عواصم - (وكالات): قالت السلطات الأمريكية إن الشرطة تعرضت لإطلاق نار بثلاث ولايات يرجح أنه بسبب إفراطها في استخدام العنف، كما شهدت عدة مدن أمريكية مظاهرات احتجاجية في «جمعة غضب» ضد عنف الشرطة بمينيسوتا وأريزونا ودالاس التي من المتوقع أن يصلها الرئيس باراك أوباما بداية الأسبوع، حيث قرر اختصار زيارة إلى أوروبا للتوجه إلى المدينة جنوب الولايات المتحدة بينما قتل 5 شرطيين برصاص رجل أسود أراد الانتقام من البيض.وقال مسؤولون في ولاية تينيسي إن رجلاً فتح النار على فندق وطريق سريع فقتل امرأة وأصاب ضابط شرطة وعدة أشخاص آخرين، ويرجح أن يكون ذلك بسبب حوادث بين الشرطة والسود. وتعرضت الشرطة أيضاً لكمين وأصيب بعض رجالها في ميزوري وجورجيا ولم يتوصل المسؤولون إلى تحديد دافع ذلك، ولكنهم رجحوا أن يكون مرتبطاً بأحداث دالاس.وخرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع في مدن أمريكية للتنديد بقتل الشرطة لاثنين من الرجال السود بالرصاص بعد يوم من قيام مسلح بقتل 5 من ضباط الشرطة في مظاهرة مماثلة في دالاس. وأغلق المتظاهرون الطرق في مدينة نيويورك وأتلانتا وفيلادلفيا وجرى التخطيط أيضاً لمظاهرات في سان فرانسيسكو وفينيكس. وأظهر فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي آلافاً يتظاهرون في أتلانتا فيما بدت أكبر مظاهرة وردد المتظاهرون هتافات ولوحوا بلافتات تطالب بالعدالة. وأظهرت لقطات لمحطات تلفزيونية محلية حشداً هائلاً في مواجهة عشرات من سيارات الشرطة التي تم إيقافها على طريق سريع محلي. وقال قاسم ريد رئيس بلدية أتلانتا في تغريدة على حسابه بموقع تويتر إن المسيرة كانت سلمية إلى حد كبير على الرغم من اعتقال نحو 10 أشخاص.وأعلن البيت الأبيض أن أوباما سيعود إلى واشنطن مساء اليوم أي «قبل يوم مما كان مقرراً»، وسيتوجه إلى دالاس «في مطلع الأسبوع» المقبل بدعوة من رئيس بلدية المدينة مايك رولينغز.وفي حين شاركت أعداد كبيرة في تأبين الشرطيين القتلى تصاعد الغضب مع تنظيم تجمعات احتجاجاً على مقتل ألتون سترلينغ في لويزيانا وفيلاندو كاستيل في مينيسوتا وهما أسودان برصاص شرطيين. وشاهد الملايين أشرطة فيديو تظهر آخر لحظات في حياتهما على مواقع التواصل الاجتماعي. وكان يوم الجمعة في اليوم الثاني للمظاهرات واسعة النطاق ضد استخدام الشرطة للقوة.وفي باتون روج ردد المتظاهرون هتاف «لا عدالة لا سلام.. لا لعنصرية الشرطة». وحاولت شرطة مكافحة الشغب منع المتظاهرين من غلق طريق مزدحم. وأثار الحادثان التوترات العرقية التي اندلعت مراراً في مختلف أنحاء البلاد عام 2014 في أعقاب مقتل مايكل براون وهو مراهق أسود غير مسلح على يد ضابط شرطة أبيض في فيرغسون بولاية ميزوري. وقال نائب الرئيس جو بايدن «نشعر كأمريكيين بجرح بعد كل أعمال القتل هذه». وأضاف «علينا جميعاً أن نتحرك ونتحدث عن الفروقات في نظامنا القضائي الجنائي، مثلما علينا جميعاً أن ندافع عن الشرطة التي تحمينا في مجتمعاتنا كل يوم».وأشاد بايدن بالشرطيين القتلى الذين قال إنهم انضموا إلى الشرطة لأنهم آمنوا بقدرتهم على تقديم المساعدة «ولذلك عندما استهدف رصاص قاتل قوة الشرطة في دالاس فإنه أصاب روح الأمة». وقتل 5 شرطيين وأصيب 7 أخرون ومدنيان بجروح. وهي أسوأ حصيلة تسجل في صفوف الشرطة الأمريكية منذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001.وعرفت الشرطة المشتبه به بأنه ميكا جونسون، وهو جندي سابق أسود عمره 25 عاماً خدم خصوصاً في أفغانستان.وأعلن جونسون خلال المفاوضات التي جرت معه قبل أن تقوم وحدة نخبة بقتله بعد مواجهات طويلة مع الشرطة، أنه يريد «قتل أمريكيين من البيض، وخصوصاً شرطيين بيض».وقال وزير الأمن الداخلي جيه جونسون إن الرجل تحرك بمفرده، مستبعداً، مثل البيت الأبيض، أي ارتباط مع «منظمات إرهابية» معروفة في المرحلة الراهنة من التحقيق.ولكن تبين أن صفحة جونسون على فيسبوك تربطه بعدد من حركات السود الراديكالية التي تعتبر من المجموعات التي تبث الكراهية.وليس لميكا جونسون أي سوابق، وهو كان احتياطياً في الجيش الأمريكي وخدم في أفغانستان بين نوفمبر 2013 ويوليو 2014، بحسب البنتاغون. وكان يقيم في ميسكيت بضاحية دالاس.ودان مسؤولو حركة «حياة السود مهمة» التي تعارض العنف ضد السود العنف في دالاس لكنهم قالوا إنهم سيمضون في تنظيم المسيرات المقررة في عطلة الأسبوع.ونظمت تجمعات حاشدة جرت بهدوء في عدد من المدن في نيو أورلينز وديترويت وبالتيمور وفيلادلفيا وسان فرانسيسكو وهيوستن وكذلك أمام البيت الأبيض في واشنطن. وكان أكبرها في أتلانتا في ولاية جورجيا حيث أغلق المحتجون شارعاً رئيسياً.وفي فينيكس استخدمت شرطة مكافحة الشغب رذاذ الفلفل لتفريق حشد كبير أغلق عدداً من الشوارع بعد رشق عناصر الشرطة بالحجارة والتهديد بإغلاق طريق سريع. وتم توقيف شخص واحد.وفي روتشستر في نيويورك أعلن رئيس الشرطة مايكل شيمينيلي توقيف 74 شخصاً لإغلاقهم شارعاً خلال تجمع بدا هادئاً.وخلال قداس على روح الشرطيين القتلى دعا رئيس بلدية دالاس مايك رولنغس الأمريكيين إلى تضميد جراح البلاد العنصرية. وقال أمام آلاف الأشخاص «لن نشيح النظر عن واقع أننا كمدينة، كولاية، وكأمة نواجه اليوم مشكلات عنصرية».وكرر رولنغس رسالة أوباما بأن حياة السود مهمة وكذلك حياة «الزرق» في إشارة إلى الشرطيين.وقال «علينا أن نسرع الخطى وأن نعالج مشكلات معقدة بطريقة مختلفة. والعنصرية مسألة معقدة».وندد الرئيس باراك أوباما من وارسو بـ»هجمات حاقدة ومحسوبة ومقززة»، مؤكداً أن «لا شيء يمكن أن يبررها».وسيتم تنكيس الأعلام في الولايات المتحدة حتى 12 يوليو الحالي.وألمح أوباما إلى مبادرة للحد من البيع الحر للأسلحة الحربية، وقال «حين تكون أسلحة قوية بحوزة الناس، فهذا يجعل للأسف هذا النوع من الاعتداءات أكثر دموية ومأساوية. وسيتحتم علينا خلال الأيام المقبلة أخذ هذا الواقع بالاعتبار».كما يعتزم الرئيس بحث «إجراءات سياسية تعالج الفوارق العنصرية التي لا تزال كامنة في نظامنا الجنائي».وألغى المرشحان إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية الديمقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب تجمعاتهما الانتخابية.وتسبب إطلاق النار في دالاس بحالة من الفوضى حيث جرى الناس للاختباء في ختام مسيرة وتجمع شارك فيه المئات في المدينة التي تضم 1.2 مليون نسمة.وقال شاهد «كان هناك سود وبيض ولاتينيون، الجميع كان هنا للاحتجاج. ثم سمع إطلاق نار فجأة (...) وسادت فوضى كاملة».وقال قائد شرطة دالاس ديفيد براون «يجب أن يتوقف هذا، هذا الانقسام بين شرطتنا ومواطنينا». وقتل جونسون باستخدام روبوت فجر قنبلة بعد ساعات من التفاوض وتبادل إطلاق النار معه.وقال براون عن المسلح «كانت خطة مدبرة، تم التفكير بها ملياً، إستراتيجية شريرة. قال إنه كان غاضباً بسبب إطلاق الشرطة النار (...) قال إنه غاضب من البيض. إنه يريد قتل أشخاص بيض، وخصوصاً من رجال الشرطة».وعثرت الشرطة في منزل مطلق النار على ترسانة حقيقية تحتوي على مواد يمكن استخدامها لصنع قنابل وبنادق وذخائر، ومفكرة شخصية تتضمن تكتيكات حربية.على صعيد متصل قال مايك رولينغز رئيس بلدية دالاس إن ميكا جونسون تصرف بشكل منفرد، مشيراً إلى أن «المدينة آمنة ويمكن الانتقال إلى التعافي مما حدث».كما أعلن البيت الأبيض أن المحققين يستبعدون فرضية الإرهاب في الحادث، وقال إنهم خلصوا إلى عدم وجود أي علاقة للرجل بأي منظمة إرهابية.ووقعت الأحداث في وقت كانت البلاد تشهد تظاهرات عدة إثر مقتل سترلينغ وكاستيل. ونفت حركة «حياة السود مهمة» التي تصدرت الاحتجاجات، أن تكون أججت الاضطرابات. وقالت إنها «تكافح من أجل الكرامة والعدالة والحرية وليس من أجل القتل».
970x90
970x90