بيروت- (أ ف ب) - تقلصت مساحة سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق بنسبة 12 % منذ يناير بعد خسارته مناطق عدة في البلدين، وفق ما أفاد مركز «اي اتش اس» للأبحاث أمس.
وذكر المركز في تحليل نشره أن مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية التي تراجعت مساحتها في العام 2015 إلى «78 ألف كيلومتر مربع بنقصان 12,800 كيلومتر مربع» عن العام السابق «تقلصت بنسبة 12 في % خلال الأشهر الستة الأولى من العام 2016».
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية صيف العام 2014 قيام «الخلافة الإسلامية» على مناطق سيطرته في سوريا وأبرزها الرقة (شمال) وكذلك في العراق المجاور.
وقال المحلل في المركز كولومب ستراك «مع تقلص خلافة تنظيم الدولة الإسلامية، بات من الواضح أن مشروع حكمه هو بصدد الفشل وتفضل المجموعة الآن التمرد من جديد». ومني التنظيم في سوريا بخسائر ميدانية عدة، أبرزها في مدينة تدمر الأثرية في وسط البلاد، بعد طردهم في مارس الماضي . وبات مقاتلو التنظيم محاصرين داخل مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي والتي تقع على طريق امداد رئيسي بين سوريا وتركيا المجاورة. وخسر التنظيم العام الماضي سيطرته على مدينة تل ابيض ذات الغالبية الكردية في محافظة الرقة، معقله الأبرز في سوريا. ويخوض التنظيم في سوريا معارك على جبهات عدة ضد قوات الأسد المدعومة روسياً وتحالف قوات سوريا الديموقراطية المدعوم أمريكياً بالإضافة إلى الفصائل المعارضة.
في العراق، تمكنت القوات العراقية نهاية الشهر الماضي من استعادة السيطرة على مدينة الفلوجة الواقعة على بعد 50 كليومتراً غرب بغداد، في أحد أكبر الانتصارات التي تحققها السلطات ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وخسر التنظيم العام الماضي سيطرته على منطقة سنجار في شمال العراق وعلى مدينة الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار.
ولم يذكر المركز في تقريره إجمالي المساحة التي يسيطر عليها التنظيم في كل من سوريا والعراق.
وكان البنتاغون أعلن في 16 مايو خسارة التنظيم نحو «45 في المئة» من الأراضي تحت سيطرته في العراق مقابل «ما بين 16 و20 في المئة» من الأراضي تحت سيطرته في سوريا.
وإزاء هذا التراجع، قال ستراك «نتوقع للأسف زيادة في عدد الهجمات (...) عبر العراق وسوريا وأماكن أخرى، بما في ذلك أوروبا».
وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية اعتداءات دموية في دول عدة أبرزها في فرنسا في 13 نوفمبر الماضي أسفرت عن مقتل 130 شخصاً. كما تبنى اعتداءات بروكسل التي وقعت في 22 مارس وأودت بحياة 32 شخصاً.
وتبنى التنظيم الشهر الماضي اعتداء اورلاندو في ولاية فلوريدا الأمريكية والذي أسفر عن سقوط 49 قتيلاً.
وبحسب مركز جاين، انخفضت عائدات التنظيم الشهرية من ثمانين مليون دولار أمريكي في مارس 2015 إلى 56 مليوناً في مارس 2016.
وقال المحلل في المركز لودوفيكو كارلينو «واصل هذا الرقم الانخفاض بنسبة 35 في المئة على الأقل».
واعتبر أن من شأن «الخسائر العسكرية الميدانية أن تؤثر على التماسك الداخلي لهذه المجموعة، كما تبين الزيادة الكبرى في عدد المنشقين منذ يناير 2016».
وكان تنظيم الدولة الإسلامية نشر الأسبوع الماضي شريط فيديو دعائياً يشرح فيه هيكليته التنظيمية والمجالس والهيئات التي يتولى عبرها إدارة شؤون 35 ولاية تابعة له، 19 منها في سوريا والعراق، على قوله.