القاهرة- القدس-(رويترز) : أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري زيارة نادرة لإسرائيل أمس ليعرض دعم القاهرة لجهود إحياء محادثات السلام مع الفلسطينيين في إشارة إلى العلاقات الوطيدة بين بلدين يشاركان القلق العميق إزاء الاضطرابات بالمنطقة.
وزيارة شكري هي الأولى لوزير خارجية مصري منذ تسعة أعوام. وتوجه شكري إلى القدس لعقد اجتماعين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وفي حضور نتنياهو قال شكري «إن رؤية حل الدولتين ليست ببعيدة المنال» داعياً إلى إجراءات لبناء الثقة بوسعها أن تؤدي إلى تجدد مفاوضات السلام التي انهارت في عام 2014.
وأضاف شكري «لم يعد من الممكن القبول بمنطقية مقولة (الحفاظ على الوضع الراهن) باعتبارها أفضل ما يمكن تحقيقه من آمال وطموحات الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي. فالوضع الراهن - وللأسف - ليس مستقرا أو ثابتا.»
ودعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الجانبين في مايو الماضي لاغتنام الفرصة لتحقيق سلام تاريخي وربط إقامة «سلام أكثر دفئاً» بين مصر وإسرائيل بالتوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال السيسي إن مبادرة السلام العربية التي طرحت عام 2002 ربما تكون طريقا لحل الصراع. وتتضمن المبادرة اعترافا كاملا بإسرائيل إذا ما أنهت احتلالها لكامل الأراضي التي احتلتها عام 1967 ووافقت على «حل عادل» لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين. وقال شكري إن مصر ستقدم «كافة أشكال الدعم» لتحقيق السلام والأمن في الشرق الأوسط.
وقال وزير الخارجية المصري إن «هناك الكثير من الأفكار والمبادرات المطروحة التي يمكن أن تسهم في ترجمته إلى واقع عملي ... إلا أن تنفيذ تلك الرؤية يقتضى اتخاذ خطوات جادة على مسار بناء الثقة وتوفر إرادة حقيقية غير قابلة للتشتت أو فقدان البوصلة تحت أي ظرف من الظروف.»
وعقب دعوة السيسي قال نتنياهو إنه مستعد لمناقشة مبادرة السلام العربية لكنه أشار إلى ضرورة إجراء تعديلات على تلك المبادرة.
وجدد نتنياهو خلال استقبال شكري أمس دعوته للفلسطينيين لاستئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل ورحب بجهود مصر لحل الصراع والتوصل إلى «سلام أوسع في منطقتنا.»
وكانت مصر من أوائل الدول العربية القليلة التي اعترفت بإسرائيل بموجب اتفاق سلام أبرم برعاية الولايات المتحدة عام 1979 لكن مواقف المصريين تجاه جارتهم إسرائيل لا تزال فاترة.
لكن التعاون بين حكومتي البلدين جرى تعزيزه في ظل رئاسة السيسي للدولة المصرية وبالتزامن مع مواجهة مصر للإسلاميين المتشددين في سيناء القريبة من جارتها الشرقية إسرائيل. وتشارك مصر القلق مع إسرائيل تجاه قادة حركة حماس.
وقال شكري «يزيد من هشاشة الأوضاع في الشرق الأوسط وخطورتها ذلك التنامي والانتشار المخيف لظاهرة الإرهاب وما باتت تمثله من خطر وجودي على شعوب المنطقة بل والعالم أجمع.»
وفي تقرير نشر في أول يوليو رحبت اللجنة الرباعية الدولية بمبادرة السلام العربية «ورؤيتها لتسوية شاملة.» وتتشكل اللجنة المعنية بالسلام في الشرق الأوسط من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة.
وتأتي زيارة شكري في الوقت الذي تقود فيه فرنسا مساعي جديدة لدفع جهود السلام في الشرق الأوسط.