سلسبيل وليد
العيد لمة بين الأقارب و الأهل يجتمعون في «البيت العود»، هكذا جرت العادة بينهم، فيأتي القريب والبعيد للتجمع على «غداء العيد» فلا تكتمل فرحة العيد لدى البحرينيين إلا بالجمعة، فهكذا هي عاداتهم التي لا يمكن أن يتخلوا أو يستغنوا عنها منذ عشرات السنين.
غداء العيد... وكذلك «ريوقه»، تقليد بحريني لا ينتمي إلى الماضي، بل لايزال حياً تحرص عليه أسر بحرينية كثيرة، وإن كان قد نسيه البعض أو تغيرت أكلاته.فمن مظاهر العيد أيام زمان إعداد الفطور أو غداء العيد والذي عادة ما يكون مبكراً عن الموعد المعتاد للغداء.
الفطور الدسم كان يبدأ من بعد صلاة العيد، فبعد أن ينتهي أفراد الأسرة كبارهم وصغارهم من «المعايدة» على بعضهم بعضا، والتهاني التي يشترك فيها كل الجيران في «الفريج»... أما الغداء فكان كل بيت يعد صينية من «العيش» المحمر و»الرز بالسكر» أو «المجبوس» أي الرز مع اللحم والرز مع السمك المقلي، فيما يتفق الجميع أن «الغوزي» هو من يتصدر طعام العيد.
ويقول الحاج أحمد عبدالله «أحلى مافي العيد اللمة بين الأهل والأقارب»، ووصيتي لأبناء هذا الجيل عدم قطع هذه العادة، سنخلدها، وستبقى تتوارثها الأجيال القادمة كما توارثناها نحن من الجيل الماضي، فالعيد جمعة بين الأهل على مائدة واحدة، لا يفوتها أي أحد من الأفراد يجتمع الأحفاد قبل الأجداد على طعام الغداء و التي لا يشعر بلذتها تارك هذه الجمعات.
وتتذكر نورة عبدالله طفولتها - التي عاشت بها أجمل أيام العيد على حد قولها، فتقول رائحة الطعام كانت تملأ الحي، بطبخ والدتي اللذيذ، فكانت تقوم منذ الصباح وتجهز لغداء اليوم الذي يكون مبكراً عن الأيام العادية.
وتقول «أستقبل أعمامي وعماتي لكون والدي هو الكبير بينهم، الذين يحضرون لدينا مع أطفالهم، فمازلت أتذكر هذه الجمعات التي لا تخلو من الضحكات، عدا عن إزعاج الأطفال الذي بتنا نراه جميلاً الآن».
وتقول الجدة عائشة عبدالله «أنتظر العيد بفارغ الصبر حتى أرى أبنائي وأحفادي مجتمعين عندي منذ الصباح بعد صلاة العيد مباشرة وحتى أذان الظهر، حيث تدب الفوضى والحياة في المنزل، وأفرح كثيراً بوجود هذه الجمعات».
وتضيف «عادة ما أطبخ أنا بمساعدة خادمتي أو إحدى بناتي، فلا أفضل أكل المطاعم حيث إن غداء العيد له نكهة خاصة و أفضل طبخه بيدي، فأمنع أحفادي من أكل المطاعم وألزمهم بسفرة العيد، فهي من تحلي جمعتنا».
فيما قالت بلقيس محمد إنها اعتادت في جميع المناسبات خصوصاً الأعياد الاعتماد على المطاعم في المأكولات والمشروبات، فهي توفر كافة أنواع الأطعمة وبأسعار مختلفة، بما يتناسب ودخل جميع الأسرة.
وتقول إن بيت العود، «لابد أن يوفر «الغوزي» وإلا لن يكون غداء عيد، ولكن مؤخراً أقوم بإضافة أصناف أخرى كالباستا إلى جانب «الغوزي»، تلبية لمختلف الأذواق وخصوصاً الجيل الصغير الذي له متطلباته، ولا يهم الأكل في ذلك اليوم مهما كان أجمل ما في العيد لمة الأقارب مع بعضهم عندما ترى الجميع يضحك من القلب».
هيا بوزبون، تقول «أجمل الموائد التي تجتمع فيها العائلة مائدة يوم العيد ورمضان، وخصوصاً مع أجواء لم الشمل وصلة الرحم، وللعيد نكهة خاصة.. أنا أتشوق في العيد خصوصاً أن أرى بنات عماتي وأخوالي وخالاتي فالعيد يجمع شملنا جميعاً، يجتمع القريب والبعيد والذين لم نرهم منذ سنوات في يوم واحد بالبيت العود».
وأكد عبدالسلام عبدالله «أن للمة العيد آثاراً إيجابية حيث تقرب قلب الأخ من أخيه والأخت على أختها وهكذا، فلو كان هناك زعل أو عتب نرى في العيد راحة ولمة تجعلنا ننسى ما حدث ونرجع كما كنا وهو من رحمة الله بنا بأن نصل رحمنا وهذا أفضل يوم ننسى فيه العتب».
واعتبرت رهف وليد أن العيد فرصة حقيقية للتجمع مع الأهل مع أنهم قريبون جداً في»البيت العود» بيت أبي ولكن يزورننا في غداء العيد بنات عماتي وأبناؤهم فقط من عيد لآخر فلا نراهم إلا في العيد فقط بسبب المشاغل.
فيما قالت ياسمين عزيز: «ليس بالضرورة أن يكون البيت العود هو بيت الجد فنحن ليس لدينا بيت جد والتجمع في العيد يكون في بيت أختي الكبرى، وتطبخ لنا كل عيد بنفسها وأكلها شهي جداً، والتجمع يكون في منزلها كونها الكبرى، حتى أن خالاتنا الثلاث يأتين لنا في أول يوم عيد ونتذكر أيام زمان».
ونوه عمار محمود بأن من يضيع لمة غداء العيد فهو لم يعيد، فهي فرصة لا تعوض أبداً، مؤكداً رفضه دعوات الأصدقاء للخروج معهم على الغداء.
وهكذا اعتادت الأسر البحرينية على الالتفاف حول مائدة الطعام خلال أيام العيد، كما اعتادت على تناول أصناف تقليدية كل عام، ناهيك عن أن هذه اللمة لها خصوصية ومشاعر وأحاسيس جميلة تلزم الفرد بعدم التخلي عنها ويلزم نفسه هو بحضورها، ففي بعض العائلات لا تجتمع إلا مرتين في السنة وذلك في عيدي الفطر والأضحى.