بني نعيم - (رويترز): كثفت إسرائيل إجراءات الأمن في الضفة الغربية المحتلة منذ أن قتل فلسطيني إسرائيلية في مستوطنة الأسبوع الماضي ونشرت مزيداً من الجنود وأقامت المزيد من حواجز الطرق قرب مدينة الخليل.
وتركز الاهتمام على بلدة بني نعيم شرق الخليل وهي البلدة التي جاء منها قاتل الفتاة وهو صبي «19 عاماً» طعنها وهي نائمة. واستشهد الصبي بالرصاص.
لكن بعد يوم من مقتلها قتل أب كان يقود سيارته مع بناته بالرصاص. ويشتبه أيضاً في أن مهاجمه الذي لا يزال طليقاً ينحدر من بني نعيم.
والحملات الأمنية شائعة في الضفة الغربية لكنها تمثل مشكلة بالنسبة للجيش الإسرائيلي تتمثل في كيفية فرض إجراءات صارمة تطمئن المستوطنين ولا تثير غضب الفلسطينيين وتذكي عمليات المقاومة.
وقال أوري كارزين المسؤول عن الجالية اليهودية في الخليل حيث يعيش نحو ألف مستوطن يحميهم جنود إسرائيليون بين نحو 230 ألف فلسطيني «العقاب الجماعي ليس أمراً غير أخلاقي أو غير مشروع ينبغي أن يطبق عندما تتعامل مع خطر حقيقي يهدد الحياة».
وعند مدخل بني نعيم يقوم جندي إسرائيلي بتفتيش رجل فلسطيني بينما يشير آخر لسيارات بأن تستدير وتعود أدراجها.
ويضطر السكان الآن لسلوك طرق التفافية للوصول إلى الخليل ويتركون سياراتهم عند نقاط التفتيش ويكملون طريقهم سيراً على الأقدام. وقال رعد نصار والذي جرى إيقافه عند نقطة تفتيش وهو يحمل تلفازاً حصل عليه هدية من مديره اليهودي «عمليات الإغلاق هذه تؤثر على الجميع، ليس هذا هو السبيل لتحقيق السلام.»
وزادت عمليات المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيليين منذ أكتوبر الماضي الأمر الذي أجج مخاوف من اندلاع انتفاضة جديدة.
وقال خلدون مناصرة «الشاب يرى الشهيد أو الشهيدة ويشعر بأنه ينبغي عليه أن يفعل شيئاً، ينبغي أن يقتل، الجيل الأكبر يرى كيف تعاملنا إسرائيل واعتاد على ذلك لكن عندما يرى مراهق ذلك فعليه أن يدافع عن شعبه مثلما فعل الشهداء في الماضي».
وتحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ 50 عاماً. لكن بعض وزراء الحكومة ولاسيما من يتمتعون بدعم المستوطنين يريد مزيداً من الإجراءات.
وقال وزير النقل إسرائيل كاتس لصحيفة هآرتس «علينا أن ندرك أننا في حرب شاملة».
وقرب بني نعيم يمكن رؤية الفلسطينيين في حقل وهم يحملون هدايا العيد من الخليل بينما على مقربة منهم كانت الجرافات الإسرائيلية تغلق حركة المرور.
وقال علي العازي متسائلاً «من يستطيع أن يفكر في السلام في ظل هذه الظروف.»
وفي قلب الخليل حيث تعيش مجموعة من المستوطنين المتطرفين منذ احتلت إسرائيل الضفة في عام 1967 يسود القلق من أن إجراءات الجيش ستكون مؤقتة.