حسين عبدالعال
أكد خبراء في علم النفس والاجتماع أن للشهرة والأضواء بريقاً خاصاً يصعب على الإنسان تجاهله وقد ينحني بأي لحظة لهذه الأضواء من أجل أن يكون شخصاً معروفاً ومرموقاً في المجتمع مهما كانت نوعية الرسالة التي يقدمها، لافتين إلى أنه من الناحية النفسية قد يصنف في مجال علم النفس بأنه اضطراب ثنائي القطب وهو خليط من الهوس والاكتئاب.
وقالوا إن تلك المشكلة تعد كالمرض أو الهوس لدى بعض من الأشخاص الذين يركضون ويلهثون وراء هذا الطريق.
وأشاروا إلى أن أسباب المشكلة نفسية وقد تكون شخصية تتعلق بافتقار الشخص نفسه للعلاقات الاجتماعية تدفعه لخوض الطريق الذي هو ليس أهلاً له من الأساس.
الشهرة مرض
من جانبه، قال أستاذ في علم النفس بجامعة البحرين أ.سامي المحجوب إنه بالنسبة لموضوع الشهرة والأسباب التي تؤدي إلى أن الشباب يركضون وراءها هناك أسباب نفسية واجتماعية، فطبيعة الإنسان محب لسماع الناس تتحدث عنه بالحديث الحسن ويحب أن ينال الاهتمام وعن طريق الشهرة سيحصل على هذه الرغبات بسهولة وسيسعى إلى أن يتفوق في مجال هو يختص فيه أو موهبة يتميز بها، وذلك يندرج تحت الحد الطبيعي لرغبة الإنسان في نيل الشهرة، ولكن إذا زاد الشيء عن حده هنا ندخل في مضاعفات خطيرة من الناحية النفسية والاجتماعية، فمن الناحية النفسية قد يصنف في مجال علم النفس بأنه اضطراب ثنائي القطب وهو خليط من الهوس والاكتئاب والهوس هو من خلال رغبة الإنسان الدائمة في الحصول على كل شيء جديد واقتنائه، ودائماً ما تكون لديه أفكار طائرة لا يقدر أن يسيطر عليها ودائماً ما يكون مشغول بالآخرين وينظر إليهم حتى يصل لمرحلة خلق غيرة بداخله ويخلق حسد دفين بداخله يؤدي مضاعفات نفسية وأيضاً يسبب مشكلة اجتماعية عن طريق خلل يحدث في العلاقات الاجتماعية بين الشخص الذي يحب الظهور والآخرين فدائماً ما يحب الحديث عن إنجازاته وتهويلها وهذا يسبب نفوراً للأشخاص من حوله بسبب أنه بدأ يشكل مصدر إزعاج لهم.
السعادة والشهرة
وفي السياق نفسه، قال الممثل البحريني البسام علي إنه في هذه الأيام ومع تطور التكنولوجيا أصبح الإنسان يريد الوصول بأسرع وقت إلى الشهرة وطبيعة الإنسان عجول ولا يحب الصبر وخصوصاً الآن نعيش في زمن سريع من ناحية الانتشار للأسف أصبح بعض الشباب والشابات يعتقدون بأن الشهرة هي كل شي في هذه الدنيا ولا يدركون بأن الشهرة قد تكون مصيبة والشهرة لن تجعلك تعيش في راحة تامة في حياتك فكل شيء سيكون محسوباً عليك في حياتك فكلما التفت برأسك يميناً أو يساراً ستلاحظ بأن كل شيء مكتوب ومحسوب عليك من المجتمع الذي تعيش فيه فلا تتوقع بأن الشهرة ستجعلك محبوباً بين الناس قد تكون مكروهاً بسبب ما تقدمه للجمهور، واليوم الشخص المشهور لا يقدر على الخروج في الشارع بسهولة ولا يتمكن من الذهاب إلى أي مكان ولا يمكنه شراء أي نوع من الملابس فمن الضروري أن يقوم بشراء ملابس تتناسق مع حياته أمام جماهيره وإلا سيقوم الجمهور بانتقاده فاليوم الشهرة ليست بأن الناس تعرفك بل هي أن تكون قدوة لجمهورك ويجب أن تكون صادقاً مع الناس وأميناً معهم بسبب أن الأنظار كلها عليك.
ومن جهته، قال الناشط عبر وسائل التواصل الاجتماعي عمر فاروق إنه من الأسباب الكثيرة التي تجعل الناس تركض وراء الشهرة في زمننا الحالي أن البعض يرى السعادة في الشهرة أو يرون تقدير الناس لهم يأتي عن طريق الشهرة وحتى إنهم يرون النجاح والراحة النفسية فيها، وبصراحة أنا لا ألقي اللوم عليهم لأن التقدير شيء ضروري ومثل ما يعرف الكثيرين أن في هرم ماسلو التقدير يأتي على رأس الهرم ولكن تعاطينا مع موضوع الشهرة هو السيء لأنني لا أرى بأن المشكلة في الشهرة ومن أكثر الأسباب أن الناس أصبحوا يرون بأن الشهرة هي الحل للكثير من مشاكلهم ولهذا السبب سعوا بأن ينالوا الشهرة بكل الطرق ومن الممكن أن يتقاضوا عن أخلاقهم ومبادئهم وحتى يقومون بخلق شخصية جديدة لهم من أجل الوصول لمبتغاهم، ولا يعيشون حياتهم مثل ما كانوا يريدون سابقاً بل يعيشون حياتهم مثل ما الجمهور يرغب.
قصور شخصية
وعلى الصعيد ذاته، قالت الناشطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي منيرة علي إن الذي يسعى إلى الشهرة يفتقر إلى الكاريزما التي تجعل منه شخصاً مشهوراً ولا تكون لديه المهارات الكافية للوصول فيضطر إلى أن يكون مهرجاً أو شخصاً يدعي المثالية من أجل أن يكون مشهوراً وهناك أشخاص لم يفكروا أبداً بالشهرة ولكن الشهرة أتتهم دون حسبان لأنهم أصحاب رسالة هادفة ولديهم المقدرة على العطاء والإفادة.
ومن جهة أخرى، قال علي خالد إنه قد يكون السبب هو الغيرة لأنه عندما يرى شخصاً مشهوراً ويرى عدد المتابعين لديه فتصبح لديه الرغبة بالوصول إلى ما وصل إليه الشخص المشهور مهما كانت الطريقة ومهما كانت شناعتها المهم بأنه يقوم بكسب جمهور يتابعه من أجل أن يصبح مشهوراً.