أنقرة - ( وكالات): تضاربت أنباء كثيرة عن نجاح انقلاب في تركيا قاده قادة في الجيش الذي أعلن عبر القناة التلفزيونية الرسمية أنه تولى السلطة في البلاد، فيما قال نائب رئيس الوزراء التركي إن الحكومة مازالت تتولى المسؤولية.
وقال الجيش في بيان أذاعته قناة «ان تي في» التلفزيونية الرسمية أنه «تم الاستيلاء على السلطة في البلاد بالكامل»، في حين كان الموقع الإلكتروني للجيش خارج الخدمة. وقالت القوات المسلحة التركية إنها تولت السلطة في البلاد لحماية النظام الديمقراطي والحفاظ على حقوق الإنسان.
وأعلن الجيش التركي حظر التجول في أنحاء البلاد وإغلاق المطارات.
كما أعلن المتحدث باسم الجيش فرض الأحكام العرفية لحين إعداد دستور جديد في أسرع وقت.
وأكد أن الدولة يديرها الآن «مجلس سلام» سيضمن سلامة السكان، كما شدد على أن جميع العلاقات الخارجية لتركيا ستستمر وأن الأولوية ستبقى لسيادة القانون وتوقف بث قناة (تي.آر.تي) الرسمية التركية بعد أن تلا مذيع بياناً من الجيش يعلن فيه الاستيلاء على السلطة في انقلاب.
كما ذكرت جماعتان تراقبان الإنترنت أنه تم حجب الدخول على فيسبوك وتويتر ويوتيوب في تركيا بعد وقت قصير من ورود أنباء عن وقوع انقلاب.
وقالت جماعة «تيركي بلوك» التي تراقب حالات إغلاق الإنترنت في البلاد وجماعة «داين» التي ترقب أداء الإنترنت وحركة الدخول عليه على مستوى العالم إن من الصعب أو المستحيل الدخول على خدمات وسائل التواصل الاجتماعي في تركيا.
أردوغان يدعو الشعب للخروج
وحث الرئيس التركي طيب إردوغان الذي يحكم تركيا منذ 2003 الشعب على الخروج إلى الشوارع للاحتجاج على ما وصفه بمحاولة انقلاب من فصيل صغير داخل الجيش وتعهد بأن ذلك سيواجه «بالرد الضروري».
وقال أرودغان لمحطة (سي.إن.إن تورك) عبر الهاتف على الشعب التركي الاحتشاد في الميادين العامة وإظهار رده على المحاولة الانقلابية في تصريحات تم بثها على الهواء مباشرة في التلفزيون.
وأضاف أردوغان أنه يعتقد أن المحاولة الانقلابية ستنتهي خلال «فترة وجيزة» وقال إن المسؤولين عنها سيدفعون ثمناً باهظاً في المحاكم.
وقال إن هذا العمل شجع عليه «الهيكل الموازي» وهو الوصف الذي يطلقه على أتباع فتح الله كولن وهو رجل دين مقيم في الولايات المتحدة اتهمه إردوغان مرارا بمحاولة تأجيج انتفاضة بين مؤيديه في القضاء والجيش.
فيما وصف رئيس الوزراء بن علي يلدريم محاولة الانقلاب بأنها عمل غير شرعي. ودعا على تويتر قوات الأمن للرد بالمثل بعد محاولة الانقلاب ولم تتضح لحين الطباعة التفاصيل. وقال يلدريم اليوم إن مجموعة من داخل الجيش التركي حاولت الإطاحة بالحكومة وتم استدعاء قوات الأمن «للقيام بما يلزم».
وقال لمحطة (إن.تي.في) التلفزيونية الخاصة «بعض الأشخاص نفذوا أفعالاً غير قانونية خارج إطار تسلسل القيادة.. الحكومة المنتخبة من الشعب لا تزال في موقع السلطة. وهذه الحكومة لن ترحل إلا حين يقول الشعب ذلك».
رئيس الأركان
وأفادت وكالة أنباء الأناضول التركية الحكومية أمس أن رئيس الأركان الجنرال خلوصي آكار محتجز «رهينة» لدى عسكريين انقلابيين.
وقالت الوكالة نقلاً عن «مصادر موثوق بها» إن «الجنرال خلوصي آكار رئيس أركان القوات المسلحة محتجز رهينة لدى مجموعة من العسكريين يحاولون القيام بانقلاب».
وقال وزير الخارجية التركي عبر تويتر: «نحن أصحاب السلطة الديمقراطية ولا يستطيع أحد إزاحتنا» فيما قال وزير العدل التركي :» إن أعضاء الحركة الموالية لرجل الدين جولن الذي يتخذ من أمريكا مقراً له في الجيش حاولوا قلب نظام الحكم».
وقال مسؤول تركي بارز لم يذكر اسمه إن محاولة الانقلاب التي بدأت أمس لا تحظى بدعم كبير داخل الجيش التركي.
ولم يقدم المسؤول أي تفاصيل إضافية لكنه كرر نفس تعليقات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن محاولة الانقلاب يقوم بها فصيل صغير داخل الجيش وأنها ستنتهي قريباً. وقال رئيس فرع حزب العدالة والتنمية الحاكم في إسطنبول إن جنوداً دخلوا مبنى الحزب وطلبوا منهم المغادرة.
وأكد شهود من رويترز سماع دوي إطلاق نار في مطار اسطنبول وإطلاق هليكوبتر عسكرية النار على مقر وكالة المخابرات الوطنية في العاصمة أنقرة فيما أكدوا أن دبابات فتحت النار في محيط مبنى البرلمان التركي كما حلقت مقاتلات على علو منخفض فوق أنقرة بحسب مراسلي وكالة فرانس برس طائرات هليكوبتر عسكرية تركية تفتح النار على مقر وكالة المخابرات الوطنية في أنقرة.
ردود الفعل الدولية
وفي ردود الفعل الدولية على ما يدور في تركيا قال زير الخارجية الروسي لافروف» ينبغي تجنب سفك الدماء في تركيا و تسوية أي قضايا في إطار دستوري».
فيما قالت مصادر حكومية أمريكية إن الولايات المتحدة تعتقد أن محاولة انقلاب عسكري جارية في تركيا لكن من غير الواضح في الوقت الحالي من سينتصر.
وأضافت المصادر أنه سمع دوي إطلاق أعيرة نارية بالقرب من مقر قيادة هيئة الأركان العامة التركية في أنقرة التي تتمركز فيها القوات الدفاعي.
ودعت وزارة الخارجية الأمريكية مواطنيها في تركيا إلى البقاء في أماكنهم وعدم الخروج للشارع بعد أنباء عن محاولة انقلاب عسكري هناك.
وقالت الحكومة البريطانية إنها “قلقة بشأن الأحداث» الجارية في تركيا، حيث أعلن الجيش سيطرته على السلطة
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية «نشعر بقلق إزاء الأحداث التي تتكشف في أنقرة وإسطنبول.”
وأضافت قائلة «سفارتنا تراقب الموقف عن كثب وبالنظر إلى الغموض ننصح المواطنين البريطانيين بتجنب الأماكن العامة والتحلي بالحذر ومراقبة موقع وزارة الخارجية بشأن نصائح السفر”.
ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إلى «التهدئة واحترام المؤسسات الديمقراطية» في تركيا حيث تجري محاولة انقلاب ضد الرئيس رجب طيب أردوغان.
وقالت موغيريني في تغريدة عبر تويتر من مونغوليا حيث تشارك في قمة أوروبا-آسيا «أنا على تواصل مستمر مع بعثة الاتحاد الأوروبي في أنقرة وبروكسل من مونغوليا. أدعو إلى التهدئة واحترام المؤسسات الديمقراطية في تركيا». وقال مصادر في الاتحاد الأوروبي: محاولة الانقلاب العسكري الجارية في تركيا تبدو كبيرة «وليست من بضعة عقداء.
وقال زير الخارجية السعودي في واشنطن لا يمكن التكهن بشأن الأحداث الجارية في تركيا
وتمتلك تركيا ثاني أكبر قوة عسكرية في حلف شمال الأطلسي وهي أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة في المعركة ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية.
وتركيا داعم أساسي للمعارضة السورية التي تسعى للإطاحة بحكم بشار الأسد وتستضيف مليوني لاجئ سوري. وتخوض تركيا حرباً ضد انفصاليين أكراد وتعرضت لسلسلة هجمات بالقنابل وإطلاق النار من بينها هجوم قبل أسبوعين شنه متشددون إسلاميون على أكبر المطار الرئيسي في إسطنبول أودى بحياة أكثر من 40 شخصاً. وشغل أردوغان منصب رئيس الوزراء منذ 2003 ثم انتخب رئيساً للبلاد في 2014 مع خطط لتغيير الدستور.