حصل الاكتشاف العلمي «إسراء»، الجين الذي اكتشفه الفريق البحثي بجامعة الخليج العربي في العام 2008، على وثيقة براءة الاختراع من المكتب الأوروبي لبراءات الاختراع، ليحظى الاكتشاف بحقوق الملكية الفكرية والحماية النظامية القانونية في دول الاتحاد الأوروبي بما في ذلك المملكة المتحدة.
وبهذا القرار يصبح الاختراع «إسراء» قابلاً للتطبيق الصناعي إذ يمكن انتاجه واستعماله في التطبيقات الطبية التي بشرت التجارب العلمية بفعاليته في علاج عدد من الأمراض المستعصية، على رأسها مرض السرطان وفقدان المناعة.
يشار إلى أن مدير عام مركز الأميرة الجوهرة الإبراهيم للطب الجزيئي والأمراض الوراثية التابع لجامعة الخليج العربي، أستاذ علم المناعة وأخصائي طب المخ والجهاز العصبي، د.معز بخيت كان توصل مع الباحثة د.صفاء طه والفريق العامل بمشروع «إسراء» بمركز الأميرة الجوهرة قبل 8 أعوام لأول مادة بروتينية تعمل كحلقة وصل بين الجهاز العصبي وجهاز المناعة، ما يساعد على فهم آلية عمل جهاز المناعة الطبيعي.
وعبر الفريق البحثي وقتها أن يفتح هذا المركب باب الأمل لإيجاد علاج لأمراض فقدان المناعة والأمراض السرطانية وأمراض الجهاز العصبي، ويكشف الحالات التي يتسبب من خلالها جهاز المناعة في أمراض ناتجة عن زيادة نشاطه مما يؤدي إلى تدمير الأنسجة.
وأكد رئيس الجامعة د.خالد العوهلي أن براءة الاختراع بمثابة إشادة دولية بالمستوى العلمي والفكري الذي حققته الجامعة، وأن الاكتشاف العلمي انجاز كبير، تحقق بفضل خبرات وكوادر الجامعة الذين توصلوا إلى نتائج مبهرة ستشكل نقلة نوعية في العلوم الطبية على مستوى العالم بأسره.
وقال إنه من المؤمل أن يضع هذا الاكتشاف حداً للعديد من الأمراض المستعصية، مبيناً أن الجامعة تعكف على براءات اختراعات أخرى، وسيعلن عنها قريباً لخدم المجتمع الخليجي والإنسانية جمعاً.
فيما قال د.معز بخيت إن الفريق البحثي بالجامعة توصل عبر الأبحاث والتجارب المستمرة إلى أن «إسراء» هو أول جزيءٍ لجينٍ مشفرٍ يقع في منطقة «الإنترون» غير المشفر وله تأثيراتٍ منشطةٍ كبيرةٍ على كلٍ من الخلايا المناعية المكبوتة والخلايا السرطانية وخلايا الدم الجذعية، وبهذا يكون «إسراء» مرشحاً قوياً كمركبٍ بيولوجيٍ طبيعيٍ لعلاج المرضى الذين يعانون من نقص المناعة وذلك باستخدام آثاره التنشيطية، وكذلك لعلاج الأمراض السرطانية من خلال تأثيراته القوية على الموت المبرمج للخلايا السرطانية والتأثيرات التكاثرية على خلايا المناعة الطبيعية. ولفت إلى أن «إسراء» يتعلق بمركب بروتيني يمثل حلقة وصل بين الجهاز العصبي المركزي وجهاز المناعة، يتم إفرازه بواسطة خلايا المناعة في الطحال بعد تلقي إشارة عصبية نتيجة لتحدي مناعي.
وأشار بخيت إلى أن الحصول على براءة اختراع «إسراء» جاء كثمرة جهود بحثية استمرت لسنوات، موضحا أن هذا الاكتشاف الجديد غير مسبوق، لأنه يثبت أن جهاز المناعة في جسم الإنسان له صلة مباشرة بالأعصاب على عكس الاعتقاد السائد.
وأكد أنه قبل هذا الاكتشاف لم يوجد جزيء أو مجموعة جزيئات تربط الجهاز العصبي وجهاز المناعة نتيجة إشارة عصبية بعد أي إشارة مناعية، مشيراً إلى أن الاكتشاف العلمي الجديد يمكن أن يقود إلى تطبيقات عديدة تسهم في علاج أمراض المناعة، والتأثيرات الجانبية لزراعة الأعضاء، إلى جانب مرض نقص المناعة المكتسب «الايدز».
واعتبر بخيت أن وثيقة براءة الاختراع الصادرة عن المكتب الأوروبي لبراءات الاختراع تمثل اعتراف كل دول الاتحاد الأوروبي بهذا الاكتشاف وتشمل كلاً من ألبانيا، النمسا، بلجيكا، بلغاريا، كرواتيا، قبرص، التشيك، الدنمارك، استونيا، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، اليونان، هنغاريا، أيسلندا، أيرلندا، إيطاليا، لاتفيا، ليختنشتاين، ليتوانيا، لوكسمبورغ، مقدونيا، مالطا، موناكو، هولندا، النرويج، بولندا، البرتغال، رومانيا، سان مارينو، سلوفاكيا، سلوفينيا، إسبانيا، السويد، سويسرا وتركيا والمملكة المتحدة، إنجاز علمي يضاف إلى رصيد الجامعة التي تكرس جل جهودها للأبحاث العلمية التي تخدم مجتمع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتعتمد استراتيجية تدعم الابتكار والابداع وتدعم البحث العلمي والباحثين للتوصل إلى الحلول التنموية تخدم القضايا الخليجية المشتركة.