أكدت إدارة الأوقاف الجعفرية رداً على بعض التصريحات التي تتهم الدولة باستهداف أتباع المذهب الشيعي، أن هذا المذهب هو أحد المذاهب الإسلامية المعتبرة وأتباعه مكون رئيس في مملكة البحرين ويحظون بكامل حقوقهم الدستورية والوطنية، حيث يعيشون في ربوع هذا الوطن بكل فئاتهم وانتماءاتهم ومرجعياتهم الدينية كجزء لا يتجزأ من المجتمع البحريني.
ونوهت بضرورة البعد عن الإثارات التحريضية والتراشق والاصطفاف الطائفي الذي يذكى النعرات والفتن ويسهم في خلق مظاهر الفرقة والانقسام التي لا يستفيد منها إلا أعداء الوطن والأمة.
وأشارت الإدارة إلى أن الهوية الوطنية لهذا البلد هي الدرع الحصين للجميع، فالمواطنون جميعاً في البحرين على اختلاف انتماءاتهم المذهبية والعرقية محفوظة عقيدتهم وشعائرهم وأمنهم وأنفسهم وأموالهم وأعراضهم.
وأهابت «الأوقاف الجعفرية» بالجميع المشاركة الفاعلة في نهضة ورخاء واستقرار هذا الوطن وتطوير أداء مؤسساته، داعية الجميع إلى عدم الإضرار بالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي والتعايش السلمي وتكريس مظاهر العنف وانتهاج الاصطفاف الطائفي، والالتفاف حول القيادة الحكيمة والمشاركة الفاعلة في مسيرة البناء والتنمية لبناء المستقبل المشرق للجميع.
وأوضحت إدارة الأوقاف الجعفرية، أنها تقوم وتشرف على كل مصالح أبناء الشيعة الدينية وترعى مساجدهم ومآتمهم وكل ما يمت لشعائرهم الدينية بصلة.
وأكدت أن أبناء الشيعة كمكون رئيس على المستوى الشعبي والجغرافي في هذه المملكة لهم حضورهم المتميز على جميع المستويات في المؤسسات الرسمية وعلى جميع المستويات ابتداء من التمثيل في السلطة التشريعية في مجلسي الشورى والنواب والسلطة التنفيذية بتسلم الحقائب الوزارية في أهم الوزارات الخدمية وفي السلطة القضائية في محاكم شرعية خاصة بجميع درجات التقاضي والاختصاص بالإشراف المستقل على جميع دور عبادتهم وإدارتها وتحصل على دعم كامل من القيادة السياسية ممثلة في حضرة صاحب الجلالة وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد الأمين.
ونوهت «الأوقاف الجعفرية» باللقاء التاريخي الذي جمع حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى مع عدد كبير من العوائل البحرينية الكريمة ورؤساء المآتم والحسينيات في رحاب العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.
وقالت الإدارة: «كان لنا في الأوقاف الجعفرية شرف اللقاء مع عاهل البلاد المفدى، وأكدنا لجلالته أن شعبه الوفي يستحضر في فكره ووجدانه مبادرات جلالته الكريمة منذ مطلع الألفية، حيث انبثق فجر مشروع جلالته الإصلاحي الكبير الذي وسع الجميع، ويشعر بالفخر والاعتزاز بتاريخنا الوطني الناصع منذ عهد أجداده وآبائه الكرام، وخصوصاً على مستوى رعاية دور العبادة، حيث كان حكام البحرين الكرام يولون المساجد والمآتم والحسينيات والمواكب وسائر الشعائر الدينية المرعية أيما رعايةٍ وعناية، ودعمٍ سخي تواصل بل تضاعف في عهد جلالته الزاهر».
وأوضحت إدارة الأوقاف الجعفرية أنها ستحتفل في العيد الوطني القادم على مرور الذكرى التسعين على تأسيسها، حيث تأسست الأوقاف الجعفرية العام 1927 في عهد المغفور له صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة طيب الله ثراه، ومن ثم تعاهدها بالرعاية والاهتمام أبناؤه وأحفاده من الحكام الكرام، وهي ترفل اليوم برعاية ومؤازرة جلالة الملك ومؤازرة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين.
وأوضحت الإدارة أنها انتهزت فرصة هذا اللقاء المبارك للإعلان عن تدشين حملة تاريخية لإعمار 900 مسجد ومأتم ومقبرة، ضمن الخطة الشاملة المعنية بتطوير وإعمار دور العبادة من المساجد والمآتم والحسينيات، كما شرعت في تنفيذ مجموعة من أكبر المشاريع الاستثمارية في جميع المحافظات في المرحلة المقبلة وتحظى في جميعها بدعم رسمي لخدمة جميع أبناء طائفتها وبما يعود على مملكة البحرين بالخير والرخاء والازدهار. وتعمل الإدارة على تجذير دورها في نشر الوعي الديني الأصيل وثقافة التسامح والمحبة والتآخي بين أبناء مجتمعاتنا، ومساهمتها الفاعلة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة للمملكة.