تحتفل مملكة البحرين والأمة الإسلامية بعيد الفطر المبارك الذي يأتي بعد أداء المسلمين لركن هام من أركان الإسلام الخمسة وهو الصيام في شهر رمضان الكريم، حيث يأتي العيد منحة من رب العالمين لعباده الصائمين ليكون احتفالاً لهم بأداء هذا الركن العظيم إذ يعتبر العيد فرحة تعم أنحاء البحرين بمظاهره واحتفالاته المختلفة.
ووفقاً لتقرير، يأتي العيد ومملكة البحرين تنعم بالأمن والاستقرار وهي نعمة ثمينة وغالية نسأل الله أن يديمها على المملكة في ظل قيادتها التي تعتبر أمن الوطن والمواطنين أولوية وتوجه الجهود الجبارة من أجل استتباب الأمن وترسيخه، إذ نجحت في ذلك بفضل تكاتف الشعب المخلص حول قيادته ودعمه وتأييده الدائم لخطواتها المباركة.
ويتجمع البحرينيون في يوم العيد منذ الصباح الباكر لأداء صلاة العيد وبعدها يقومون بالتصافح والتزاور بين بعضهم بعضاً وسط مظاهر الفرحة والبهجة التي تعم كل مكان، حيث يتلون العيد في المملكة بمظاهر جذابة ترتبط بأصالة الماضي وتراثه العريق الذي انغرس في عمق المواطن البحريني، ووسط فرحة الأطفال الذين يمرحون ويلهون مع أقرانهم في الحدائق وفي المجمعات بملابسهم الجديدة تعلوهم الفرحة والسعادة والحبور.
يذكر أن عيد الفطر هو فرصة سخية للتواصل الاجتماعي بين البحرينيين فهم يحرصون على تبادل الزيارات واستقبال الأهل والأقارب والجيران وتقديم التهاني لهم والتقارب بين الجميع. كما إن العيد يعتبر مناسبة للقاء من لم نرهم منذ زمن بسبب الانشغال وضيق الوقت، وفرصة للتصالح وصفاء الأنفس وإنهاء الخلافات والضغائن.
وغالباً ما يخصص اليوم الأول من عيد الفطر لزيارة الأقارب وتناول وجبة الغداء في «البيت العود» وهو بيت الجد أو الأب إذ يجتمع جميع أفراد العائلة في منزل كبير العائلة لهذا الغرض فيما تقسم باقي أيام العيد على زيارة الأصدقاء واصطحاب الأطفال إلى المنتزهات وصالات اللعب.
ومن العادات التراثية التي مازالت تمارس في بعض قرى البحرين تجمعهم بعد صلاة العيد وزيارة جميع المنازل بشكل جماعي فيما يقوم أصحاب المنازل بتقديم المأكولات والعصائر أو ما يسمى في البحرين بـ»القدوع» للزائرين. ويتم تنظيم العديد من الاحتفالات والمهرجانات في المناطق المختلفة من البحرين.
وهناك عديد من المتنزهات التي تعتبر من أهم الأماكن التي يزورها البحرينيون في أيام العيد إلى جانب المجمعات، وتزخر جميعها بالفعاليات الترفيهية التي تبعث البهجة والفرحة في قلوب المواطنين والمقيمين.
وهناك مجموعة من العادات المتبعة في كيفية الاحتفال بعيد الفطر المبارك حيث يتبادل البحرينيون الزيارات فيما بينهم للتهنئة ويتم تقديم ماء الورد والعود حيث يقوم الأهالي بتهنئة بعضهم البعض.
وتحضر الأسر البحرينية للعيد بشراء الملابس الجديدة والعطور والطيب والحلي والمأكولات المتميزة بالشعب البحريني. ومن الأصناف التي تزخر بها أيام العيد، الحلوى البحرينية الشعبية والمكسرات والسمبوسة الحلوة ترافقها القهوة العربية بالهيل والزعفران، بخلاف الأكلات الشعبية التي يتم تقسيمها على الوجبات الثلاث الرئيسة.
ويضم الفطور في قائمته طبق البلاليط وهو الشعيرة المحلاة مع البيض المقلي والعصيد والخبيص والبثيث والعقيلي، في حين أن وجبة الغداء لا يراد أن يتصدرها سوى طبخة العيد الشعبية الغوزي وهي تحوي الأرز مع اللحم أو الدجاج المزين بالمكسرات بجانب سلال الفواكه وأصناف مشكلة من السلطات والعصائر.
ولم تختلف العادات كثيراً بين الماضي والحاضر، فهناك مظاهر وعادات قديمة في هذا اليوم في البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي ما زال كثير منها مستمر حتى وقتنا هذا، ومن هذه العادات تعطيل الأعمال، حيث كان الخليجيون يعطلون أشغالهم لمدة أسبوع كامل، ويتم التحضير للعيد قبل قدومه بفترة. ويتم ترتيب البيت حتى يكون لائقاً بهذه المناسبة ويرش بماء الورد مخلوطاً بالعطور الخاصة إضافة إلى البخور والمعمول وغيرها.
يذكر أن يوم العيد هو يوم البهجة والفرحة ولذلك على الجميع أن يسعى لبث السعادة على من حوله من الأهل والأصدقاء والجيران وأبناء الوطن عموماً وجميع المقيمين على أرض المملكة.