الكويت - (الجزيرة نت): لم يكد الكويتيون يطوون صفحة تفجير مسجد الإمام الصادق الذي وقع قبل عام وأسدلت محكمة التمييز الستار عليه أواخر مايو الماضي بتأييد حكم الاستئناف بإعدام المتهم الأول والحكم على بقية المتهمين بأحكام متفاوتة، حتى أعلنت الداخلية الكويتية عن توجيه أجهزة الأمن 3 ضربات استباقية بضبط عناصر تنتمي لتنظيم الدولة «داعش» الإرهابي.وجاء في بيان الداخلية الكويتية أن السلطات تمكنت من ضبط عناصر لثلاث خلايا منفصلة كانت تنوي القيام بأعمال تخريبية في منشآت عامة ومساجد للشيعة.وبحسب البيان، فإن الخلية الأولى تخص المتهم طلال نايف رجا، وهو كويتي الجنسية ومن مواليد 1998، تم القبض عليه قبل إتمام مخطط لتفجير أحد المساجد الجعفرية «الشيعية» بمحافظة حَوَلّي، إضافة إلى إحدى المنشآت بوزارة الداخلية.وقد أدلى المتهم باعترافات تفصيلية أقر فيها بمبايعته «داعش» وتلقيه تعليمات من أحد قيادييه بالخارج، وعقده العزم على تنفيذ العملية أواخر شهر رمضان أو أوائل أيام عيد الفطر.أما الخلية الثانية فتخص المتهم علي محمد عمر، وهو كويتي من مواليد 1988، ووالدته الكويتية حصة عبد الله محمد من مواليد 1964، إلى جانب الطفل الذي أنجبه المتهم في حي الرقة في سوريا من زوجته السورية، الذين تمكنت أجهزة الأمن -وفقا للبيان- من ضبطهم وإحضارهم من الخارج بعد محاولات متكررة إلى أن تكللت بالنجاح رغم كثافة العمليات القتالية التي تشهدها المنطقة بين العراق وسوريا.وفي هذه القضية، أقر الابن والأم في اعترافات كاملة عن انضمامهما لتنظيم الدولة الإرهابي بتحريض من الأم التي دفعت أولاً بابنها الأصغر عبد الله محمد عمر لينضم إلى التنظيم حتى قتل في إحدى المعارك في العراق.بعدها بادر أخوه علي بقطع دراسته بكلية لهندسة البترول في بريطانيا، وانضم إلى التنظيم، ثم توجه مع أمه إلى مدينة الرقة بسوريا حيث قدما الدعم اللوجستي لعدد من العمليات الإرهابية، كما جاء في البيان.وذكر البيان أن القضية الثالثة ضبطت فيها السلطات الكويتية خلية تنتمي إلى «داعش» تتألف من المتهمين الكويتيين مبارك فهد مبارك وعبدالله مبارك محمد، وهو ضابط في وزارة الداخلية، ومتهم خليجي لايزال هارباً، ورابع يحمل جنسية بلد آسيوي.وأشار البيان إلى أن التحريات الأمنية كشفت عن ورود معلومات إلى الجهات الأمنية بأن المتهم مبارك فهد يخفي صندوقاً حديدياً لدى المتهم عبدالله مبارك في مزرعة حيوانات يملكها بمنطقة الوفرة. وتبين للأجهزة الأمنية أن الصندوق يحتوي على سلاحي رشاش من نوع كلاشينكوف وذخيرة وطلقات حية وعلم تنظيم الدولة.ولم يكن هذا هو الكشف الأول بعد حادثة مسجد الصادق وإن كان الأكبر، وهو ما قابله الشارع الكويتي بمشاعر ممزوجة بين الارتياع والارتياح. فبينما هاله حجم المخططات الواردة بالبيان، كانت هناك إشادات واسعة باليقظة التي أبدتها عناصر الأمن، لا سيما مع تزامن هذا الكشف مع حوادث تفجيرات في كل من العراق والسعودية تبناها «داعش» وخلفت عدداً كبيراً من القتلى والمصابين.غير أن عدداً من المؤشرات التي سبقت الإعلان عن هذه الخلايا جعلت اكتشافها متوقعا. فقبل يوم من هذا الإعلان أكدت السفارة الأمريكية في الكويت أن البلاد لاتزال تواجه تهديدات إرهابية.وأشارت في بيان إلى أن «الإرهابيين قد يستهدفون المدنيين الأمريكيين والمصالح الأميركية في الخليج وشبه الجزيرة العربية، وأن بنك الأهداف يتمثل في وسائل النقل العام والمناطق السكنية والمدارس ودور العبادة والمنشآت والتجهيزات البترولية والمطاعم والفنادق والنوادي والأسواق والمجمعات التجارية».أما السفارة البريطانية فقد دعت رعاياها إلى أن يبقوا حذرين، وأن يلتزموا التعليمات الصادرة من الجهات المحلية المعنية.كما أعلن وزير الأوقاف نهاية الأسبوع الماضي إلغاء مصليات العيد في الساحات العامة بناء على طلب من وزارة الداخلية، وهو إجراء يعدّ سابقة في تاريخ الكويت.وفي اليوم التالي نشرت صحيفة «السياسة» المحلية تقريراً عن خطوات اتخذتها سلطات الأمن الكويتية نتيجة لتحذير ورد إليها من وكالة الاستخبارات الأمريكية «سي آي أيه» من تهديدات إرهابية محتملة، حيث رفعت درجة الجاهزية لتأمين مصافي النفط على مدار الساعة وبدرجة 100%، إلى جانب تعزيز الإجراءات بالمراكز الحدودية البرية والبحرية، والتفتيش الذاتي للقادمين إلى البلاد. كما قالت الصحيفة إن منع مصليات العيد جاء كرد فعل طبيعي حيال رسالة «سي آي أي» وتفادياً لأي اعتداءات إرهابية.الداخلية الكويتية عادت وأكدت على لسان وزيرها محمد الخالد الصباح «حرصها على مواصلة توجيه الضربات الاستباقية الهادفة إلى تحصين البلاد»، وذلك في اجتماع عقده الوزير مع عدد من القيادات الأمنية لاستعراض الموقف الأمني والاستعدادات وخطط عيد الفطر، والاستماع للتقارير الميدانية.