أكد أعضاء في لجنة «جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لتمكين المرأة» حرصهم على إجراء تطوير دائم لمعايير واشتراطات الجائزة بما يواكب جهود المجلس الأعلى للمرأة في تمكين المرأة البحرينية وتعزيز حضورها في مختلف الميادين وعلى كل المستويات، ويتكامل مع برامج وخطط وتوجهات المجلس المنضوية في إطار الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية.
وأشار الأعضاء إلى حرصهم على الاستفادة من الخبرات المتطورة التي راكمتها الجائزة خلال دوراتها الأربع السابقة، وطرح المعايير بطريقة تعزز من مكانة المجلس الأعلى للمرأة كبيت خبرة في مختلف قضايا المرأة وتمكينها وتحرير طاقاتها ورفع مساهمتها في عملية التنمية.
وكان المجلس الأعلى للمرأة أعلن مؤخراً عن بدء أعمال جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لتمكين المرأة البحرينية في المؤسسات الرسمية والخاصة في دورتها الخامسة للعام 2016، والتي تعد إحدى الآليات التي اعتمدها المجلس لمساندة وتشجيع المؤسسات الرسمية والخاصة على تبني السياسات والخطط والبرامج الداعمة لتمكين المرأة البحرينية وضمان استدامة مشاركتها وتقدمها في تلك المؤسسات طبقاً للمعايير والشروط الواجب توافرها لنيل الجائزة.
خبرات متراكمة
وأكدت رئيسة البعثة الدبلوماسية لمملكة البحرين لدى بلجيكا د.بهية الجشي أن الإعلان عن بدء أعمال الدورة الخامسة من «جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لتمكين المرأة» يأتي بعد تجارب غنية راكمها المجلس خلال أربع دورات سابقة من الجائزة، ولفتت إلى أن جزءاً كبيراً من التجارب انصب على تطوير معايير الجائزة وعمل لجنة التحكيم.
وقالت إنه في كل دورة من الجائزة كان هناك اجتماعات متواصلة لتطوير العمل وتعزيز تحقيق الأهداف المرجوة منها، وأصبح بمقدورنا اليوم القول إن المجلس بات رائدا في مجال طرح مبادرات من شأنها تعزيز مكانة البحرين ضمن المنظومة الدولية كدولة رائدة على صعيد النهوض بالمرأة وتهيئة الأرضية المناسبة لها من أجل إطلاق كامل طاقاتها.
وأكدت د.الجشي حرص لجنة «جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لتمكين المرأة» على العمل وفق أعلى المعايير الدولية من أجل ضمان تحقق الجائزة للغايات المرجوة منها على أكمل وجه، وقالت «نحن في اللجنة نحرص على اقتراح المعايير الجيدة التي تتميز بالوضوح والشفافية والتي تواكب المعايير الدولية».
الترويج عالمياً
من جانبها، أكدت د.مي العتيبي أن جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لتمكين المرأة تسهم في تحقيق الأهداف التي تعمل على تشجيع الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة على دعم وتمكين المرأة البحرينية العاملة وضمان أوجه التوفيق بين واجباتها العملية والأسرية، إضافة إلى زيادة نسبة تأهيل وتدريب المرأة وزيادة نسبة حضور المرأة في المراكز القيادية والتنفيذية والإسهام في متابعة الجهود الوطنية نحو ادماج احتياجات المرأة في خطط التنمية الوطنية والتزام الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة بسياسة عدم التمييز ضد المرأة.
وأكدت أهمية الترويج الإعلامي للجائزة في أوساط مختلف مؤسسات القطاعين العام والخاص، وقالت إن الترويج يؤدي إلى تكريس ثقافة عامة وتوعية تلك المؤسسات بدور المرأة وتمكينها، ويعكس المكانة المتقدمة التي وصلت إليها البحرين على صعيد تمكين المرأة من جهة، ويحفز أكبر عدد ممكن من المؤسسات الرسمية والخاصة والأهلية حول العالم للترشح للجائزة.
وأشارت إلى أنه من أهم الممارسات الإيجابية التي كرستها الجائزة على صعيد تمكين المرأة عقب أربع دورات من انطلاقتها تشجيع المؤسسات على بذل المزيد من الجهد لإحراز تقدم أكبر من خلال المنافسة، وتحسين وضع المرأة وبيئة عملها ومحاولة التغلب على الصعوبات والمعوقات للامتثال بالمعايير المتعلقة بالجائزة الذي يدعم ويعزز أداء تلك المؤسسات حتى وإن لم يحالفها الحظ بالفوز.
وأعربت عن فخرها بوصول جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة للعالمية، فهو دليل على التطور الكبير الذي وصلت له هذه الجائزة بعد أربع دورات فقط، وذلك بعد توقيع مذكرة التفاهم بين المجلس الأعلى للمرأة وهيئة الأمم المتحدة لإطلاق جائزة سموها لتمكين المرأة على المستوى العالمي.
جودة التعليم
إلى ذلك، أكدت د.جواهر المضحكي الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والتدريب، جدارة البحرين بتبني الجائزة التي أصبحت ذات سمعة عالمية متميزة، بعد مسيرة عقود من العمل على تمكين المرأة البحرينية، هذه المسيرة التي توجّت بإنشاء المجلس الأعلى للمرأة في الثاني والعشرين من أغسطس2001، حيث نص المرسوم على تبعيته المباشرة لجلالة ملك البلاد حمد بن عيسى، وبرئاسة لافتة من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم، والتي انتقل المجلس خلال 15 عاماً تحت قيادتها، من طور الفكرة والتأسيس إلى ميدان المنافسة والإشادة الإقليمية والدولية التي نالها ولازال.
وقالت سنوات من الجهود الوطنية المخلصة والدؤوبة بذلتها ولا زالت تبذلها صاحبة السمو قرينة عاهل البلاد المفدى، أثمرت حصاداً لافتاً أنتج تبوؤ المرأة البحرينية المناصب القيادية والتنفيذية وصنع القرار على المستويين المحلي والدولي، أثبت أن للمرأة في نهضة الوطن دوراً جوهرياً ملموساً ومؤثراً»، وأضافت «تلك الجهود المضنية انتقلت إلى الأثر النوعي بإطلاق جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لتمكين المرأة والتي أنشئت بأمر ملكي في العام 2004».
ووصفت تطور الجائزة دورة بعد أخرى بأنه إنجاز النوعي له أهميته القصوى كونه رفع من مستوى الممارسات وولد آليات وممارسات مبتكرة من شأنها ترسيخ هذه الثقافة في بيئة العمل المختلفة، وبما ينهض بالدور المنوط بالمرأة البحرينية كونها عنصراً مؤثراً ومبتكراً وقائداً في بيئة العمل، وليست موظفة تؤدي مهامها التقليدية فقط»، مؤكدة أن هذه الجائزة قد بذرت التنافسية والابتكار ليس في بيئة العمل البحرينية فحسب، ولكنها فتحت المجال للمحيط الخليجي والعربي للسير على خطوات شبيهة، تدفع نحو مزيد من الإنجاز والتفوق.
وقالت أتشرف كوني عضواً في لجنة الترشيح للجائزة، وأؤكد هنا أن جميع مؤشرات ومعايير الجودة من موضوعية وثبات ومصداقية، حاضرة وبقوة في مناقشة الممارسات والابتكارات الإبداعية في ميدان تمكين المرأة العاملة سواء في القطاع العام أو الخاص.
وأضافت أن العديد من المؤسسات تسعى للتميز وتطبق في سبيل ذلك استراتيجيات ومناهج متعددة، لكن بالتأكيد الفكرة ليست في التطبيق فقط، ولكنها النجاح في تنفيذ هذا النموذج أو ذاك، والنجاح يكون في تحقيق أثر نوعي وملموس في مشروعات وممارسات تمكين المرأة.
ولفتت إلى أن جودة مبادرات تمكين المرأة، تعني تطوير استراتيجيات الممارسات على صعيد بيئة العمل، كما تعني نجاح المؤسسات المشاركة في تطوير معايير تلك الممارسات على الأرض، بما يضمن حفظ حقوق المرأة البحرينية العاملة وتقديم التسهيلات المناسبة لها لتبدع وتبتكر وتتميز.
معايير عالمية
من جانبه، أكد الخبير الإداري ومستشار التدريب عبدالإله القاسمي أن لجنة تحكيم جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة لتمكين المرأة حرصت ومنذ تأسيسها على التأكد من تطبيق المعايير والشروط على النحو الذي يحقق الأهداف المرجوة من الجائزة، وأن تكون تلك الشروط والمعايير واضحة وشاملة وقابلة للتطبيق.
وأشار إلى أن القائمين على الجائزة عملوا على إجراء العديد من التطويرات على المعايير والشروط لتسهيل استكمال البيانات المطلوب من المؤسسات، وكذلك حث المؤسسات على الحصول على أكبر قدر من الاستفادة من المشاركة في الجائزة، ومن تحقيق أهداف الجائزة في تلك المؤسسات.
وقال إن سعي المؤسسات والمنظمات والجهات الحكومية والخاصة في البحرين للفوز بالجائزة هو هدف كبير أمامها، لكن من المهم أيضا معرفة أن تطبيق المعايير التي وضعتها لجنة التحكيم يشكل خارطة طريق أمام تلك المؤسسات من أجل تميكن المرأة العاملة فيها، وهذا هو الفوز الحقيقي لها.
وقال لمسنا عن كثب مدى مساهمة جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة لتمكين المرأة على الصعيد الوطني، وحث مؤسسات القطاع والعام والخاص على المشاركة فيها وبالتالي تمكين المرأة العاملة والاستفادة من قدراتها والذي ينعكس إيجاباً على تحسين مستوى العمل».
امتيازات المرأة
بدوره، قال المدير العام للسياسات والأجور بديوان الخدمة المدنية عادل حجي إن البحرين ممثلة بديوان الخدمة المدنية لديها قصة نجاح ريادية على صعيد المساواة بين الرجل والمرأة في الرواتب والأجور ومختلف الامتيازات والشروط الوظيفية، وهذا ما تفتقر إليه كثير من دول العالم حتى المتقدم منها حيث هناك سلَّمي رواتب متمايزين واحد للرجل وآخر للمرأة، فيما يعتبر عدم التمييز ضد المرأة العاملة مبادرة طوعية من جهة التوظيف هناك وليس بموجب قانون ملزم تضعه الدولة.
وأكد أن جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة لتمكين المرأة باتت تشكل نافذة أمام مختلف دول العالم للتعرف على تجربة البحرين في تحقيق العدالة والمساواة للمرأة العاملة، وإبراز المزايا الممنوحة لها قانونياً ومن بينها إجازة الوضع لمدة 60 يوماً، وإجازة عدة الوفاة للموظفة المسلمة التي توفي عنها زوجها وذلك لمدة أربعة أشهر وعشرة أيام من تاريخ وفاة الزوج، وإجازة الرضاعة حيث تستحق الموظفة عند عودتها للعمل بعد إجازة الوضع ساعتي رعاية يومياً براتب لإرضاع مولودها حتى يبلغ من العمر عامين. كما تستحق الموظفة إجازة خاصة بدون راتب لرعاية طفلها الذي لم يتجاوز عمره 6 سنوات بحد أقصى عامين في المرة الأولى ولثلاث مرات طوال مدة خدمتها، كما أن القانون يمنع تشغيل الإناث في أي مشروع صناعي حكومي أو فرع منه ما بين الساعة الثامنة مساءً وحتى السابعة صباحاً بشكل عام، إضافة إلى ضمان المساواة بين الرجل والمرأة في العلاوة الاجتماعية، وغير ذلك من مزايا.
وخص حجي بالذكر صدور تعليمات الخدمة المدنية رقم (4) لعام 2014 بشأن إنشاء لجنة تكافؤ الفرص بالجهات الحكومية، لوضع آلية تضمن استدامه إدماج احتياجات الموظفة وتعزيز تكافؤ الفرص على مستوى الخدمة المدنية، مؤكداً حرص ديوان الخدمة المدنية ممثلاً بإدارة الرقابة الإدارية على التأكد من سلامة تطبيق أحكام قانون ولوائح وأنظمة الخدمة المدنية الذي من شأنه ترسيخ مبادئ المساواة والعدالة والشفافية بشكل عام من خلال متابعة التشريعات الخاصة بالمرأة.