كشفت دراسة علمية في جامعة البحرين أن من أهم العوامل التي تسهم في حدوث الصداع التوتري هي: الضغوط النفسية، والإرهاق، والحرمان من النوم، والأرق، وأن المتزوجين أكثر عرضةً للإصابة به.
وأجرت الدراسة الطالبة في برنامج ماجستير علم النفس الإرشادي بالجامعة فاطمة غريب استكمالاً لمتطلبات نيل درجة الماجستير. وبحثت غريب عينة من مرضى الصداع المزمن في مستشفى البحرين التخصصي في البحرين، محاولة الإجابة عن تساؤلات عدة تتعلق بالشخصية المعرضة للإصابة بالصداع المزمن وملامحها، والاضطرابات الجسمية والنفسية والاجتماعية المصاحبة لنوبات الصداع التوتري، والعلاقة الارتباطية بين القلق والصداع.
ووسمت الأطروحة بعنوان: الصداع التوتري وعلاقته بالقلق لدى مرضى الصداع المزمن بالبحرين في ضوء بعض المتغيرات الديموغرافية. وعرفت الدراسة الصداع التوتري بأنه صداع يأتي على صورة آلام ضاغطة في الرأس بأكمله أو آلام ممتدة من مؤخرة الرقبة إلى الجبين. في حين عرفت القلق بأنه حالة توتر شامل تتميز بالضيق، وفقدان الأمن، وتوقع خطير غير محدد يقف المرء أمامه عاجزاً عن التكيف والتفاعل الاجتماعي، وتصاحب ذلك أعراض جسمية ونفسية. واشتملت الدراسة - التي اتخذت الأسلوب الوصفي بشقيه (الارتباطي، والفارقي) منهجاً - على عينة من 40 من مرضى الصداع المزمن بمملكة البحرين، تم اختيارهم بطريقة كرة الثلج في مستشفى البحرين التخصصي، حيث بلغ عدد أفراد العينة 40 بواقع 6 من الذكور، و34 من الإناث. ووجدت الباحثة أن مرضى الصداع التوتري يشعرون بالآلام من مؤخرة الرقبة إلى الجبهة ويشعرون بشيء ضاغط على رؤوسهم مثل القبعة الثقيلة، وعادة ما يعطلهم ألم الرأس عن مواصلة العمل والدراسة ويفقدون شهيتهم للطعام.
ونبهت نتائج الدراسة إلى أن تركيز المريض بالصداع التوتري يكون منصباً على مشاعر الألم فيؤثر في مختلف أنشطته اليومية، كما أن حالته النفسية تكون غير مستقرة ومزاجه متقلباً من الراحة إلى الضيق أو الغضب أوالملل، مشيرة إلى أن مرضى الصداع التوتري يفضلون الابتعاد عن الناس عند الشعور بالصداع، وذلك نتيجة سلبية لإصابتهم به.
وقالت فاطمة غريب «عادة ما يكون مريض الصداع عرضة لمزيد من القلق، وحالته النفسية غير مستقرة، وتظهر لديه الحدة والعصبية. كما أن عوامل: الإجهاد، والتعب، والضوضاء من العوامل الأكثر تأثيراً في انتشار الصداع».
ونبهت الباحثة غريب إلى أن «نتائج الدراسة أظهرت أن الصداع يؤثر في علاقة الشخص المصاب به بمن حوله لأنه عادة ما يكون قليل الصبر، ويشعر بضيق الوقت، ويكون مندفعاً في تصرفاته».
وأظهرت الدراسة أن المتزوجين هم أكثر عرضة للإصابة بصداع التوتر من غير المتزوجين، ويعزى ذلك إلى أن المتزوج يتعرض للعديد من العوامل التي تؤثر سلباً فيه مما يرفع احتمالية الإصابة بالصداع خاصة تلك المتعلقة بأعباء الأسرة، والأبناء، والقيام بمتطلباتهم، ومشاكل الأسرة من أهم العوامل التي تُعجل نوبات الصداع التوتري. وأوصت الباحثة بضرورة التركيز على التخفيف من تأثير حدة العوامل النفسية على مرضى الصداع التوتري من خلال عقد الجلسات العلاجية، وتوعية المحيطين بمرضى الصداع بمظاهره وأعراضه وآثاره النفسية على المرضى والطرق السليمة للتعامل معهم، وعمل البرامج الإرشادية التي تهدف إلى التخفيف من حدة القلق لدى مرضى الصداع التوتري لما تبين من وجود علاقة قوية بين القلق والصداع التوتري.
وكانت لجنة الامتحان ناقشت أطروحة الباحثة فاطمة غريب، وتكونت اللجنة من: عضو هيئة التدريس في قسم علم النفس في كلية الآداب الدكتور أحمد سعد جلال مشرفاً، والأستاذ في كلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي الدكتورة مريم الشيراوي ممتحناً خارجياً، وعضو هيئة التدريس في قسم علم النفس بجامعة البحرين الدكتور محمد المطوع ممتحناً داخلياً.