حذيفة إبراهيم



أكد الكاتب والصحفي البريطاني من أصل أحوازي أمجد طه أن الحراك البحريني في 14 فبراير لم يكن وطنياً بتاتاً، لافتاً إلى أن كتاب «خدعة الربيع العربي» وثق جرائم إيران في المنطقة والبحرين.
وأشار في حوار لـ «الوطن» عندما كنا في بريطانيا، أوهمونا بأن المسؤولين بالبحرين يجلسون في أبراج عاجية وعندما زرنا المملكة وجدنا العكس، حيث إن مجالس المسؤولين ومكاتبهم مفتوحة أمام الكل، سواء بحرينيين أم لا، وهم يطرحون مشاكلهم بشكل مباشر وبكل أريحية، ولاحقاً، اكتشفنا خدعة الربيع العربي، ولذا كتبت هذا الكتاب والذي تحدث عن جميع البلدان ولكن البحرين بشكل أخص.
وأوضح أن الكتاب أخذ البحرين مثالاً توضيحياً لما حصل في الربيع العربي عامة، لأننا جئنا إلى المملكة وبحثنا بشكل كامل حول حقيقة الأحداث، ودخلت حينها المناطق المتوترة آنذاك وسكنت وعشت مع تلك الجماعات، كما ذكرت في الكتاب هنا كيف وجدنا بساتين ومخازن للأسلحة المهربة، وكيف كان من يدعون التغيير، يستهدفون رجال الأمن وينتظرونهم للرد، ويصورون حينها بكاميراتهم، وهو ما وثقته بالكتاب.
ولفت إلى «أكد مدعو التغيير حينها لي، بأنهم يتعمدون استفزاز الشرطة لترد عليهم، ومن ثم يرسلون الصور إلى زينب ومريم الخواجة، ونبيل رجب، والذين بدورهم يرسلونها للمنظمات الحقوقية بحجة أن الأمن البحريني يستهدف الشباب، ومن خلالها يشوهون صورة البحرين».
وذكر أن الكتاب وثق أيضاً التدخل الإيراني الواضح في الشؤون البحرينية عبر صحافتها وإعلامها وتمويلها وتصريحاتها العسكرية ضد البحرين ودعم الحراك المتطرف الذي لا يدعو إلى التغيير إلا إلى الأسوأ، وهو ما لا يريده أي مجتمع، فضلاً عن أن البحرين تبحث عن التغيير إلى الأفضل.
وقال إن الكتاب وثق كذلك بالتصوير داخل القرى الأحداث، وكيف كان لقائي مع مساعد الأمين العام لجمعية الوفاق المنحلة خليل المرزوق، والذي انسحب في نصف اللقاء، بعد سؤالي له عن دعمه لحركة 14 فبراير الإرهابية، فأجاب حينها «نحن لا ندعم هذه الحركة»، لأرد عليه بأنه في المؤتمر العام للوفاق ذكر المرزوق بأن حركة 14 فبراير والوفاق هما عينان في رأس واحد، حينها أمسك حقيبته وقال: لدي اجتماع آخر.
وأضاف «وثقت بالفيديو كيف أن مجموعات حزب الله موجودون في البحرين، وحتى بعد القبض عليهم، فقد أصبحوا أحد قادة التوتر في المملكة».
وشدد على أن «نتائج ما يسمى بالربيع العربي أوضحت أن المخطط ضد الأمة كان ينتظر لحظة انفجار الجماهير والغضب الشعبي، لتستغله إيران بمساعدة جماعة الأخوان المسلمين والمنظمات والجمعيات الشيعية، لضرب الأمن والسياحة والاقتصاد في الدول العريبة الكبرى، ومن بينها مصر وسوريا والعراق ومناطق استراتيجية مثل البحرين، وهي التي تعتبر جسر الوصول إلى المملكة العربية السعودية، وعندما ضربت البحرين كانت تقصد العمق في المملكة العربية السعودية».
وفيما يلي تفاصيل الحوار
من أين انطلقت فكرة كتاب «خدعة الربيع العربي»؟
- بدأ كوني أنا والكثير من العرب المتواجدين في أوربا، كنا ضمن مجموعة تسعى للتغيير إلى الأفضل والأحسن، إضافة إلى التغيير المستمر وليس المتوقف، على شاكلة النموذج البحريني الذي قام به الملك مع مشروعه الإصلاحي قبل الأزمة، والذي استمر بعدها، لتستمر عجلة التطور دون توقف.
كما نحب أن يكون التغيير كالنموذج الإماراتي الذي انطلق منذ عهد المؤسس زايد رحمه الله إلى يومنا هذا، لدرجة أن الإمارات اخترعت وزارات ومناصب لا توجد في أي دولة أخرى، وانطلقت من الصحراء، وكنت في بريطانيا عندما انطلقت ثورات الربيع العربي المزعوم، في تونس وسوريا ومصر واليمن والتي سعت لتغيير الأنظمة الدكتاتورية، وساندنا التغيير السلمي في هذه البلدان، وكنا ضد عسكرة الموقف أو اللجوء إلى العنف في المنطقة، وحينها، كنت أعمل في هيئة الإذاعة البريطانية BBC، ومؤسسات أخرى إعلامية في المملكة المتحدة، وكنا نتابع بكثافة ما يحصل في الوطن العربي من تغيير، وخلال متابعاتنا للربيع العربي، ظهر اسم البحرين فجأة، وبدأ الإعلام الإنجليزي والأمريكي والأوربي، يظهر وكأن هناك حراكاً سلمياً لديه مطالب سياسي وإنسانية في البحرين.
وكنت أتابع الأحداث من خلال الصور والفيديوهات بشكل مكثف، وقررت أن أعرض قضايا الربيع العربي في البرنامج الذي أقدمه بمدينة برمنغهام البريطانية، وفتحنا الخط المباشر أمام الجميع ليتحدثوا عن برامجهم، وطلبنا من البحرينيين أيضاً المشاركة والاتصال لتوضيح حقيقة ما يحصل، وشارك الكثير من الناس خصوصاً من البحرين، إلا أنهم كانوا يعطونا صوتاً واحداً فقط، وادعاءات بوجود «أباتشي» وطائرات تقصف المدنيين، وهو ما بدا لنا في هيئة التحرير غير واقعي نظراً لصغر مساحة البحرين، ولكون الصور التي كانوا يرسلونها مفبركة، ومن هنا، قررنا أن ننطلق في جولة لبلدان التي عاشت ما يسمى بالربيع العربي، حيث ذهبنا إلى الحدود السورية التركية لنشاهد الأمور في سوريا بأم أعيننا، كما تواجدنا في مصر خلال جولة الإعادة بالانتخابات المصرية بين مرسي وشفيق، إضافة إلى ليبيا وتونس، ووجدنا أن هناك مطالبات واضحة من المجتمعات العربية للإصلاح والتغيير في بعض النواحي والجوانب السياسية في تلك البلدان.
وفي سوريا واليمن، وصل الغضب الشعبي إلى مرحلة اللاعودة، فاستغل الراديكاليون الإسلاميون والمتطرفون هذا الغضب الشعبي ليركبوا الموجة، ويسيروا بها نحو ما يريدونه من أحلام، ولاحقاً، اكتشفنا خدعة الربيع العربي، ولذا كتبت هذا الكتاب والذي تحدث عن جميع البلدان ولكن البحرين بشكل أخص.
عندما كنا في بريطانيا، أوهمونا بأن المسؤولين يجلسون في أبراج عاجية، وعندما زرنا البحرين، وجدنا العكس، حيث إن مجالس العائلة الحاكمة والجميع مفتوحة أمام الكل، سواء بحرينيين أم لا، وهم يطرحون مشاكلهم بشكل مباشر وبكل أريحية، أرادوا في البحرين تغيير قيادات متواضعة وحكيمة، ووجدت في لقائي معهم أنهم يحاورون الشعب دائماً ويسعون لتحقيق مطالب الجماهير.
لماذا تحدث الكتاب عن البحرين خصوصاً؟
- الكتاب أخذ البحرين مثالاً توضيحياً لما حصل في الربيع العربي عامة، لأننا جئنا إلى المملكة وبحثنا بشكل كامل حول حقيقة الأحداث، ودخلت حينها المناطق المتوترة آنذاك وسكنت وعشت مع تلك الجماعات، كما ذكرت في الكتاب هنا كيف وجدنا بساتين ومخازن للأسلحة المهربة، وكيف كان من يدعون التغيير، يستهدفون رجال الأمن وينتظرونهم للرد، ويصورون حينها بكاميراتهم، وهو ما وثقته بالكتاب.
وأكد مدعو التغيير حينها لي، بأنهم يتعمدون استفزاز الشرطة لترد عليهم، ومن ثم يرسلون الصور إلى زينب ومريم الخواجة، ونبيل رجب، والذين بدورهم يرسلونها للمنظمات الحقوقية بحجة أن الأمن البحريني يستهدف الشباب، ومن خلالها يشوهون صورة البحرين.
البحرين كانت الصورة الأوضح لمثال أن الربيع العربي ليس سوى «خدعة» فإذا ما نظرنا إلى الصورة من الخارج، نجد مطالبات بالحرية والديموقراطية، ولكن عند تقربنا أكثر من تلك الصورة نجد أن هناك جهات متطرفة تقود عدد كبير ممن لديهم جهل سياسي وفكري وثقافي، ويتم استغلالهم سياسياً من قبل هؤلاء السياسيين المتطرفين، لتكوين جمهورية إسلامية على غرار جمهورية إيران الإسلامية، ومن المضحك أنني عندما سألتهم «هل تريدون جمهورية على غرار جمهورية فرنسا، المعروفة بديموقراطيتها؟» كان الجواب لا، وقالوا نريد جمهورية إسلامية على غرار ما يحصل في إيران.
كما وثق الكتاب التدخل الإيراني الواضح في الشؤون البحرينية عبر صحافتها وإعلامها وتمويلها وتصريحاتها العسكرية ضد البحرين ودعم الحراك المتطرف الذي لا يدعو إلى التغيير إلا إلى الأسوأ، وهو ما لا يريده أي مجتمع، فضلاً عن أن البحرين تبحث عن التغيير إلى الأفضل.
يوثق هذا الكتاب أيضاً، كيف وثقنا بالتصوير داخل القرى الأحداث، وكيف كان لقائي مع مساعد الأمين العام لجمعية الوفاق المنحلة خليل المرزوق، والذي انسحب في نصف اللقاء، بعد سؤالي له عن دعمه لحركة 14 فبراير الإرهابية، فأجاب حينها «نحن لا ندعم هذه الحركة»، لأرد عليه بأنه في المؤتمر العام للوفاق ذكر المرزوق بأن حركة 14 فبراير والوفاق هما عينان في رأس واحد، حينها أمسك حقيبته وقال: لدي اجتماع آخر.
كما وثقت بالفيديو كيف أن مجموعات حزب الله موجودون في البحرين، وحتى بعد القبض عليهم، فقد أصبحوا أحد قادة التوتر في المملكة.
وشاهدت في البحرين أيضاً، ووثقتها في الكتاب، كيف أن القيادات المعارضة البحرينية تتواصل مع مقتدى الصدر في العراق، سواء الموجودين في البحرين أو حتى في لندن والدنمارك، ومنهم قاسم هاشمي والمسجون في بريطانيا عبد الرؤوف الشايب، والذين كانوا على تواصل دائم مع مقتدى الصدر زعيم ميليشيا جيش المهدي، والتي تضع بريطانيا ميليشياته على قائمة الجماعات الإرهابية.
الحراك البحريني لم يكن وطنياً بتاتاً، فمثلاً مريم الخواجة تتواجد بصورة مكثفة في المؤتمرات الدولية من خلال دعم السفارة الإيرانية، التي تمول حراكهم، وتنظم المؤتمرات لمهاجمة البحرين وغيرها من الدول المستهدفة.
كما أشدت في الكتاب بالصحافة البحرينية وبجريدة الوطن تحديداً، حيث إنها كانت أول من تحدث عن التدخل الإيراني في المنطقة، منذ بداية الربيع العربي وسعت لأن تكون السباقة في كشفت تلك المخططات التآمرية.
وسعت الوطن أيضاً لكشف أكاذيب إيران في الأحواز وكيفية تعامل الأقليات وحتى الطوائف الأخرى في المجتمع الإيراني.
وأذكر أنني خلال إحدى لقاءاتي بقائد شرطة دبي السابق ضاحي خلفان مع الإعلاميين، أشاد بالصحافة البحرينية، وإعلامها الذكي الذي توجه لمخاطبة الشعب وتنويره، والتي للأسف ينتقدها البعض رغم أن جهودها بناءة.
السؤال الذي يراود جميع البحرينيين، هو كيف تسمح الدول الأوربية للمخربين بالتجول بحرية وممارسة أنشطتهم لديها؟.
- الأمر ليس هكذا، فمثلاً، أعطينا معلومات هامة للجهات المختصة في بريطانيا حول تمجيد الإرهاب والمشاركة فيه من قبل عدة شخصيات، وبعدها أمرت الحكومة البريطانية بسجن عبدالرؤوف الشايب بتهمة تمجيد الإرهاب.
وسأقف هنا قليلاً في قضية عبدالرؤوف الشايب، حيث كشفت التحقيقات أنه كان يخطط لتجنيد شباب من مذهب معين في لندن، لتدريبهم في العراق، ومن ثم تطبيق الإرهاب في البحرين أو المشاركة مع أجهزة نظام بشار الأسد لقمع الشعب السوري، وهذه المعلومات كانت لدينا مسبقاً وأوصلناها للجمعيات الرسمية في بريطانيا.
ولما عاد المدعو الشايب من العراق، ووصل إلى إحدى مطارات بريطانيا، أوقفته السلطات هناك، بتهمة تمجيد الإرهاب بعد أن سلمناهم التغريدات التي تثبت ذلك، وحينها أمر القضاء البريطاني بإيقافه.
وعند تفتيش أمتعته، وجدت السلطات ذاكرة «فلاش ميموري» وعملات بالتومان الإيراني.
الذاكرة تلك، بدت خالية، إلا أن المخابرات البريطانية شكت بها، وقررت إعطاءها للمختصين الفنيين، الذين استخرجوا منها معلومات، ضمت أسماء أشخاص في بريطانيا ينتمون لمذهب معين، ولديهم ولاء كبير لإيران ويقومون بتسجيل أسمائهم وعناوينهم وماذا يدرسون والتمويل الذي يحتاجونه لإعانتهم في عملهم ودراستهم، وكيف يؤمن سفر هؤلاء لعدة شهور إلى العراق، حيث يجري تدريبهم هناك.
كما وجدت السلطات في بريطانيا قائمة بالمجندين من المتواجدين على أراضيها، كما تحصلت على مخطط كامل حول كيفية تصنيع سلاح القنص، والذي أثبتت التحقيقات أنه مكتوب باللهجة العامية البحرينية، وهو ما يؤكد أنه موجه للخليجيين في أوربا.
ووجدت السلطات أيضاً معلومات حول كيفية صنع المتفجرات باستخدام المواد المتفجرة، وكيف تستخدم مواد محلية لصنع تفجير كبير، فيما لم يقتنع الأمن البريطاني بأن تلك مجرد دعابات.
وعثرت السلطات في الذاكرة على معلومات حول أشخاص يحملون جوازات سفر بريطانية واختفوا، لتجد أنهم في إيران حالياً، كا وجد في الذاكرة قائمة بها مسؤولون عرب في المملكة المتحدة وغيرها من الدول الأوربية، كانوا ضمن المستهدفين من قبل خلايا عبدالرؤوف الشايب. اعترافات الشايب في المحكمة كانت متوقعة، حيث أكد أن ما قام به من تجنيد كان بفتوى من مرجع في البحرين يدعى عيسى قاسم، والتي تسمح له بتغيير النظام في البحرين.

أما مريم الخواجة مثلاً، فقدت رصدنا ترددها على السفارة الإيرانية في لندن، كما أن سفراتها على طيران «مهان الإيراني» وتتعامل مع الوكلاء الخاصين بالسفارة الإيرانية هناك، وهم من يتولون مهمة الحجوزات والتنقل جميعها.
كما تقوم ما تسمى بـ»جمعية أهل البيت» في لندن، بتنظيم مؤتمرات زينب الخواجة في مقراتها، وإن كانت هناك حاجة لمقرات أخرى خارجية، فيكون بتمويل وعلم المؤسسة ذاتها.
وتغطي جميع أنشطتها قناة «برس تي في» الإيرانية.
كما أن مريم الخواجة، رفضت استلام قرص «سيدي» يحمل فضائح غير أخلاقية لنبيل رجب، وانتهاكات لحقوق الإنسان كاستخدام الأطفال كدروع بشرية، إلا أنها دائماً ما كانت تتهرب من الحوار، وبسبب ذلك، انسحبت العديد من المنظمات المعنية بحقوق الإنسان خارجياً.
ورفعنا قضية ضد قناة «برس تي في» الإيرانية، لعدم مساواتها في التغطية، كونه بحسب القانون البريطاني، يجب أن يكون هناك «الرأي والرأي الآخر»، ولذا اتخذت السلطات البريطانية قراراً بطرد القناة وإغلاق كافة مكاتبها.
مريم الخواجة تروج ضد البحرين في الصحف الإسرائيلية، حيث تنشر لها صحيفة هآارتز ما تريده عن طريق أحد إعلامييها. وبالمناسبة، فإن إيران الآن تلعب على وتر إسقاط جنسية عيسى قاسم في البحرين، ولكنها ستفشل بإذن الله أيضاً هنا، كون عيسى قاسم من لورستان جنوب إيران أساساً، ولديه قبر جده قاسم زاده هناك.
وكانت هناك 400 مؤسسة إعلامية إيرانية مختلفة الأنشطة، كان عملها الوحيد أيام الأزمة البحرينية هو تكثيف التقارير عن البحرين فقط، ولدى إيران اليوم أكثر من 34 ألف حساب في تويتر لمهاجمة البحرين والسعودية والإمارات.
ما هي الدول الأخرى التي تحدثت عنها في كتابك؟
ذكرت الكويت، وكيف أن هناك محاولات للقفز على مرحلة الإصلاحات التي يقوم بها الأمير، ومحاولات استغلال بعض الفئات في المجتمع، ضد بعضهم البعض.
كما ذكرت في الكتاب كيف أن المدعو عبدالحميد دشتي يقوم بزرع الطائفية في الكويت وهناك الكثير من أمثاله، وبعضهم من ذوي الأصول الإيرانية ومن مذهب معين، يهاجمون العناصر الأخرى من المجتمع الكويتي الموحد لزرع الفتنة الطائفية بين المجتمع والذي يهدف لإيصال المجتمع لاستخدام العنف.
كما أن ما يحدث في الكويت من مهاجمة داعش للمساجد الشيعية وزرع جماعات حزب الله لأسلحة في الكويت، هما مخططان يكملان بعضهما بعضاً، وإيران هي المستفيد الوحيد من ورائه.
وبينما نحن نتحدث الآن، هناك برلمانيون كويتيون يخرجون أموالهم من الكويت تحسباً للهرب، في حال كشفت مخططاتهم ومؤامراتهم على الكويت. أما في المملكة العربية السعودية، فقد عمدت إيران إلى إجراء ما تسمى بـ»ثورة حنين» الافتراضية، وبعد رصد التغريدات، وجد أن 70% منها كانت من خارج المملكة العربية السعودية، خصوصاً من أوربا وإيران، و25% من المشاركين في تلك الثورة المزعومة من باقي دول الخليج، فيما لم يشارك من داخل المملكة العربية السعودية سوى 5% فقط.
الإعلام الإيراني حاول تغطيتها وتضخيمها لتصل إلى نفس مستوى الأحداث في البحرين، ولكنها فشلت، فراحت بعدها لتضرب بالمملكة بعد إعدام نمر النمر، ولكنها لم تستطع أن تفعل ذلك.
أما في سوريا، فإن الصراع المستمر والحرب الأهلية في سوريا ووجود بشار الأسد المدعوم من قبل إيران واستمراره في قمع الشعب، واستمرار إيران في دعمه، وإيجاد داعش، فهي أمور ذكرتها في الكتاب بتفصيل، كما ذكرت بأنه إذا ما أردنا أن تنجح الثورة والحراك السوري، فعلينا قطع يد إيران المنقذة لبشار الأسد.
وذكرت خلال لقائنا في جنوب تركيا بقيادات من الجيش الحر، كيف أنهم شرحوا لنا الإعاقة الدولية لإنهاء حكم بشار الأسد، وقال بعضهم أنه كلما وصلوا إلى أسوار دمشق تراجع الدعم الدولي عنهم لإيقافهم.
الكتاب تحدث أيضاً كيف أن إيران سبب دائم لخدعة المجتمعات العربية، وهي لا تطبق أي من تعاليم الإسلام، بل سلت السيوف تجاه الدول العربية، وهي المسؤولة عن تفجيرات المدينة المنورة الأخيرة.
وتحدث الكتاب عن الصراع التاريخي بين العراق وإيران، وكيف أن طهران تدخلت كثيراً في العراق وبشكل عدائي، لعلمها أن القضاء على العراق يعني القضاء على الأمة برمتها.
وفي بداية غزو العراق، ذكرنا بالأدلة والمستندات كيف أن إيران جنست أكثر من 4 ملايين إيراني بجنسية عراقية، ليتحول العراق إلى معسكرات تدرب شباباً من الإمارات العربية المتحدة والسعودية والكويت والبحرين وقطر عبر حزب الله العراقي، وميليشيات الحشد الشعبي التي كانت حينها بأسماء منظمات إرهابية مذهبية أخرى.
كما تحدث الكتاب كيف أن إيران والأخوان المسلمين هما عينان برأس واحد، حيث امتطوا موجة المطالبات الشعبية في مصر وسوريا واليمن، لتغيير مسار هذه المطالبات وتصب جميعها في مصلحة إيران.
بعد سردك لأحداث خدعة الربيع العربي، إلى ماذا توصل الكتاب؟
نتائج ما يسمى بالربيع العربي أوضحت أن المخطط ضد الأمة كان ينتظر لحظة انفجار الجماهير والغضب الشعبي، لتستغله إيران بمساعدة جماعة الأخوان المسلمين والمنظمات والجمعيات الشيعية، لضرب الأمن والسياحة والاقتصاد في الدول العريبة الكبرى، ومن بينها مصر وسوريا والعراق ومناطق استراتيجية مثل البحرين، وهي التي تعتبر جسر الوصول إلى المملكة العربية السعودية، وعندما ضربت البحرين كانت تقصد العمق في المملكة العربية السعودية.
هذا الربيع العربي جاء بحلف أعلن عن بعضه وغيب الآخر، وهو حلف تركيا وإيران، حيث يتفقون في العديد من المصالح المشتركة، كما يوجد تعاون اقتصادي كبير بين إيران وتركيا، بعد الأزمات بين الوطن العربي وهناك صفقات بالمليارات لا يمكن للطرفين التخلي عنها، وتركيا أصبحت بوابة للغرب بالنسبة لإيران. ذكرت في نهاية الكتاب أن الشرق الأوسط يتغير بشكل مستمر، والثورات قد تغير وقد تكون سلمية، إلا أن سقوطها في الأيادي الخطأ هو المشكلة، وحينها سيتغير الأمل إلى مجازر، وهي من الدروس التي تعلمناها من الربيع العربي.
جيوسياسياً، نحن في مرحلة تغيير وصراع قوي جداً، وفي حال عدم مواكبتنا للتغيير السريع ومقاومتنا له، سيقودنا للفشل، ولذا يجب مجابهة إيران قائدة ذلك التغيير عبر القانون الدولي، كون استمرار الجار الشرقي في الحركة يعني استمرار المشكلة.
اليوم الإنسان العربي يبحث عن ما حصل له خلال الخمس أعوام الماضية، بعد أن وعى على الدمار في سوريا وحرب الحوثيين على المجتمع العربي، وما يحصل في ليبيا، وقتل وتدمير السني العربي في العراق.
كيف هي أصداء الكتاب في الدول الأوربية؟
في الدول الغربية وخاصة المملكة المتحدة، فإن العديد منهم يوقنون بأن هناك خدعة في الربيع العربي، وأن منظمات راديكالية ذا صوت إسلامي تتجه لخدعة المجتمعات العربية بما يسمى بالربيع العربي للوصول إلى الحكم سواء على مستوى الحشد الشعبي أو داعش.
هل وصلتك أي تهديدات بعد نشر هذا الكتاب؟
لا توجد ملاحقات قانونية بالتأكيد لكون كل ما نشرته هو موثق بالصوت والصورة، أما التهديدات فهي تأتي من إيران، التي بدورها تعادي الجميع سواء كتاباً أو مثقفين أو حتى رياضيين، وهو ليس بالأمر الجديد في تاريخها.
ما هي مشاريعك القادمة بعد هذا الكتاب؟
بداية، أود أن أؤكد أنني أهديت هذا الكتاب لحبيبتي خلود، لأوصل رسالة لجميع الكتاب والسياسيين، وهي أن الجميع لا يتجرد من الحب، سواء أكان سياسياً أم إعلامياً أو غيرها من المناصب، فلذا، تشكل بداية هذا الكتاب قصة أخرى، سأتحدث فيها عن حبيبتي من حضارة دلمونيا من البحرين.
وأنا أسعى حالياً لترجمة هذا الكتاب بالتعاون مع كبار دور النشر في الوطن العربي، سواء الخليجية أو غيرها، وأنا تعمدت إصدار الكتاب باللغة الإنجليزية، ليوضح للغرب أن ما يحصل في المنطقة ليس كما تتصورونه، فإن المنظمات الحقوقية ليست لديها الصورة الواضحة وهي ضبابية لديها، كما أنها تصور لنا الوطن العربي وكأنه صحراء يحكمها بعض الدكتاتوريات، وهي لا تعلم عن هذا التطور والأمن والاستقرار، والتعايش ين الشعوب وأن ما دخل عليها يعتبر شذوذاً، كما أن التغيير نحو الأفضل مستمر منذ البداية.
إلى الآن تم بيع 73 ألف نسخة منذ إصدار الكتاب في يونيو الماضي، أي خلال شهر واحد تقريباً، بحسب ما أخبرتني دار «أوثور هاوس» البريطانية التي تولت مهمة النشر. سيكون لدي بك تأكيد كتاب آخر به العديد من الوثائق السرية والمعلومات واللقاءات الهامة مع القيادات الأوربية والخليجية، وسأطرحها في كتاب جديد، ولكون تلك الوثائق مهمة فسأسعى للحصول على تراخيص نشرها عبر المحاكم الرسمية.
وسيكون لدي كتاب آخر عن أميرتي وحبي الغالي خلود، وهي أحد أسرار حبي لمملكة البحرين.