعزعة الأمن.
ولفت إلى انتشار بعض المظاهر المسيئة للعيد في الآونة الأخيرة وأبرزها الإخلال الأمني وتعكير صفو المجتمع بعمليات لا تمت للدين بصلة، موضحاً أن الأولى أن يراجع الجميع نفسه بما يخدم الوطن والوحدة الإسلامية والمجتمعية فيه.