(العربية): تعتزم صناديق ومحافظ استثمارية كبرى، الهروب مجدداً من الأسواق التقليدية في العالم، خوفاً من تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على الاقتصاد العالمي، وتتجه أنظار هؤلاء المستثمرين إلى الأسواق البديلة، ومن بينها مجموعة الأسواق الناشئة التي كانت أقل تأثراً عندما اندلعت الأزمة الاقتصادية العالمية أواخر العام 2008. ومن المتوقع أن تؤدي عمليات إعادة الانتشار أو إعادة التموضع لصناديق الاستثمار والمحافظ الكبرى في العالم، إلى انتعاش في أسواق وبورصات منطقة الخليج التي قد تكون وجهة مفضلة وآمنة لهذه الاستثمارات، خاصة أن أسواق منطقة الخليج أظهرت تماسكاً جيداً خلال السنوات الماضية في أعقاب الأزمة العالمية أواخر العام 2008، وفي أعقاب أزمة الديون السيادية الأوروبية في العام 2010.
وتأتي التوقعات المتفائلة تجاه أسواق وبورصات الخليج في الوقت الذي تشهد سوق الأسهم السعودية، وهي أكبر بورصة عربية وخليجية على الإطلاق، تسهيلات غير مسبوقة للاستثمارات الأجنبية، حيث تم السماح مؤخراً للصناديق والمحافظ الأجنبية بالاستثمار المباشر في السوق، فضلاً عن أن الطرح العام المنتظر لشركة «أرامكو» يتوقع أيضاً أن يجذب استثمارات أجنبية، ويُنعش السوق بأموال سوف تتدفق عليها من الخارج.
وقال تقرير لوكالة «بلومبرغ» الأميركية، اطلعت عليه «العربية.نت»، إن المستثمرين حول العالم بدأوا يتطلعون للهروب نحو الأسواق الناشئة، في أعقاب التصويت في بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يتوقع أن يؤدي إلى هزة اقتصادية كبيرة في بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي على الأقل.
ونقلت الوكالة عن مسؤولي عدد من الصناديق الاستثمارية العالمية الكبرى، تأكيدهم بأنهم يتطلعون إلى الانتقال للأسواق الناشئة التي يتوقع أن تتضمن فرصاً لن يجدها المستثمرون في الأسواق التقليدية، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال المسؤول في صندوق «ألموندي» للاستثمارات عباس ريناني، إن «الفرص قد تكون أفضل وأكبر في الأسواق الناشئة، بعد أن تضطر البنوك المركزية إلى اتخاذ المزيد من إجراءات التحفيز في أعقاب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي».
وقال مدير الاستثمارات في شركة «أبيردين» لإدارة الأصول فيكتور سيزابو، إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يؤخر القرار الأمريكي برفع أسعار الفائدة على الدولار، وهو ما يمكن أن يبقي على أسعار الفائدة أفضل في الأسواق الناشئة، ويوجد مزيداً من الفرص التي يمكن اقتناصها هناك.
وبحسب فيكتور فإن «الفيدرالي الأميركي خارج اللعبة في العام الحالي»، حيث ستظل البيئة الموجودة في الولايات المتحدة هي بيئة «فائدة أقل لمدة أطول»، وهذا سيقود لمزيد من السيولة نحو الأسواق الناشئة.
وكانت بريطانيا صوتت الشهر الماضي بأغلبية 52% من المشاركين في استفتاء عام على الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهو ما تسبب بهزة في الأسواق، حيث تسود التوقعات بأن يؤدي الخروج إلى أزمة اقتصادية على مستوى بريطانيا وأوروبا، ويمكن أن تتوسع الأزمة إلى دول وأسواق عالمية كبرى.