دبي - (العربية نت): يستهدف تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي دولاً عدة في المنطقة، كما يستهدف دولاً أوروبية، لكنه لم يشن حتى الآن هجمات ضد مصالح إيرانية، ما يؤكد كل الوثائق والشهادات التي تشير إلى وجود علاقة ومصالح مشتركة بين إيران وكل من تنظيم «القاعدة» سابقاً وخلفه اليوم تنظيم «داعش».
فلم يمنع الاختلاف الطائفي بين تنظيمي «القاعدة» و«داعش» من جهة، وإيران من جهة أخرى من وجود روابط مشتركة بين الطرفين أثبتها الواقع.
أوجه الشبه بين الطرفين في السلوك، أشار إليها باحثون، حيث رأوا أن كليهما نفذ أنشطة إرهابية مروعة وانتهاكات لحقوق الإنسان في الداخل والخارج.
فـ«داعش» إذا نجح في تأسيس دولته فإنها ستكون مماثلة إلى حد كبير مع إيران بحسب تقرير لمجلة «فورين بوليسي» الأمريكية.
والأمثلة والدلائل على صلات إيران بالتنظيمات المتطرفة كثيرة، كنشر موقع «ويكيليكس» وثائق أمريكية كشفت تدريب طهران مسلحين من تنظيم «القاعدة» في العراق على استخدام أحزمة ناسفة مزودة بكاميرات.
ووثائق أخرى تعود لزعيم «القاعدة» أسامة بن لادن، أثبت عمق العلاقة بين الطرفين والتي بدأت في حقبة التسعينيات، إبان وجود قياديي «القاعدة» في السودان، نظراً لتوطد علاقة الإيرانيين بالنظام السوداني في حينه.
الوثائق كشفت تحرك «القاعدة» بأريحية داخل إيران، وأن التنظيم رغب في عام 2006 في تأسيس مكتب له بطهران. ولم يقف الأمر عند حد الوثائق، حيث إن اعترافات متهمين ينتمون لـ»داعش» أيضاً كشفت عن علاقة من تلك النوع.
فقد اعترف متهم في السجون الكويتية، ينتمي لـ«داعش»، ويدعى علي عمر، بعلاقة التنظيم بالاستخبارات الإيرانية، وأفاد بأنه حضر اجتماعات تنسيقية بين «داعش» ومخابرات طهران. هذا بخلاف الأحكام القضائية التي أثبتت علاقة إيران بالجماعات المتطرفة. وفي مارس الماضي قضت محكمة في نيويورك بمطالبة إيران بدفع تعويضات لضحايا هجمات 11 سبتمبر نظير دور إيران المفترض في مساعدة خاطفي الطائرات التي استخدمت في الهجمات.