سلسبيل وليد
للعيد طقوس وأجواء مختلفة لها تجهيزات مميزة عن باقي المناسبات، فتمتلئ الأسواق بالمواطنين، فتلك التي تشتري أواني تقديم، وتلك التي تتجهز لشراء مكونات الطبخ، أما الأخريات فينشغلن بالصالونات بين الحنة والملابس والإكسسوارات، وزيارة محلات العبايات والأثواب.
وفي الأيام التي تسبق العيد تكتظ الصالونات وتبقى «الحنايات» يعملن حتى الفجر في بعض الأحيان، فتتباهى الفتيات بأفضل رسمة حنة أو أفضل شكل، فيما تتبارى الصالونات لجذب أكبر عدد من الفتيات قبل العيد.
ويبدأ صباح العيد بالصلاة فتمتلئ المساجد بالمصلين مع أطفالهم ونسائهم، وبعد الصلاة مباشرة يذهبون لزيارة قبور من اشتاقوا إليهم ورحلوا عنهم، فيقرؤون الفاتحة ويدعون أن تتغمدهم الرحمة الواسعة، ثم يعودون للمنزل فـ»ريوق» العائلة في العيد لا يمكن أن يفوت ليجتمع القاصي والداني على سفرة الإفطار، ويبدؤون باستقبال التهاني والأعياد والأحفاد والتحضيرات لغذاء العيد في «البيت العود».
وتبدأ هيا بوزبون العيد بـ»ريوق» العايلة مع الأهل فهو شيء مهم جداً وضروري، وبعد الفطور تتجهز العائلة للذهاب للأقارب بدءاً من عم الأم، حيث يتجمع الأحفاد وأبناء العموم لغداء العيد، وعقب صلاة العصر نزور باقي الأعمام، ولكون أول يوم زحمة بالمجمعات فنذهب لزيارات أهلنا حتى الليل. وأضافت أن «في ثاني أيام العيد نتغدى مع الأهل وعيال الأعمام والخال، ومن ثم عقب الغداء يعتمد البرنامج فيختلف من عيد لآخر، وآخر ثالث أيام الأعياد نروح سينما ثالث أو رابع أيام عيد ومطاعم، ونحجز قبل بفترة بسبب الازدحام».
وقالت نورة يوسف «إن أول يوم عيد معروف مخصص للأهل ويوم العيد هو أول يوم لمة الأهل من الصبح لليل والثاني يتوزعون نطلع مع الأصدقاء أو في بعض الأحيان مع الأهل، فالعيد هو لقاء الأحبة والأهل، ومن ثم الخروج للمطاعم والمجمعات».
فيما ترى سمية العوضي أن العيد لن يكون ممتعاً كسابق الأعياد بسبب وفاة جدتها رحمها الله، فلا تعتقد أن العيد سيكون مبهجاً وفرحاً، إلا أنها ترى بأن العيد هو لمة الأهل والأقارب واجتماعهم في بيت واحد مع الأحفاد والأعمام والأخوال.
وتابعت: نبدأ العيد بزيارة الأهل وغداء العائلة في «البيت العود»، ونرى الأهل ثم ننتقل من بيت لآخر للتهاني بالأعياد والتجمع العائلي الذي يجمع الناس بالأعياد، وطبعاً المجمعات من الصعب زيارتها في الأعياد لازدحامها ولكن لا بد من المطاعم خصوصاً بعد العشاء. ويقول محمد الملا إن أهم ما يميز العيد السلام على الأهل ومعايدة الأقارب، ولا بد من غداء العيد الذي يكون بالعادة ثاني أيام العيد، أما ثالث أيام العيد فهو مخصص لابنتي حيث أصطحبها للألعاب، والعيد مخصص للأهل تماماً فلا أرى أصدقائي طوال فترة العيد أبداً.
وتختلف شيخة شويطر في العيد فهي وبحكم الدوام المتعب في رمضان فإنها تنام في أغلب الأيام وتستقيظ عصراً، ومن ثم تبدأ برنامجها العائلي.
وتابعت: في السابق كنا نتجمع في بيت العائلة بالمحرق حتى مع الجيران لعلاقتنا القوية بهم، حالياً اختلف الوضع تماماً فكل عائلة افترقت وتذهب لزيارات أخرى خصوصاً بعد انتقال كل عائلة إلى البسيتين والمحرق والحد.
ويقول صالح يوسف أن يوم العيد مميز جداً لنا كملسمين وكل دولة لها عادات وتقاليد معينة ومختلفة، ونحن نستفتح العيد بصلاة العيد وهو اجتماع لكل أطياف المجتمع البحريني وكل المحافظات والمدن، أما عن النشاطات الاجتماعية فهناك من يزور المقابر وخصوصاً أن لديه أقارب اعتاد معايدتهم كل سنة بعد صلاة، ومن ثم تأتي المرحلة المهمة وهي «عيش العيد» فتكون وقت الظهر وغالباً ما تكون مجبوساً. فيما تحرص نسيبة الشروقي على صلاة العيد في مسجد بالقلعة لأنهم يصلون في الخارج وأجواؤه جميلة ويقبل عليه الكثير، فتذهب مع إخوانها كل عيد ثم تعود المنزل لتجد الوالدة قد أنهت إعداد «ريوق» العيد والذي غالباً ما يكون بيض وطماط و بلاليط وشاي حليب، وتابعت إخواني يذهبون مع أبي إلى المجالس في وقت نتجهز به نحن، فعند وصولهم نكون قد تجهزنا لنخرج سويا لبيت جدتي والدة أبي ومن ثم نأخذ لفة على أهل أبي، ووقت الغداء نصل لبيت جدتي والدة أمي فيكون غداء العيد جاهزاً ونبقى لديها حتى المساء، أما ثاني أيام العيد والثالث فلا برنامج محدداً إما نخرج مع الأصدقاء أو مطاعم مع الأهل أو نكمل الزيارات العائلية، فروتين العيد جميل جداً، خصوصاً صباح العيد نذهب من شارع معين في الحد ونسلك طريقاً معيناً لمشاهدة احتفالات العيد.