آلام لا تطاق.. أنين بعد منتصف الليل.. وجع أتقلب منه على الفراش.. أذهب إلى دورة المياه -أعزكم الله- لتفريش أسناني وأعود لمحاولة النوم لا فائدة.. فوجع الأسنان لا يفتر والألم متواصل حتى الفجر.. فليس التغافل هنا يفيد ولا الصبر يجدي.. لا حل سوى الذهاب.. أكره عيادات الأسنان، لا أريد زيارتها.. من منا يحب زيارة الوجع ويرغب به؟ من منا يحرص على المواعيد المزعجة؟ لست أنا طبعاً..
فكل الأوجاع تهون وكل الآلام أتحملها، إلا وجع أسناني..
استسلمي لتلك النصائح.. هناك دكتور «شاطر» يستطيع أن يحل مشكلتك وسيزول الألم.
لا بد أنها أكاذيب معهودة للذهاب إلى العيادة وأخذ الحقنة المخيفة وتجرع لحظات من الموت البطيء..
لا بأس.. كلمة أصدرتها عند الواحدة ظهراً معلنة الذهاب إلى العيادة.. مغمضة العينين بين ألم وتعب..
كدنا نصل.. بل وصلنا يخفق قلبي.. (ياك الموت يا تارك الصلاة).. خطوات متثاقلة.. أفتح عيني وإذا بي على ذلك الكرسي.. هل أنا هنا؟ ما الذي أتى بي إلى هنا؟؟
سؤال طرحته على نفسي.. قبل أن أرى الدكتور المعالج لي!
يضحك.. يخبره من معي عن خوفي من عيادة الإسنان فيضحك مرة أخرى.. ويخبر من معي أني فعلاً خائفة.. فضول يشدني، لأفتح عيني وأرى من ذلك الدكتور الذي يضحك على خوفي؟..
وأخيراً فتحتِ عينيكِ: أهلا بكِ.. فيطرح السؤال تلو الآخر ويتفنن في الابتسامة.. يوجه لي النصائح قبل فحص أسناني.. ويرغبني في العلاج.. ويذكر لي ماذا سيحدث إن ترك الألم وإلى أين سيصل؟
وجدت نفسي أسترخي أكثر.. أفتح فمي دون خوف.. أبتسم رداً على ابتسامة ذلك الدكتور وأظهر له شجاعتي.
ما ألطفه من دكتور! لقد تفنن في نشر ابتسامته فاسترخت له عضلات أسناني واستطاع بفضل من الله ثم بمهارته أن يخفف ألمي وأوجاعي..
فلله درك يا دكتور..
سارة الكواري