عواصم – وكالات: دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما مجدداً الأحد من مدريد الأمريكيين إلى التزام الهدوء وعدم مهاجمة قوات الشرطة، غداة ليلة من التوتر الشديد بين السود والشرطة إثر مجزرة دالاس.
واعتقلت قوات الشرطة الأمريكية أكثر من 200 شخص في مدن عدة شهدت تظاهرات، هاجم خلالها سكان من السود الشرطة، حسب ما أفادت الشرطة ووسائل الإعلام.
وقال أوباما في تصريح صحافي في ختام لقاء مع رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي في مدريد «إن العنف إزاء عناصر الشرطة جريمة لا بد من أن تلقى العقاب. وأن عدم الإقرار بأن غالبية عناصر الشرطة يقومون بعملهم بشكل جيد جداً إنما يفقدنا الكثير من الحلفاء المؤيدين للإصلاحات».
وجرت عمليات التوقيف بعد 48 ساعة على قيام جندي سابق أسود باطلاق النار على عناصر الشرطة في دالاس ما أدى إلى مقتل خمسة منهم وإصابة سبعة آخرين بجروح.
وأراد المتظاهرون ليلة السبت تكريم الأسودين اللذين قتلا على أيدي عناصر الشرطة في لويزيانا ومينيسوتا من دون أن يشكلا أي تهديد، وتم تصوير الحادثتين من قبل هواة. وقد أثار عرض الشريطين موجة غضب عارمة على عناصر الشرطة خصوصاً بين السكان السود.
وفي سانت بول في ولاية مينيسوتا أصيب 21 شرطياً بجروح ليلة الأحد.
وأضاف أوباما في تصريحه «إن لزوم الجدية والاحترام يسهل تعبئة المجتمع الأمريكي للتمكن من إحداث تغيرات فعلية».
كما دعا أوباما المنظمات التي تمثل الشرطة لأن «تتفهم الإحباط» الذي شعر به المقربون من ضحايا عنف الشرطة.
وتابع الرئيس الأمريكي «أريد أن يستمع الجميع إلى بعضهم البعض. وعندما توافق منظمات الشرطة على أن هناك مشكلة بحاجة لحل، فإن الحل عندها يصبح أقرب».
وكان من المقرر أن يبقى أوباما في إسبانيا حتى مساء الاثنين، إلا أنه قرر المغادرة مساء الأحد والعودة الى بلاده بعد احداث دالاس.
إلى ذلك أ غلقت الاحتجاجات طرقاً رئيسية في عدد من المدن الأمريكية وأدت إلى اعتقالات لكنها ظلت سلمية إلى حد كبير على الرغم من أن احتجاجاً في باتون روج شهد اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة.
وأغلقت السلطات مقر شرطة دالاس والمناطق المجاورة السبت ونشرت فرق التدخل السريع في المنطقة بعد أن تلقت إدارة الشرطة تهديداً مجهولاً ضد ضباطها بالمدينة. و طالبت ثلاث دول مواطنيها الموجودين في الولايات المتحدة بتوخي اليقظة والحذر أثناء زيارتهم للمدن التي شهدت احتجاجات عنيفة بعد سلسلة من حوادث إطلاق النار من جانب الشرطة ضد أمريكيين من أصل أفريقي.
وعادة ما تصدر الولايات المتحدة تحذيرات مماثلة لمواطنيها لتجنب السفر أو توخي الحذر في بلدان تشهد أعمال عنف أو حالة من عدم الاستقرار.
إلا أن الولايات المتحدة أصبحت الآن موضع قلق في بلدان بالشرق الأوسط ومنطقة الكاريبي بعد خروج مظاهرات حاشدة في عدد من المدن الأمريكية مطلع هذا الأسبوع.
وكتبت سفارة البحرين لدى الولايات المتحدة في صفحتها على تويتر أمس السبت «يرجى الابتعاد عن مناطق المظاهرات في الولايات المتحدة. للطوارئ يرجى الاتصال.»
كما حذرت البهاما مواطنيها وغالبيتهم من أصل أفريقي الجمعة من زيارة المدن الأمريكية التي وقعت فيها حالات «إطلاق نار على شبان أفارقة من جانب ضباط الشرطة.»
وقالت وزارة خارجية البهاما في إرشاد بشأن السفر «الشبان خصوصاً مطالبون بتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر في المدن التي شهدت أعمال عنف أثناء تعاملهم مع الشرطة. لا تكونوا عدائيين واحرصوا على التعاون.»
كما حثت دولة الإمارات طلابها المبعوثين وغيرهم من مواطنيها الموجودين في الأراضي الأمريكية بتوخي الحذر.
وكتب سفارة الإمارات بالولايات المتحدة في صفحتها على تويتر أمس السبت «تنبيه لرعايا دولة الإمارات في أمريكا: الرجاء الابتعاد عن الاحتجاجات والاتصال بالسفارة إذا احتجت إلى المساعدة.»