سلسبيل وليد
ينتظر الكبار قبل الصغار قدوم العيد على أحر من الجمر من أجل العيدية فهي أساس العيد ولا يمكن أن يمضي العيد دون عيدية ويتفاخرون بها أمام أصدقائهم والعائلة، فيما أصبحت متطلبات العيدية تختلف عن السابق التي كانت ترضيهم بدينار ودينارين وببعض الأحيان 500 فلس، إلا أنه الآن لا يرضي الأطفال بأقل عن 10 دنانير.
والعيدية هي عادة سنوية وتكون العادة عبارة عن نقود أو هدية أو حلوى وغيرها تعطى للأطفال في عيد الفطر المبارك وأيضاً في عيد الأضحى المبارك وتعود هذه العادة العربية الإسلامية إلى قرون قديمة، فيبدأ فجر يوم العيد حيث يذهب الناس وخصوصاً الأطفال إلى صلاة العيد وعندما تنتهي الصلاة يعودون إلى منازلهم ويعيدون على بعضهم بعضاً بقول «كل عام و أنت بخير» وإعطاء الحلوى و السكاكر والنقود لبعضهم بعضاً ويكون الأطفال سعداء أكثر من الكبار لأن الكبار يعطون الأطفال الكثير من السكاكر والمال ومن أهم الأفعال في عيد الفطر المبارك هي زيارة الأقارب حيث يحصل الأطفال على عيدية من آباء وأمهات أقاربهم، بحيث يقوم الأقارب بإعطاء العيدية للأطفال بمناسبة العيد ويهنئون بعضهم بعضاً بقول كل عام وأنت بخير، وهذا يكون على الأغلب قبل أو بعد صلاة العيد، كما أنهم يحصلون على العيدية من بعض المصلين الذين يخصصون مبالغ بسيطة في المساجد للأطفال.
وكان الأطفال يذهبون إلى المنازل والمعايدة عليهم فيأخذون الحلوى وفي بعض الأحيان النقود معها والتي لا تتجاوز الـ100 فلس، ويسرعون إلى المنزل ليتفاخروا بين الأصدقاء والإخوة والأقارب بالحصيلة التي جمعوها من الفلوس، ليشتروا بها ما لذ وطاب من الدكاكين.
وتقول هيا بوزبون إنها تنتظر العيد من أجل العيدية، فهي تحصل على الكثير.
وتضيف طوال ما تكون الفتاة عاطلة عن العمل تحصل على العيدية وعندما تعمل تتوقف العيدية لها، ونحن الكبار أيضاً نفرح بها كما الأطفال في العيد، فعلى الأقل يوجد شيء للأطفال ينتظرونه في العيد ويحلي عليهم أيامهم، فهي فرحة للجميع.
فيما قالت نورة يوسف إن العيدية اختلفت عن السابق فكنا نرضى بدينار أو دينارين ونتفاخر بها كذلك، أما الآن فأصبحت بطابع جديد، فنحضر العيدية بطريقة جميلة ونتجهز بأيام تسبق العيد ويجب أن تكون معها حلويات مزينة بالمال، فأنا أقوم بمعايدة والدتي أولاً فهي الأساس ومن ثم أعايد أبناء إخواني، لا أعطيهم أقل من 10 دنانير وأحياناً 20 ديناراً، ولا أنسى أيضاً خدم العائلة لأنهم هم الذين يقومون على خدمتنا ويساعدوننا ويساعدون جدتي التي تعطي الأحفاد.
أما سمية العوضي فتقول إن العيدية تنقطع عنها مجرد أن كبرت باستثناء جدتها رحمها الله التي كانت دائماً تعايدها، فقمنا نحن نعطي العيدية لأبناء إخواني والمقربين لدينا من الأطفال، وفي السابق كعيدية كانت بسيطة في البيوت يعطونهم 100 فلس مع حلوى أما الأطفال حالياً لا يرضون بدينارين و3 فنعطي 5 دينار وأحياناً 10 دينارات، واختلفت العيدية عن السابق حتى بلذتها فكنا نجتمع في البيت مساء لنعد العيديات وكل وحدة تتفاخر بالرقم الذي وصلت له، و نعد الأشخاص الذين عايدونا أما الآن فيأخذ العيدية ويعطيها لوالدتها لتصرفها له، وأحياناً يأخذها ولا يشعر بفرحتها كما كنا نشعر بالسابق على الرغم من أن العيدية أقل.
ويقول محمد الملا إنه يعايد المقربين له فقط من الأطفال فيعطيهم بين 5 و10 دنانير، فأعياد هذه السنة أصبحت مرتفعة ليست كما السابق، فالأطفال لا يرضون بالقليل ولم تعد تفرحهم العيدية أو تدخل البهجة على قلوبهم كلذة التي كنا نستطعمها في السابق.
ويتفق معه صالح الرياشي فيقول أنه يعطي العيدية للأطفال في العائلة والتي عادتا ما تزيد كل عام.
أما شريفة سيادي فانقطعت عنها العيدية لكونها أصبحت موظفة ففي السابق كانت ترى أن المبلغ البسيط يفرحها من 500 فلس ودينار، أما الآن فالأطفال لا يرضي غرورهم شيء ودينار أو دينارين لا تقنعهم، عدا عن كون العيدية أصبحت لا تقدم لهم عادية وإنما بفناتق وأساليب جديدة ومبتكرة.
في حين أن شيخة شويطر لا زالت تأخذ عيدية إلى الآن رغم أنها موظفة، كما أنها تعطي عيدية لابن أخيها وأخيها الصغير، مستذكرة أيام الطفولة حين كانت العيدية قليلة وتفرحهم كثيراً، ويتسابقون إلى الدكاكين مع أطفال الحي ليشتروا بها.
أما صالح يوسف فيقول منذ دخولي للجامعة انقطعت العيدية عني كوني كبرت، فلم أعد آخذ عيدية أو حتى أعطي، ولكن عندما توظفت منذ أكثر من سنتين قمت بإعطاء الأطفال في العائلة عيديات فالخمسة دنانير أطفال هذا الجيل لا تقنعهم فنحن كنا نأخذ «الخردة» ببعض الأحيان ونرى بأننا ملكنا العالم، ولكن لا بد من الإشارة إلى أن هذه العادة جميلة جداً ونراها بأي مجتمع، في مسلمين بدول أخرى لا يتبعون هذه العادة المميزة لدينا، وتعلمنا هذه العادة أن نعطي وندخل السرور على أطفالنا الذين ينتظرون العيد بفارغ الصبر للحصول على العيادي وشراء ما يريدونه.
وتقول نسيبة الشروقي إن العيدية تفرح الكبار قبل الصغار فنحن أيضاً نفرح إذا أعطونا أهالينا عيدية ونتسابق مع الأصدقاء في أننا نجمع عيديات أكثر من غيرنا، ولكن عندما كبرنا وتوظفنا تنقطع عنا العيدية وهذا العيد الأول لدي وأنا موظفة وإلى الآن لا أعلم إذا كانت ستتوقف العيدية عندي أم لا.