نيس- (وكالات): أعلن القاضي المكلف التحقيق في اعتداء نيس أن الاعتداء الذي نفذه مساء الخميس شخص من أصل تونسي بواسطة شاحنة خلال احتفالات العيد الوطني الفرنسي أسفر عن مقتل 84 «بينهم عشرة أطفال وفتيان».
وأوضح القاضي فرنسوا مولان، مدعي باريس الذي يشرف على النيابة الفرنسية لمكافحة الإرهاب، أن 202 شخص أصيبوا أيضاً في الاعتداء بينهم 52 في حالة حرجة بين الموت والحياة.
واخترق مسلح يقود شاحنة ثقيلة حشداً كان يحتفل بالعيد الوطني الفرنسي المعروف بيوم الباستيل أمس الأول مما أدى إلى مقتل 84 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات فيما وصفه الرئيس فرانسوا أولوند بأنه عمل إرهابي.
وقال كريستيان استروسي رئيس الحكومة المحلية لوسائل الإعلام إنه تم العثور على أسلحة وقنابل بالشاحنة بعد مقتل السائق.
وقال مصدر إن المهاجم الذي قالت الشرطة إنه فرنسي من أصل تونسي يبلغ من العمر 31 عاماً فتح النار أيضاً قبل أن تقتله الشرطة بالرصاص. وكان الرجل معروفاً لدى الشرطة بسبب جرائم شائعة في المجتمع لكنه لم يكن معروفاً لدى أجهزة المخابرات. وقال وزير الداخلية برنار كازنوف إن 18 من الجرحى في حالة خطيرة بعد أن قاد المهاجم الشاحنة وحمولتها 25 طناً بشارع برومناد ديزانجليه المطل على البحر في نيس مع انتهاء عرض بالألعاب النارية للاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي.
وقال أولوند في خطاب قبل الفجر إنه سيستدعي أفراد الاحتياطي في الجيش والشرطة لتسلم الأعباء من القوات التي أنهكتها حالة الطوارئ التي بدأت بعد أن قتل التنظيم المتشدد 130 شخصاً في العاصمة الفرنسية في نوفمبر.
و كان أولوند قد أعلن أن حالة الطوارئ سترفع بنهاية يوليو إلا أنه قال بعد هجوم الليلة الماضية الذي قتل فيه عدد من الأطفال إن حالة الطوارئ ستمدد ثلاثة أشهر أخرى. وقال «الحزن يعم فرنسا بسبب هذه المأساة الجديدة».
وذكر مسؤولون أن المئات أصيبوا عندما قاد المهاجم سيارته على طريق الكرنيش وصدمهم في طريقه. وقال مسؤول حكومي محلي إنه تم العثور على أسلحة وقنابل داخل الشاحنة التي لم تكن تحمل لوحة معدنية.
وظلت الشاحنة -التي قال مسؤولون محليون إنها مؤجرة- في المكان الذي توقفت فيه وقد اخترق الرصاص زجاجها الأمامي.
ووصف أولوند المأساة التي حدثت في اليوم الذي تحتفل فيه فرنسا بذكرى اقتحام الثوار لسجن الباستيل عام 1789 في باريس بأنه هجوم على الحرية من متطرفين يستهينون بحقوق الإنسان.
لكنه أضاف أن فرنسا ستواصل عملياتها الجوية ضد الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن. وأدانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ما وصفته بأنه جريمة جماعية، وقالت على هامش قمة في منغوليا «ألمانيا تقف بجانب فرنسا في المعركة ضد الإرهاب وتتكاتف مع دول أخرى كثيرة جداً جداً. أنا على قناعة بأننا سنفوز في تلك المعركة على الرغم من كل الصعوبات».
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بيان «نيابة عن الشعب الأمريكي أدين بأشد العبارات ما يبدو أنه هجوم إرهابي مروع في مدينة نيس الفرنسية والذي أسفر عن مقتل وإصابة عشرات من المدنيين الأبرياء».
وقال مجلس الأمن الدولي إنه «يدين بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الهمجي الجبان».
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي احتفل أنصار لتنظيم الدولة الإسلامية بعدد القتلى الكبير.