سلسبيل وليد
تكتظ محلات الحلويات والمكسرات بالمواطنين والأهالي قبل قدوم العيد، فيسارع الأهالي لشراء «قدوع العيد» والتحضير المسبق والمخطط له فتتربع الحلوى البحرينية على عرش القدوع فمهما تنوعت الأصناف وتجددت يبقى للحلوى البحرينية نكهة خاصة، فيما يبتارى أصحاب محلات الحلويات فيما بينهم لتقديم أفضل الموجود وأصناف جديدة ومبتكرة لجذب الزبائن وشراء مالذ وطاب، فيما ترفع بعض المحلات أسعارها في هذه الأيام، وتقدم الأخرى عروضاً متنوعة من الحلويات وتخفيضات لا مثيل لها، كما يعمل أصحاب المحلات ليلاً ونهاراً لتوفير الحلويات الكافية، بحيث تتوافر جميعها دون نقصان وتلبي احتياجات المواطنين والأهالي، ويسرع الناس لشراء ما لذ وطاب من الحلويات والقدوع من المحلات الجديدة والعالمية والمحلات البسيطة، وكذلك المحلات المعروفة على المستوى المحلي، ويتباهون فيما بينهم بأفضل الأطباق، فهذه قدوعها مبتكر، وتلك أصنافها جديدة وغير مألوفة، في حين أن الآخرى قدوعها مميز ودمج بين الماضي والحاضر، ومن تتنوع أصنافها وتكثر تتربع على عرش النساء فتصبح حديث الساعة فيما بينهن فهي صاحبة الذوق الرفيع والقدوع الأفضل والمذاق الحسن.
والقدوع مصطلح يطلق على ما يقدم من حلويات وفواكه ومكسرات لضيافة الزوار في المناسبات، سواء العيد أو مناسبات أخرى، ويتنوع القدوع بعديد من الأصناف وتختلف من منطقة إلى أخرى، كما تكثر الأصناف الشعبية بشكل عام فيها، أما صواني القدوع وهو الطبق الذي توضع فيه المأكولات بدأت في زمننا هذا تختلف من بيت إلى آخر كل حسب ظروفه المادية. كما أنها باتت تختلف من زمن أجدادنا إلى وقتنا هذا، حيث باتت الأطباق العربية والغربية الحلوى تنافس الإنتاج المحلي.
وإذا رجعنا للماضي فإن النساء كن يستقبلن العيد بصنع الحلويات بأنفسهن في المنزل، فيقمن بتحضيرات الحلويات وما لذ وطاب، كما يجهزن من ليلة العيد الخنفروش، والخبيص أو المنثور المكون من الطحين والهيل والزعفران، بالإضافة إلى البلاليط، والرهش «حلاوة الطحينية» وهو طبق حلو يتكون من طحينة سائلة والسكر والحليب والمكسرات، كما يوجد هناك شعر البنات الملون، الدرابيل، المعمول، الغريبة، السمبوسة المشوية والمقلية، الصينية المشكلة، الحلوى البحرينية الشعبية، المتاي وهو عبارة عن نوع من أنواع المقبلات التي تصنع أساساً من طحين الحمص والبهارات، وهي ذات أصل هندي وشائعة في دول الخليج العربي، الزلابية، ولكن أكثر ما يرغب به الناس هو السمبوسة الحلوة والمتاي والحلوى البحرينية الحمراء، التي مازالت محتفظة بمكانتها وسط كل أنواع الحلويات، وهي من أكثر ما يقبل عليه المجتمع البحريني في المناسبات والعيد، وهناك نوعان منها، الحلوى الملكية التي يكثر بها الزعفران والمكسرات الكثيرة، والحلوى الأميرية وهي الحلوى الحمراء المتعارف عليها وأكثر ما يطلبه الزبائن.
ولاشك أن مع تطور الأجيال والعصور بدأت العادات والتقاليد تتلاشى شيئا فشيئا، فيما ابتعدن نساء الحاضر عن صنع الحلويات الشعبية وتحضير القدوع، فيتجهن إلى محلات الحلوى لشرائهن، ولكن لا زال الكثير من الشعب البحريني يحافظ على هذه العادات ومتمسك بها فتتصدر القدوع الحلويات الشعبية أولاً، ومن ثم تلك الجديدة، في حين أن كبار السن من النساء لا يزالن يصنعن الحلويات الشعبية في المنزل ولكن أعدادهن قليلة جداً مقارنة باللواتي يفضلن الشراء من الخارج.
ويقبل الزبائن على أنواع مختلفة من المكسرات، المعمول بالتمر والمكسرات، البقلاوة بأنواعها ، البتي فور، الشوكولاتة بأنواع وأشكال متعددة والحلويات الجديدة، كما توفر بعض المحلات حلويات للحمية، وأكثر ما يقبل عليه الناس هو المكسرات والقهوة العربية والبقلاوات والمعمول بأنواعه.
فيما يقوم بعض أصحاب المحلات بمحاولة لجذب المواطنين، فيقدم قدوع العيد كاملاً دون حاجة المواطن للالتفات عبر الأسواق وشراء ما هو جديد، حيث يقومون بتجهيز مختلف الأطباق. وكلما زادت زاد سعرها، وبلا شك تختلف أسعار الحلويات والمكسرات من محل لآخر، فكل ما زادت جودة المنتج زاد السعر أيضاً.
أما الحلويات الجديدة فلابد أن تأخذ حيزاً في القدوع، فتقوم بعض المحلات يصناعة الحلويات من المصنع بشكل مباشر ودائم، وتتنوع الحلويات بين الجيز كيك، حلاوة الأوريو، حلاوة الشعيرية، الكنافة، العقيلي، معمول التمر، البقلاوة، الخنفروش، البسبوسة بأنواعها المختلفة على القشطة والمكسرات والروب، الكعك الإنجليزي، وكعك المانجو، حلوى الرمان، الشوكولاتة، والزبائن يختارون مختلف الأصناف والأنواع فالبعض يقوم باختيار 4-5 أنواع من الحلويات والموالح، ومنهم من يبحث عن الجديد أو الحلويات القديمة.
وتقوم بعض الجمعيات الخيرية والجمعيات الأخرى وبعض الجهات سواء خاصة أو حكومية بتخصيص يوم يسمى بـ«قدوع العيد» أملاً في جذب الأهالي والناس إليهم ويقيمون الاحتفالات التي لا تخلو من القدوع المنوع بين الماضي و الحاضر الذي لم يتخل البحرينيون عنه إلى الآن.
ولا ينسى المواطنون والأهالي نصيب الأطفال من تجهيزات قدوع العيد، فيقومون بشراء أنواع معينة من الحلويات والمكسرات وتخصيصها تأهباً لقدوم الأطفال والمعايدة عند المنازل مع أغنية شعبية قديمة. وهذه العادة قلت بشكل ملحوظ على الماضي، حيث يذهب أطفال الحي في جماعات ويطرقون الأبواب الجيران والغناء أملاً في نيل الحلوى وبعض النقود إن أمكن.